12 فيروسا جديدا يهدد المصريين
12 فيروسا جديدا يهدد المصريين:
أمراض الاحتباس الحراري.. في الطريـق!
ارتفاع درجة حرارة الأرض يطلق الفيروسات..
والإيبولا والطاعون والحمي الصفراء أخطرها
ارتفاع درجة حرارة الأرض يطلق الفيروسات..
والإيبولا والطاعون والحمي الصفراء أخطرها
ماري يعقوب
تقرير خطير صدر مؤخرا عن الهيئة الدولية البريطانية للتغيرات المناخية يقول إن مصر ستكون في مرمي خطر انتشار العديد من الأمراض الفيروسية والمعدية, وذلك نتيجة هجمة شرسة يشنها عدد من الفيروسات غير المعهودة بسبب تغير المناخ, واختلاف درجات الحرارة.
حسبما أشار التقرير الصادر عن أكبر هيئة عالمية تعمل في متابعة التغيرات المناخية, وهي الهيئة البريطانية الدولية ونقلته عنها المجلة الطبية البريطانية لاتسيت فإن هناك12 فيروسا سوف تهاجم مصر واصفة إياها بالدستة المميتة.
كما دعت جمعية الحفاظ علي الحياة البرية إلي مراقبة أفضل لصحة الحيوانات البرية للمساعدة في التوصل مبكرا إلي كيفية انتشار العوامل المسببة للمرض مع دفء الأرض, وحددت الجمعية القائمة المميتة من الأمراض, والتي تبدأ بإنفلونزا الطيور مرورا بالبابيزيا التي تنقلها القردة والكوليرا والإيبولا والطفيليات والطاعون وحمي الوادي المتصدع وداء النوم والدرن والملاريا الخبيثة والحمي الصفراء.
وبحسب رويتر ــ يقول ستيفن ساندرسون رئيس الجمعية فإنه حتي الاضطرابات الصغيرة الخاصة بدرجات الحرارة يمكن أن يكون لها عواقب بعيدة المدي بشأن الأمراض التي تواجهها الحيوانات البرية وتنقلها للانسان مع تغير المناخ..
وأضاف أن بيان مراقبة صحة الحياة البرية سوف يساعد البشرية علي التنبؤ بأماكن جددت المتاعب الصحية, كما يساعد علي التحفيظ للاستعداد لها من قبل العلماء.
في نفس الاطار تقول لجنة المناخ التابعة للأمم المتحدة إن انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والناتج بشكل أساسي عن الاستخدام البشري للوقود والطاقة يرفع درجات الحرارة ويعطل سقوط الأمطار, كما أن آثارها تتراوح بين موجات الحرارة وذوبان الأنهار الجليدية.
وتعقيبا علي ذلك يقول الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية مكتب شرق المتوسط إن التغيرات المناخية تحدث أضرارا للبشرية لا قبل لنا بها, كما أن أساس المشكلة يتمثل في سوء استغلال الموارد الطبيعية وعدم الاهتمام بالأجيال المقبلة, مشيرا إلي أن التغيير المناخي يهدد التقدم الذي أحرزه العلماء في مكافحة الأمراض الناجمة عن الفقر وتغير المناخ كالإسهال والملاريا والكوليرا وسوء التغذية التي تتسبب في مقتل3,5 مليون شخص سنويا, أغلبهم بأفريقيا.
وأشار الدكتور الجزائري إلي أنه لمجابهة تلك الظاهرة نحتاج إلي زيادة المساحة الخضراء, وبذل مزيد من الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة التصحر.
من جانبه يري الدكتور مجدي بدران الاستاذ بطب عين شمس ان ظاهرة التغير المناخي تؤثر علي مصر بشكل كبير لعدم وجود غابات بها, كما تؤدي الظاهرة الي انتشار البعوض من50 الي80 بعوضة بمناطق متفرقة بالعالم, واوضح انه خلال المائة عام القادمة سوف ترتفع درجات الحرارة بمتوسط3 درجات مئوية متسببة في ارتفاع مستوي مياه البحر حوالي20 سم بحلول عام2030 وبذلك تفيض المياه وتغرق الجزر المنخفضة والمناطق الساحلية ويسرد الملايين من البشر.
وعن طبيعة هذه الظاهرة يؤكد اخر التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ان هناك متغيرات تؤثر علي الصحة العامة منها:
ريادة معدل تكرار موجات الحر الشديدة حيث اظهرت التحليلات الاخيرة ان التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري ادي الي تفاقم احتمال حدوث موجات الحر الشديدة منذ عام2003, كما ان التذبذب الملحوظ القصير الاجل يحمل اثارا وخيمة علي الصحة فالحرارة الشديدة والبرد القارس قد يؤديان الي حالات مميتة مثل الاجهاد والهبوط الحراري فضلا عن زيادة معدلات الوفيات الناجمة عن امراض القلب والامراض التنفسية, كما ان ارتفاع درجات الحرارة وتفاوت هطول الامطار قد ينقص من انتاج المكونات الرئيسية في الغذاء في العديد من الاقاليم الفقيرة مما يفاقم خطر سوء التغذية.
