الفساد هل له من نهاية؟
الفساد هل له من نهاية..؟
منى يوسف حمدان
مؤلم جدًّا أن تطالعنا التقارير والأخبار الصحفية، وفي الصفحات الأولى عن قضايا اختلاسات مالية، واغتصاب لحقوق البلاد والعباد في أرض مباركة طاهرة مقدسة من قبل أناس باعوا ذممهم لشياطين الإنس والجن، ونسوا وتناسوا بغيّهم وضلالهم أن مَن يغتصب شبرًا من الأرض ليست له يُطوق بها يوم القيامة تطويقًا إلى سابع أرض، أم أن كل ما تلقوه من تعاليم الدِّين رموه وراء ظهورهم، وكأنها لم تكن شيئًا مذكورًا!
تحية تقدير وإكبار وإجلال لرجال يعملون ليلاً ونهارًا لتتبع ومتابعة كل مشبوه تدور حوله الشبهات، وكل متورط في إهدار المال العام، والتلاعب بمقدرات الشعب والأمة.
من الصعب جدًّا على نفوسنا أن نتقبل هذه المصائب المتتابعة في الكشف عن الفساد الإداري والمالي في أكثر من مرفق من مرافق الدولة، ولكن الاعتراف بوجود الخلل وتشخيصه لابد أن يؤدي في النهاية إلى معالجة العضو الفاسد، أو بتره نهائيًّا حتى لا يستشري الداء في جسد الوطن، فقد آن الأوان لهؤلاء الطغاة المجرمين والمتجبرين في الأرض أن يفضح أمرهم، ويؤخذ على أيديهم وينالوا العقوبة التي يستحقون، فأمرهم جلل، لأن شيطانهم سوغ لهم أكل المال الحرام في البلد الحرام، وهيهات أن يرضى الله أن تنتهك محارمه أو تضيع حقوق العباد في أرض مباركة، حيث جل في علاه أراد لهم الفضيحة والخزي في الدنيا قبل الآخرة -واللهم لا شماتة- لعلّهم يكونون عبرة لمن أراد الاعتبار، ولكل صاحب عقل فطن إن كان متورطًا في أمر ما على شاكلتهم، لعله يعود إلى رشده وهدايته، حيث يتيقن بوجود رقيب وحسيب، وأن يد الله ستنالهم، وجنود الله في الأرض لن تغفل عنهم، وسيعينهم ويسددهم ربهم رب العالمين.
ماذا حلّ بالقلوب والنفوس؟ هل ضعف إيمانها لهذا الحد الرخيص؟! أي ملايين تلك التي ستجعلكم تعيشون هانئين مطمئنين يا من بعتم آخرتكم بعرض من الدنيا جد رخيص؟ ألا يكفيكم المال الحلال الذي رزقكم الله إيّاه، أم أن النفس الخبيثة الأمّارة بالسوء لا تشبع ولا يهنأ لها إلاّ الحرام فقط؟!
مازالت كلمات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تتردد على مسامعي عندما قال: (من حقّكم عليَّ أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم والفساد)، ونحن معك يا والدنا، ويا ولي أمرنا، نردد كلماتك، ولن نقف مكتوفي الأيدي والأفواه لنسلّط الضوء على كل مجرم يريد أن يدنس أرضنا، أو ظالم جائر يريد أن يغتصب قطعة منه بظلم بيّن، ومن حقنا وحق وطننا علينا أن يُشهّر بكل مجرم، وتُوقع عليه أشد العقوبة، ويُضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بأن يظلم، أو يجور، أو يغتصب، أو يتاجر بأرزاق وأقوات وحقوق الآخرين؛ حتى يخاف ويرتدع كل مَن دبّر أمرًا، وخطط له بليل مظلم بهيم.
اللهم لا تسلّط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يخشاك.. اللهم آمين.
المصدر: صحيفة المدينة
منى يوسف حمدان
مؤلم جدًّا أن تطالعنا التقارير والأخبار الصحفية، وفي الصفحات الأولى عن قضايا اختلاسات مالية، واغتصاب لحقوق البلاد والعباد في أرض مباركة طاهرة مقدسة من قبل أناس باعوا ذممهم لشياطين الإنس والجن، ونسوا وتناسوا بغيّهم وضلالهم أن مَن يغتصب شبرًا من الأرض ليست له يُطوق بها يوم القيامة تطويقًا إلى سابع أرض، أم أن كل ما تلقوه من تعاليم الدِّين رموه وراء ظهورهم، وكأنها لم تكن شيئًا مذكورًا!
تحية تقدير وإكبار وإجلال لرجال يعملون ليلاً ونهارًا لتتبع ومتابعة كل مشبوه تدور حوله الشبهات، وكل متورط في إهدار المال العام، والتلاعب بمقدرات الشعب والأمة.
من الصعب جدًّا على نفوسنا أن نتقبل هذه المصائب المتتابعة في الكشف عن الفساد الإداري والمالي في أكثر من مرفق من مرافق الدولة، ولكن الاعتراف بوجود الخلل وتشخيصه لابد أن يؤدي في النهاية إلى معالجة العضو الفاسد، أو بتره نهائيًّا حتى لا يستشري الداء في جسد الوطن، فقد آن الأوان لهؤلاء الطغاة المجرمين والمتجبرين في الأرض أن يفضح أمرهم، ويؤخذ على أيديهم وينالوا العقوبة التي يستحقون، فأمرهم جلل، لأن شيطانهم سوغ لهم أكل المال الحرام في البلد الحرام، وهيهات أن يرضى الله أن تنتهك محارمه أو تضيع حقوق العباد في أرض مباركة، حيث جل في علاه أراد لهم الفضيحة والخزي في الدنيا قبل الآخرة -واللهم لا شماتة- لعلّهم يكونون عبرة لمن أراد الاعتبار، ولكل صاحب عقل فطن إن كان متورطًا في أمر ما على شاكلتهم، لعله يعود إلى رشده وهدايته، حيث يتيقن بوجود رقيب وحسيب، وأن يد الله ستنالهم، وجنود الله في الأرض لن تغفل عنهم، وسيعينهم ويسددهم ربهم رب العالمين.
ماذا حلّ بالقلوب والنفوس؟ هل ضعف إيمانها لهذا الحد الرخيص؟! أي ملايين تلك التي ستجعلكم تعيشون هانئين مطمئنين يا من بعتم آخرتكم بعرض من الدنيا جد رخيص؟ ألا يكفيكم المال الحلال الذي رزقكم الله إيّاه، أم أن النفس الخبيثة الأمّارة بالسوء لا تشبع ولا يهنأ لها إلاّ الحرام فقط؟!
مازالت كلمات خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- تتردد على مسامعي عندما قال: (من حقّكم عليَّ أن أضرب بالعدل هامة الجور والظلم والفساد)، ونحن معك يا والدنا، ويا ولي أمرنا، نردد كلماتك، ولن نقف مكتوفي الأيدي والأفواه لنسلّط الضوء على كل مجرم يريد أن يدنس أرضنا، أو ظالم جائر يريد أن يغتصب قطعة منه بظلم بيّن، ومن حقنا وحق وطننا علينا أن يُشهّر بكل مجرم، وتُوقع عليه أشد العقوبة، ويُضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه بأن يظلم، أو يجور، أو يغتصب، أو يتاجر بأرزاق وأقوات وحقوق الآخرين؛ حتى يخاف ويرتدع كل مَن دبّر أمرًا، وخطط له بليل مظلم بهيم.
اللهم لا تسلّط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك ولا يخشاك.. اللهم آمين.
المصدر: صحيفة المدينة