سـلامتك: أيها الوالد الحنون
سـلامتك: أيها الوالد الحنون
د. سعد عطية الغامدي
إنها العشر المباركات حيث تستحب الطاعات وتستجاب الدعوات ويتكرم ذو العرش بالعطايا والهبات.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يكتب لك الصحة ويمن عليك بالعافية ويمتعك برؤية ما تسعى إليه وما تبذل من وقتك وجهدك فيه: سعادة الناس من حولك وأن لا يضيع لك جهد ولا تعب إلا ويريك ثمرته.
نسأل الله أن يمنحك الصبر لأنه السلاح الوحيد الذي يحتاج إليه أصحاب البلاء، ومن البلاء ما هو أشد من المرض، حين تتجاوز طموحات القائد آفاق الممكن وفي الوقت نفسه الذي يقعد البعض فيه عن القيام بواجبه في تحقيق المناط به، (وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم).
دعوت إلى إصلاح وسعيت فيه وسهرت عليه، وكان هناك متخاذلون أو مخذلون، لكنك أصررت على تحقيقه وجني ثمراته أو على السير فيه على الأقل.
دعوت إلى محاربة الفساد ومقاومته ومحاكمته، وكان هناك معطلون ومسوفون ومعوقون لكنك ظللت كما أنت لا تلين فسكبت في كثير من العزائم وقود المقاومة وإكسير التغيير، فلم يتحقق لهم كل ما يريدون وإن لم يتحقق لك كل ما أردت.
للصبر حدود إلا عند ذوي العزيمة النافذة، لأنهم ينظرون إلى النتائج البعيدة والآثار الباقية فيضعونها في حسابهم ولا يلتفتون إلى ما يفت من صبرهم أو يقل من عزيمتهم.
ندعو لك لأننا نرى حرصك على دينك وعظمته، ووطنك وقوته، وشعبك وراحته، والعالم وتواصله، فنرى في ذلك كله خصائص الوالد الحنون الذي نحرص عليه وعلى الدعاء له.
شافاك الله وأراك ما تحب.
المصدر: صحيفة عكاظ