استيقاظ الضمير
استيقاظ الضمير
أ*. د. طلال علي زارع
في صحيفة عكاظ اليوم الخميس (6/11/1431هـ الموافق 14 أكتوبر 2010م، العدد: 3406) وجه مدير سؤالاً إلى الدكتور سليمان العلي يقول فيه:
\"عملت معظم حياتي الوظيفية بوظيفة مدير، وكنت أعقد المراجعين بالنظام، حتى الموظفين كنت أكسر طموحاتهم وإبداعاتهم حتى أصبحوا محبطين. أشعر بتأنيب الضمير، وقد بقي على تقاعدي عام واحد، وأبنائي على مشارف التخرج، وأخشى عليهم أن يواجهوا شخصا مثلي يعقد حياتهم، ماذا افعل؟\"
وأجابه الدكتور العلي بما يلي: \"أخي عدنان أحب أن أقول لك لقد أستيقظ ضميرك متأخرا جدا، وكان أولى بك أن تعامل موظفيك بما يرضي الله ــ عز وجل ــ وبما تتقاضي عليه أجرا نظير تسهيل مصالح الناس التي كنت مؤتمنا عليها، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فأرفق به». رواه البخاري ومسلم. وهي دعوة من النبي عليه السلام على المعقدين والمعسرين لأمور الناس في حياتهم، وأنت للأسف عصيت الله ــ عز وجل ــ وخنت أمانة عملك، فأدعو الله ــ عز وجل ــ أن يغفر لك. وأما خوفك على أبنائك فقد جاء متأخرا أيضا، وتذكر كما تدين تدان، وأن سنة الحياة أن تكتوي بنار الظلم، ومن رحمة الله أن جعل ضميرك يستيقظ، ولو علم الله صدق نيتك وقبل إن شاء الله توبتك واستدركت ما بقي لك من زمن قبل التقاعد لتسهيل حوائج الناس وتطوير موظفيك ومساعدتهم والارتقاء بهم ومكنت الأمناء الأكفاء منهم قبل رحيلك، واعلم أن الوقت قليل أمامك مقارنته بسنين عملك الماضية، واجتهد ثم اجتهد بأن تكون صادقا ومخلصا في تمكينك للثقات وتسهيل الأمر لعل الله ــ عز وجل ــ يريح ضميرك\".
الحمد لله أن استيقظ ضمير هذا المسؤول وإن كان متأخراً.. ولكن للأسف ماذا نقول فيمن لم يستيقظ ضميره! وقد بلغ من العمر عتياً! ويزداد ظلماً كلما أزداد عمراً! ويحرم الأكفاء من أبسط حقوقهم.. فنرجو من الله أن تستيقظ الضمائر قبل فوات الأوان.. والله غفور رحيم..
المصدر: الصحة والحياة talalzari.com
talzari@yahoo.com