من ناحية آخري يقول الدكتور محمد علمي المشرف علي قطاع البيئة بمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إن نتائج تقرير التقيين الرابع للفريق الحكومي الدولي للتغير المناخي هي ان اقليم شرق المتوسط سيكون من اكثر الاقاليم تأثرا حيث سيتفاقم وضع المايه من الندرة الحالية الي مستويات غير مسبوقة مما يمل تحديا خطيرا لندرة المياه اللازمة للافراد ولانتاج الغذاء, لذلك تقع نسبة الامراض خاصة الاسهال والامراض المعدية فهو امر متوقع فضلا عن تفاقم سوء التغذية بسبب نقص انتاج الغذاء,
ومن المتوقع ان تشهد زيادة عامة في درجات الحرارة وفي عدد وكثافة ومدة موجات الحر الشديدة والعواصف الترابية مما قد يسفرعن اثار صحية مدمرة, كما انه من المتوقع زيادة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف وما تؤدي إليه من زيادة الاصابات والوفيات ولذلك استنادا الي هذه التقييمات تري منظمة الصحة العالمية ان التغير السريع للمناخ يفرض مخاطر جسيمة علي صحة الانسان خاصة الفقراء ومن ثم تدعم المنظمة كافة التدابير التي من شأنها التخفيف من وطأة التزثير الذي يحدثه الناس علي المناخ في العالم ان اكثر من40% من الامراض في العالم يمكن تجنبها باستخدام إدارة أفضل للبيئة.
تغييرات.. وجرائم
وفي نفس السياق يري الدكتور مصطفي طلبة الخبير البيئي ان التغيرات المناخية واستمرارها علي مدي السنوات المقبلة لاتبشر بخير خاصة أن هناك احتمالات مؤكدة بغرق الدلتا نظرا لارتفاع درجة حرارة الارض بمعدل3 درجات خلال الخمسين عام المقبلة ومن ثم هجرة ما يقرب من مليوني مواطن وحدوث خسائر اقتصادية قد تصل الي35 مليار دولار بحسب ما جاء بالتقرير الدولي الصادر عن الامم المتحد.
ويؤكد الكدتور طلبة ان ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي الي ارتفاع منسوب مياه البحر ليصل الي90 سنتيمتر مما يتسبب في هلاك المحاصيل الزراعية الرذيسية بالاضافة الي تزثر البيذة البحرية والثروة السمكيةوانقراض كثير من الامراض المنقولة عن طريق الحشرات والحيوانات وغيرها من تلك الفيروس والميكروبات كانت قد اختفت اذ تعاودالظهور بشكاكثر شراسة وحدة ومقاومة لوساذل مكافحتها.
ويشيرالي الجرائم التي تعترف في حق البيئة من جانب الانسان وان من شأنها ان تنقلب عليه فاذا كان في كل ساعة ينطلق نحو4 ملايين طن من ثاني اكسيد الكربون في الجو يخفض في كل ساعة نحو20 كيلو مترا مربعا من غابات المطر.
أما الدكتورة سامية جلال استاذ الصحة العامة ومدير معهد الصحة العامة السابق ومستشار وزير الصحة لشذون البيئة فتري ان التلوث الحادث حالاي ادي الي تغيير جذري في الخريطة الصحة في مصر هناك40% منالعدوي تأتي عن طريق حركة الاواء و60% من اليدين مشيرة الي ان تعرضنا للتلوث البيذي ادخل امراضا لم تكن موجودة علي خريطة الامراض المصرية من قبل مثل مرض فقد المناعة والسرطان والفشل الكلوي والكبدي وامراض الجهاز العصبي مصل فرط الحركة والتوحد وغيرها من الامراض التي تسببت يها الكياويات السامة وتأثيرها عل الجهاز العصبي
ولاننسي انفلونزا الطيور والملاريا الخبيثة التي تسببها بعوض الانوفليس وبعوض حمي الترنج التي تأتي من المستنقعات نتيجة انعدام وجود الصرف الصحي وحتي لو وفذت هذه البعوضة من افريقيا فانها ستجد البيذة المناسبة وهي بيذة المستنقعات الخاصة التي تعيش عليها.
اما الدرن فله قصة اخري فالمرض الجديد منه لا يستجيب للمصادرات الا بنسبة20% ونسبة الـ80% الباقية منه لاتستجيب للعلاج.. هذا الميكروب الذي تواري لمدة10 سنوات ثم ظهر بهذه الضراوة, وهذا بفعل التغيرات المناخية التي جعلت فصل الصيف طويلا وجعلت فترة ناقلات الامراض التي تحدث فيها التكاثر السريع للجراثيم اطول حيث إنه كلما ارتفع معدل الحرارة يتضاعف معدل تكاثر البكتيريا والفيروسات.
