التحاليل المخبرية تثبت أن بعض عينات زيت الزيتون المتبقي تحوي موادّ مسببة للسرطان
التحاليل المخبرية تثبت أن بعض عينات زيت الزيتون المتبقي تحوي موادّ مسببة للسرطان
عادة يباع رخيصاً ولا يذكر على العبوة انه بكر أو فاخر
عادة يباع رخيصاً ولا يذكر على العبوة انه بكر أو فاخر
د. محمد عبد الله الطفيل
في السنين الأخيرة ظهرت مشكلات تلوث العصرة الأخيرة أو عصرة زيت الزيتون المتبقي بمادة البنزوبايرين benzo(a)byrene المسرطنة ولازالت هذه التلوثات الكيميائية تحدث من وقت إلى آخر حيث يظهر زيت الزيتون ملوثاً بهذه المادة نتيجة استعمال مواد كيميائية لاستخراج زيت الزيتون المتبقي والذي يباع رخيصاً وعادة الشركات تكتب على العبوة (زيت زيتون) فقط ولا يذكر انه (زيت زيتون بكر فاخر) extra virgin أو (زيت زيتون بكر) virgin olive oil ويقدر البنزوبايرين بطريقة عملت في مختبرات ومعامل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ونشرت الطريقة بمجلة علمية دولية ووافقت عليها المنظمة المتخصصة بالأغذية ISO-17025 كطريقة جيدة معترف بها دولياً وهي قياسية لتعيين التلوث بالبنزوبايرين Benzo(a)Pyrene في زيت الزيتون وذلك باستخدام أجهزة حديثة وحساسة لتراكيز قليلة جداً من البنزوبايرين تسمى HPLC نانوجرام حيث ان العينات التي تحوي اكثر من 0.2ppb (2.0 nanogram) نانوجرام تعتبر غير صالحة للاستعمال ويجب إتلاف الزيت الزيتون هذا لاحتوائه على نسبة عالية من البنزوبايرين وهذه التراكيز القليلة جداً تعتبر سامة وخطيرة لأنه يحصل لها تراكم في جسم الإنسان وتعتبر التراكيز القليلة مواد مسرطنة كما ذكرت المنظمات الدولية. وقد استخدم البنزوبايرين النقي كعينة قياسية وقد فحصت عدة عينات من زيت الزيتون بجهاز HPLC.
البنزوبايرين وتأثيراته على الإنسان
مصدر أو منشأ وجود أو حدوث البنزوبايرين في البيئة حيث انه من مركبات تعرف بالهيدروكاربون العطرية العديدة الحلقات PolyAromatic Hydrocarbone والتي عادة توجد أو تحدث كمركبات عضوية معقدة مختلفة وليست مركباً واحد. ان المركبات العطرية (PAH) العديدة الحلقات تنتج من عمليات غير متكاملة الاشتعال أو الاحتراق لأنواع عديدة من المواد الطبيعية أو المواد ذات المنشأ من المصانع الضخمة هذه المواد الدائمة أي ليس لها طواعية ولم يحصل لها تغيير والتي لم يحدث لها تكسير ولهذا تتراكم هذه المواد الخطيرة في البيئة والتي تتعرض للكائنات العضوية فيحدث الخطر وتتفاقم المشكلة ويضرب ناقوس التلوث البيئي وتحدث الكارثة.
ان أغلب المصادر المهمة للمركبات العطرية ذات الحلقات العديدة والتي نذكرها هنا وهي:
- منتجات التباكو عند تدخينها (السجائر، الشيشة، الغليون).
- استنشاق الهواء الملوث بالدخان من أماكن المحارق مثل فحم المشويات وكذلك ما ينبعث من دخان المواقد والأخشاب.
- استنشاق أبخرة العوادم للسيارات والبواخر والقطارات والطائرات.
- استنشاق الأبخرة المتصاعدة من قطرات الفحم والإسفلت والبترول المحروق الذي ينشره ويصبه بعض الناس على الغبار والأتربة والمتكون على الأراضي وذلك لهدف منع الأتربة والغبار على أسطح الأراضي.
