مشكلة السيدات مع كيجل
مشكلة السيدات مع كيجل!
د. وائل عواد
الحقيقة، إن المشكلة بين كيجل والسيدات كبيرة جدا، فمنذ أن وصف الدكتور ارنولد كيجل طريقته في علاج ارتخاء الحوض الذي يصيب معظم السيدات بعد الولادة منذ أكثر من ستين سنة، والأطباء يقولون إن هذه التمارين مفيدة جدا وينصحون السيدات بتأديتها لكن معظم السيدات يعتقدن العكس تماما.
وتعمل هذه التمارين على تقوية مجموعة من العضلات الموجودة في الحوض وتحيط بالمهبل وتتحكم به والتي يسميها البعض عضلات كيجل، وكلما قويت هذه العضلات كلما قلت احتمالات حدوث ارتخاء الحوض وأعراضه، التي كثيرا ما تعاني منها النساء والرجال، على حد سواء.
فم المشكلة إذا؟، ولماذا هذا الاختلاف في الرأي بين الأطباء والسيدات؟ دعوني أشرح لكم ذلك بطريقة مبسطة.
عند بداية الزواج يكون الرحم محاطا بعضلات وأنسجة معينة تحافظ عليه وتجعله مشدودا، ولكن هذه الأنسجة غير مرنة أي أنها قد تتمزق إذا تعرضت للشد، وهذا ما يحدث فعلا وقت الولادة، ليسمح المهبل لجنين وزنه حوالى ثلاثة كيلو بالنزول.
وعندما ينفتح المهبل لهذه الدرجة تتمدد أعصاب الحوض وتضعف عضلاته وتتمزق الأنسجة التي كانت تحافظ على وضع المهبل الطبيعي قبل الولادة وتمنع توسعه، فيحدث الارتخاء والاتساع.
ويمكن للتبسيط تشبيه ما يحدث للمهبل وعضلات الحوض أثناء الولادة بما يحدث للبالونة الجديدة التي يتم ملؤها بالهواء لأقصى درجة ثم تفريغها منه، فتصبح مرتخية ولا تعود لشكلها الأصلي.
وعندما تذهب السيدة للكشف بعد الولادة ويجد الطبيب أن الحوض لديها متسع ينصحها بممارسة تمارين كيجل، وطبعا كي تكون التمارين فعالة يجب أن تؤدى بالطريقة الصحيحة، ولكن المشكلة أن الكثير من الأطباء ليست لديهم معلومات كافية عن عضلات الحوض وكيفية ممارسة هذه التمارين، فهم يطلبون من السيدة أن تدرب عضلات لا تراها وفي (كثير من الأحيان) لا تشعر بها. ولذلك لا تستطيع السيدة تحديد العضلات الصحيحة ولا تؤدي التمارين بالشكل الصحيح، وهذا ما أثبتته الدراسات الطبية في أكثر من 50 في المائة من الحالات.
المصدر: صحيفة عكاظ