• ×
admin

عادتنا: هل هي صحية؟

عادتنا: هل هي صحية؟


طارق محمد الناصر

لم يكن مفاجئاً ما نقلته جريدة الرياض عن الدكتور عبدالرحمن مصيقر رئيس المركز العربي للتغذية في عددها ليوم الجمعة الماضي. الدكتور اخبرنا بما نعرف، إلا أن الفرق هو أن حديثه كان مبنيا على دراسة لا على انطباع.

أكد الدكتور في دراسته أن أكثر من نصف الرجال في المملكة يعانون من أسلوب حياة خاملة، وأكثر من ربعهم يعيشون جزئية بسيطة من الحياة، وخُمسهم فقط يتمتعون بحياة صحية قوامها الرياضة والأكل الصحي.

الدراسة أجريت حصرا على الرجال، ومع ذلك كانت النتائج مخيفة. نتائج دراسة الأنماط الصحية والغذائية للنساء ستكشف دون شك عن أرقام أسوأ. فالمرأة تعاني من انعدام النوادي الرياضية النسائية ما خلا تلك الموجودة في المراكز الطبية ومجبرة على الجلوس لساعات طويلة أمام التلفزيون بسبب الاعتماد على الخدم والوجبات الجاهزة وندرة الفرص الوظيفية.

لقد أحسنت أمانة مدينة الرياض للنساء وللرجال عندما لاحظت توجه شريحة متزايدة منهم تقوم بممارسة رياضة المشي بجوار سور وزارة التربية والتعليم على طريق الملك عبدالله فقامت مشكورة بتطوير ذلك الممشى وزادت على ذلك بتطوير الكثير من الشوارع كي تصبح مهيأة لممارسة رياضة المشي.

أسلوب حياة السعوديين، بلا شك، ليس صحيا. بل إن ممارسة رياضة المشي حتى سنوات قليلة ماضية لم تكن مقبولة اجتماعيا، دع عنك الذهاب إلى المراكز الرياضية التي كان روادها حصرا من المراهقين. فالتحسن الذي نراه اليوم في ممارسة الرياضة دافعه مكافحة البدانة لا الوعي.

البعض يجادل بأننا في إهمالنا لممارسة الرياضة والأكل الصحي لا ننحو مسلكا مغايرا لأسلوب إداراتنا لباقي أمور حياتنا. القلة القليلة من السعوديين يقيدون إنفاقهم بميزانية شهرية والقلة أيضا من يخططون لإجازاتهم وينظمون أوقات الاستيقاظ والنوم والزيارات الاجتماعية إلى غير ذلك من الأنشطة.

من الصعب جدا أن يكون المرء منظما في مجتمع غير منظم. إذ في المناسبات الاجتماعية يضغط عليك الداعي ويعاونه باقي المدعوين للاستزادة من الطعام، ولا يحترم الآخرون خصوصيتك في تلقي الزيارات أو المكالمات الهاتفية في الوقت الذي يشاءون. أما إنفاقك فالمجتمع يضغط عليك لمجاراته في استهلاكيته.

ممارسة الرياضة والأكل السليم لا تضمنان طول العمر فحسب، بإذن الله، بل إنها وصفة للاستمتاع بنوعية الحياة. ورغم أن النصيحة السابقة ليست غريبة على الأسماع إلا أن الأغلبية منا، حسب الدراسة سالفة الذكر، تختار للأسف تجاهلها.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1761