تجربتك.. عندما تكون وهماً
تجربتك .. عندما تكون «وهماً»!
أسماء المحمد
ما أصعب أن تكون تجربتك وهما تفيق منه على صفعة الغش والغدر، خاصة بعض تجاربنا الغالية على قلوبنا التي نتوق إليها ونترقب أن تتسنى لنا فرصة تحريرها من طوق أمنياتنا وربما تحدث في العمر مرة واحدة لا تتكرر، كانت هذه فكرتي وهي تحدثني عن تجربتها وكيف حلمت بخوض تجربة الحج من طفولتها وعندما سددت ديونها وشدت الحزام حتى أقصاه وجمعت المال ودفعته، اكتشفت أنها دفعته إلى (شركة حج وهمية).. هكذا ببساطة.
وإن كانت لدينا خطوات ومحاولات للردع، وتحرك فعلي يجسد مواقف حاسمة مثل خطوة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية بالقبض على ملاك شركة لحجاج الداخل بالقوة الجبرية بعد أن جمعوا خمسة ملايين ريال من 1200حاج ولاذوا بالفرار.!! إلا أن معاناة محدثتي لم تدهشني، وقبلها بأيام تأملت تصريحا يكرس ما ورد فيه من معلومات وإجراءات مزيد من حالات التجارب الوهمية المحتملة، هناك خلل في نظام مكافحة هذا النشاط الإجرامي.
هي جريمة تشترك فيها جهات عدة، لا بد أن تعاقب وتحاسب مع المجرم الذي استهان وتساهل والجهات التي تتحمل المسؤولية تبدأ من جهات عقارية تؤجر مكاتب لأسبوع وأسبوعين لأشخاص مجهولين وصولا إلى الجهات الرقابية على الأنشطة التجارية التي تحتاج صلاحيات وبتقصيرها تجب محاسبتها بصرامة.
فلاشات
يوم الأحد الماضي، نشر تصريح وردت فيه معلومات تكفيني لفهم مبررات هذه الفوضى التي أدت إلى معاناة مئات الحجاج من الداخل بين من توهم أنه سيحج ونهبت أمواله وبين من (دفع دم قلبه) في حملة قدمت فيها أسوأ الخدمات.. وصلنا إلى مرحلة الرفع للمقام السامي لمنح وزارة الحج صلاحيات فرض عقوبات مضاعفة على شركات الحجاج المخالفة بما يردع المتلاعبين في الحج ويضمن عدم تكرار التجاوزات في المواسم المقبلة.
مدير إدارة شؤون حجاج الداخل بوزارة الحج إبراهيم الجابري أبلغ «عكاظ» أن إحصائيات الحملات الوهمية في انخفاض منذ خمسة أعوام، كانت عام 1426هـ 75 حملة وهمية وتقلصت بفعل الرقابة إلى 50 حملة وهمية عام1427هـ، وانخفضت إلى 28 حملة وهمية عام 1428هـ، وعام1429هـ ضبط 25 حملة وهمية، لتصل موسم 1430هـ إلى 12حملة وهمية، وموسم حج هذا العام ضبطت (ثماني) حملات وهمية في السعودية.
على العقوبات أن تراعي الحالات المعنوية للمنصوب عليهم وليس تغريم المجرم فقط أو إصدار عقوبة مخففة، قضايا النصب تحتاج عامل الردع والاجتثاث بالحزم والتشهير والتشدد في التطبيق وأن يوضع المجرم في قائمة سوداء؛ لأن سرقة مئات الألوف ــ وهي خبطة العمر بالنسبة للبعض ــ تعني سرقة الملايين وأنها صفقة مجزية!!.
المصدر: صحيفة عكاظ