إذن فأغلب طريقة وأشهرها هي التعرض لاستنشاق مركبات عطرية عديدة الحلقات (PAH) الهدروكربونية كذلك الأشخاص الذين يتعرضون لشرب المياه الملوثة بهذه المواد أو يأكلون منتجات الطعام والأغذية والمحتوية على المركبات العطرية الهيدروكربونية العديدة الحلقات حيث انه من الأهمية القول أن البنزوبايرين والمركبات العطرية العديدة الحلقات تكون موجودة في أغلب المواد ويمكن أن تكون موجودة في الخضروات والفواكه واللحوم والمرطبات والأسماك وفي الماء خاصة في المناطق الصناعية وفي الهواء لهذه المناطق حيث أن التركيزات المسجلة للبنزوبايرين في الهواء وفي الأماكن العامة التي يسمح بالتدخين فيها تكون معدلات النسب هي 2.8 إلى 760 نانوجرام متر3.
أما مياه الشرب فتركيز هذه المادة يقاس في العديد من البلدان وتكون النسب من 0.3 إلى 80 نانوجرام-لتر. أما في مياه المجاري للمناطق الصناعية فإن التركيز يقاس من 0.05 إلى 312 نانوجرام-لتر.
إن معدلات البنزوبايرين للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الصناعية الضخمة أي المناطق كثيرة المصانع فإنها تكون من 20-800 نانوجرام.
إن البنزوبايرين والمركبات العطرية ذات الحلقات المتعددة الهيدروكربونية كشفت كذلك في أنسجة الرئتين وإن معدل التركيز 540 نانوجرام/ كجم.
(السرطان)
لقد ثبت علمياً أن مركب البنزوبايرين Benzo(a)Pyrene مسبب للسرطان في حيوانات التجارب في المعامل والمختبرات البحثية عندما وضع البنزوبايرين على الجلد ان هذه النتائج تقترح أن الناس الذين يتعرضون للبنزوبايرين فإنهم سيحصل لهم نفس النتائج السلبية السابقة وهي احتمال إصابتهم بالسرطان عند استهلاك كميات كبيرة ولفترة طويلة من هذه المواد الملوثة. كذلك ثبت أن استنشاق الهواء المحتوي على البنزوبايرين والموجود في دخان التوباكو أو السجائر أو الغليون أو الشيشة والنارجيلة تعرض مدمنها لخطر الإصابة بسرطان الرئتين.
إن تعرض حيوانات المعامل بمادة البنزوبايرين له أثر ضار على التناسل وتطورات نشوء الأجنة داخل أرحام أمهاتهم وكذلك فإن له نفس التأثير على صحة الإنسان وحياته. إن المعهد الوطني المهني للسلامة (NOISH) حدد أماكن العمل والمعرضة لمنتجات الفحم أنها تزيد المخاطر على الجلد والرئتين لإصابتها بالسرطان.
وتقترح أن مكان العمل المتعرض يجب ألا يزيد 0.1 مليجرام/متر3 في الهواء (لمدة 10 ساعات عمل في اليوم بالرغم أن الحد المعين والخاص للبنزوبايرين لم يعرف بعد.
إن إدارة مهنة السلامة والصحة (OSHA) الأمريكية وضعت قانوناً هو 0.2 ملجرام/متر3 للهواء لمادة الهيدروكربونات العطرية ذات الحلقات المتعددة. كذلك فإن الوكالة الأمريكية لحماية البيئية (EPA) عرفت الحد الأعلى لمعدل التلوثات (MCH) للبنزوبايرين وكذلك للمركبات العطرية الهيدروكاربونية المتعددة الحلقات 0.05مايكرو جرام/لتر في ماء الشرب. معدل الهدف للحد الأعلى للتلوثات (MCLG) كان يعرف على أنه معدل التلوث السفلي والذي يتوقع انه ليس له مخاطر على الصحة.
