الكراسي العلمـية ومركز الملك فهد للبحوث الطبية
الكراسي العلمـية ومركز الملك فهد للبحوث الطبية
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
وزارة التعليم العالي ممثلة في الحراك البحثي تعيش هذه الأيام في تقدم ودعم كبيرين. والمثل واضح في الكراسي العلمية التي تدعمها جهات متعددة من خارج الجامعات وهي عبارة عن محركات بحثية على درجة عالية من التخصص تقوم على إشراف أكاديمي من أستاذ كرسي إما محليا أو عالميا أو تحت إشراف جهات أكاديمية عالمية، ومن موقعي كعضو في لجنة الكراسي العلمية في جامعة الملك عبد العزيز فإن الجدية مطلوبة في تناول الموضوع ومتابعته ومن ليس جادا في دراسته سيتعثر في نتائجه، وستكون الدراسات الجادة مخرجات قوية وجديدة تفيد جوانب متعددة للمجتمع السعودي خاصة ماله علاقة بالنواحي الطبية. والمطلوب من جميع الجامعات السعودية أن يكون همها الأول هو محاسبة الأساتذة وفرق العمل البحثية على أداء العمل في الكراسي العلمية، كما أنني أدعو وزارة التعليم العالي إلى إقامة أسبوع أو لقاء خاص بالكراسي العلمية يحضره الإعلام والمجتمع للاطلاع على نتائج أبحاث الكراسي العلمية بعد أن تعطى الفرصة للكراسي العلمية بأن تأخذ وقتها وتنضج لأن ذلك من الأهمية بمكان.
أما المراكز البحثية التي بدأت وزارة التعليم العالي بضخ الأموال فيها لتحريك البحث العلمي فهي مراكز التميز داخل الجامعات السعودية كما أن هناك مراكز أساسية في الجامعات منذ فترة طويلة، وأول مركز بحثي كان له زمام المبادرة على مستوى جامعات المملكة هو مركز الملك فهد للبحوث الطبية في جامعة الملك عبد العزيز والذي يضم في مبناه اليوم أشهر وأقوى مراكز التميز البحثية مثل (الجينوم، هشاشة العظام، البيئة) وكذلك المعامل البحثية الطبية المتعددة الأغراض مثل الفيروسات والصيدلية والخلايا الجذعية والفسيولوجية وغيرها من التخصصات الطبية ومركز الملك فهد للبحوث الطبية أداة فاعلة للحراك البحثي الطبي وهو ملتقى الباحثين وفي معامله ومختبراته تقام دورات للتدريب على البحث الطبي المتعدد الأغراض وهو معلم من معالم التقدم البحثي على مستوى المملكة.
إن أكبر ما يواجه الحراك البحثي في جامعات المملكة بوجه عام هو ثقافة تناول البحث العلمي من خلال الفرق البحثية وليس أعمالا فردية تقوم على الملكية، إن ثقافة التعاون مطلب ضروري للبحث العلمي نفسه ليرتقي ويصبح مقبولا على مستو عال من الجودة. إننا لازلنا مثقلين بمن يقوم على مراكز التميز في المملكة لأنهم يعانون من «سندروم» الملكية الفردية أو الشللية ويفتقرون إلى مفهوم التعاون في استخدام الأجهزة والتكامل في التناول العلمي. وأتمنى أن يكون لوزارة التعليم العالي ممثلة في الجامعات تأصيل هذا الموضوع ومعالجته حتى على مستوى المملكة، ويكون التعاون بين باحثي الوطن الواحد سمة وأمرا ملموسا.
المصدر: صحيفة عكاظ