خريطة.. ووقاية
وتري الدكتورة سوسن الغزالي أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي أن المناخ يرتبط بخريطة الأمراض, وعلي سبيل المثال أمراض الاسهال ترتبط بالصيف مثل الكوليرا والتيفود وأمراض الجهاز الهضمي, وأمراض الصيف التي تظهر لأن الحرارة تساعد علي تكاثر ووجود البكتريا, وهناك أمراض نسميها الطفيلية أو المتوطنة ولها علاقة بارتفاع درجات الحرارة مثل البلهارسيا ففي الريف يكون انتشار الأمراض الطفيلية في الصيف في أعلي معدلاته
وفي الوقت نفسه تكون التقلبات الجوية أو التغيرات المناخية مصاحبة لأمراض الجهاز التنفسي العلوي والتهابات الحلق نتيجة الانتقال من الجو البارد الي الحر الشديد والعكس بما يؤثر في الأغشية المخاطية المبطنة للحلق والبلعوم فيسهل تشقق هذه الانسجة في الفم والحلق وتسهل الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي نتيجة أختراق الفيروسات للأنسجة.
ولذلك لابد من أن ينتبه الناس الي هذه الأمور حيث علي المواطن أن يعمل علي رفع مناعته الطبيعية عن طريق تخير أنواع المأكولات المناسبة, وممارسة الرياضة, والتغذية السليمة التي تحافظ علي سلامة الغشاء الطلائي المبطن للأنف والحلق والتي تحتوي علي فيتامين ج وأ مثل الليمون والجوافة والفراولة والمانجو بالاستخدام اليومي, وأيضا محاولة تغيير الجو النفسي في أماكن أقل تلوثا.
وعلي السلطات الصحية تسهيل التطعيمات للمواطنين وإدراج الأمراض الجديدة بجداول التطعيمات, والرقابة علي وسائل نقل العدوي مثل المواصلات العامة, والرقابة علي الأغذية والدواء, والتهوية في الأماكن العامة وأماكن التجمعات وتطهير هذه الأماكن العامة حيث يشكل ذلك المرتبة الأولي للوقاية.
ومن جانبه يري الدكتور سعيد شلبي الأستاذ بالمركز القومي للبحوث أن إنعكاس عمليات الاحتباس الحراري علي الكرة الأرضية أدت الي اتساع رقعة التصحر, والتصحر له دور كبير في ظهور كثير من الأمراض الجديدة علي بعض الأماكن مثل الطاعون حيث نلاحظ أن هناك بعض الميكروبات والكائنات مثل القوارض والنواقل تنمو في بيئة أصبحت مناسبة لها ففي درجات الحرارة المرتفعة تنشط هذه الميكروبات والملاحظ أن الجو في مصر أصبح شبيها بجو الخليج حيث حرارة الصيف اكثر قسوة,
وهذا يساعد علي ظهور ونمو الأمراض وناقلاتها مثل الحشرات والحيوانات والقوارض وغيرها فضلا عن تغير الطقس ونوعية الحياة التي يحياها الانسان ومقاومة الأمراض ونوعية غذائة ودرجة الزحام في المجتمع ونسبة الخضرة والاشجار والغابات.
لذلك علي الدولة أن تغير من سياستها الإسكانية بتشجيع المواطنين علي الخروج الي السكن في الصحراء, حيث إن هذا الخلل الإيكولوجي الموجود حاليا هو ماجعل كثيرا من الأمراض تعاود الظهور مرة أخري بمنظومة مختلفة مثل الفيروس الكبدي( أ) الذي كان لايصيب إلا الأطفال فأصبح حاليا يصيب البالغين وكذلك الدرن الذي بدأ ينتشر وغيرها من الأمراض الأخري التي تحدث نتيجة التلوث البيئي واستخدام الكيماويات.
ومن الأسباب الأخري تغير نظم وطرق الزراعة والاتجاه الي زراعة المحصول الواحد فمن قبل كنا نجد تعددا للأنواع الزراعية في الغيط الواحد الي جانب المحصول الرئيسي( فمح أو ذرة أو غيرهما) ونجد بعض أنواع الخضر تزرع علي الجوانب وعددا من الأشجار داخل الغيط وهذا من شأنه إحداث نوع من التكامل للتربة بتنوع العناصر التبادلية بين التربة وأنواع النبات, ويحول بين استهلاك المحصول الواحد لعناصر التربة معرضا إياها للتصحر.
أما الدكتور عبدالرحمن نبوي أستاذ الميكروبولوجيا فيري أن الفيروسات بطبيعتها لاتستطيع ممارسة نشاطها في درجة حرارة عالية مثل الإيبولا والفنزويلا فيروس وهي فيروسات تصيب الأوعية الدموية وموطنه جنوب أفريقيا وأمريكا اللاتينية ويعيش في درجة حرارة35 مئوية, ومع اختلاف الحرارة مابين الارتفاع والانخفاض والمطر يساعد ذلك علي انتقال الفيروس لأماكن أخري, كما أن الجهاز المناعي للأطفال والكبار يتأثر بالنشاط الفيروسي الذي ينشط عند درجة حرارة37 الي37,5 درجة مئوية حيث إن درجة الحرارة الأكبر من ذلك تقتل الفيروس.
المصدر: صحيفة الأهرام