وبالرغم أن المصدر الرئيسي للهيدروكرونات العطرية ذات الحلقات المتعددة والتي تتسرب من بطانة برميل أو من بطانة توزيع المياه كما يشار أو يدل على ذلك. ومن النظرة المعلوماتية التي ذكرناها سابقاً فإن تركيز البنزوبايرين 11.0 نانوجرام/كجم والذي وجد في العينة المفحوصة وهي عبارة عن زيت زيتون عصرة المتبقي أو Pomace Oil فانه من الممكن بوضوح أنه يشارك في التعرض العام لهذه المادة الخطرة والضارة على جسم الإنسان عندما يستهلك 50 جراما من زيت الزيتون يومياً فان 550 نانوجرام من البنزوبايرين يضاف ويستهلك في الكائن الحي وهذه الكمية على حسب التعرض للبنزوبايرين وخاصة في المناطق الصناعية أو مناجم الفحم أو صالات التدخين المكتظة بالمدخنين أو المشيشين فان الأشخاص أو الساكنين في هذه المناطق احتمال أن تسبب لهم الأمراض والتلوث الخطير على الصحة.
مصدر أو منشأ حدوث ووجود البنزوبايرين في زيت الزيتون أن زيت الزيتون يحصل عليه هرس ثمرة الزيتون وبوجود عدة طرق لاستخلاص زيت الزيتون والتي تحدد وتعين جودة ونوعية زيت الزيتون وأسهل طريقة والتي ضمنت أو أكدت الجودة العالية لزيت الزيتون وهي فقط ميكانيكية وتكون ضغطاً على البارد وفي هذه الطريقة فان زيت الزيتون وزيته لا يتعرضان لأي علاجات كيماوية حتى أن عملية الطرد المركزي أو اختبار مرشحات يمكن أن تستخدام هذه الطريقة في العصر وتطبيقها عملياً ليس إلا عصر ميكانيكي فقط ويعني فصل الزيت من الماء وهذا ضمن أو أكد خلوه من الماء والشوائب الأخرى وتكون جودة الزيت ونقاوته عالية.
إن زيت الزيتون ذا الجودة العالية يعرف بزيت الزيتون الفاخر البكر أو زيت الزيتون الممتاز البكر Extra Virgin Olive Oil وكمية الحموضة لحمض الأوليك المكافئة لا تزيد عن 1% أما الزيت الذي أقل جودة قليلاً يعرف بزيت الزيتون البكر Virgin Olive Oil حيث ان درجة الحموضة لحمض الأوليك وهي تصل 2% وآخر درجة هو زيت الزيتون العادي Ordinary Olive Oil وتكون درجة حموضة حمض الأوليك هي 3.5% انه من المؤكد أن الزيت المحصول عليه بطرق الفصل السابقة وهي طرق فيزيائية وبغض النظر عن درجة الحموضة فان التلوث بمادة البنزوبايرين لايمكن ان تحدث وهذا ممكن حدوثه في زيت الزيتون ذي العصرة المتبقية أو ما يعرف Pomace Olive Oil .
إن زيت الزيتون المتبقي يصنع من استخلاص الزيتون المتبقي ( أو لب الثمرة) باستخدام مذيبات عضوية ومن ثم فإن خلاصة المذيب تبخر تاركة فقط زيت الزيتون وهذه هي الطريقة الكيميائية لفصل الزيت عندما يستخدم المذيب للاستخلاص وقد يحصل تلوث ببقايا البنزوبايرين وبقايا مركبات ذات تطاير منخفض هذه المركبات لا يحصل لها إزالة تبخير وتبقى لتلوث الزيت وهذه فقط الاحتمال لمنشأ البنزوبايرين (المسرطن) في زيت الزيتون وقد دلت النتائج السابقة من فحص عدة عينات من زيت الزيتون أنها تحوي على البنزوبايرين بنسب عالية جداً وهي عينات من زيت الزيتون المتبقي أو من العصرة المتبقية للزيتون أو ما يعرف Romace olive oil وهذا عادة سعره رخيص وهي عينات غير صالحة للاستخدام الآدمي وهي عينات يجب سحبها من السوق السعودي ويجب عدم تداولها لما لها من خطورة وضرر كبير على صحة الإنسان والحيوان.
المصدر: صحيفة الرياض