التهاب الكبد الوبائي ب
التهاب الكبد الوبائي (ب)
د. فيصل عبدالرحمن أبا الخيل
التهاب الكبد (ب) هو المرض الذي يسببه فيروس التهاب الكبد (ب) (HBV) الذي يصيب الكبد ، و هذا المرض تسبب في وباء في أجزاء من آسيا وأفريقيا ، ويعد من الامراض المتوطنة في الصين . والذين أصيبوا بعدوى فيروس التهاب الكبد نحو ثلث سكان العالم ، أي أكثر من 2 مليار شخص، وهذا يشمل 350 مليونا من الحامل المزمن للفيروس ، أما في المملكة العربية السعودية فقد تم إجراء دراسة مسحية في الثمانينيات أظهرت أن نسبة الإصابة بالفيروس (ب) هي 8% ، بعد ذلك قامت وزارة الصحة بفرض التطعيم ضد التهاب الكبد الوباثي في عام 1989 على جميع المواليد وعلى جميع طلاب الصف الأول الإبتدائي في عام 1990 ، وبعد عشر سنوات من فرض التطعيم انخفضت نسبة الإصابة بالفيروس إلى أقل من 1% في من هم دون سن العشرين ولكن تظل نسبة الإصابة بالفيروس عالية في من هم فوق سن العشرين .
الاصابة الحادة بهذا الفيروس تسبب التهاب الكبد ، والقيء، واليرقان، ونادرا الوفاة ، أما التهاب الكبد المزمن ( ب ) فقد يؤدي في تطوره إلى تشمع الكبد وسرطان الكبد .
بعد الإصابة بالفيروس ب 60-120 يوم تبدأ الأعراض بالظهور، ولكن تظهر الأعراض فقط في 50% من المصابين البالغين ، أما بالنسبة للرضع والأطفال فنسبة ظهور الأعراض تكون غالبا بنسبة أقل .
ترتبط العدوى الحادة المصاحبة لفيروس التهاب الكبد (ب) بالتهاب الكبد الفيروسي الحاد ، ويبدأ مع اعتلال الصحة العامة ، وفقدان الشهية ، والغثيان ، والتقيؤ ، وآلام في الجسم ، وحمى خفيفة والبول الداكن كلون الشاي ، و تحول البراز إلى اللون الفاتح ، ثم تتقدم للإصابة باليرقان ( اصفرار الجلد والعينين مع طفح جلدي أو حكة) ، وألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وعدم تحمل للطعام الدسم والسجائر.
هذه الأعراض عادة لا تظهر لدى أغلبية المرضى المصابين بهذا الفيروس ولكنها تكون شائعة أكثر عند الذين يصابون بالالتهاب وهم كبار.
يدوم المرض لبضعة أسابيع ثم يتحسن تدريجيا ، وقد يصاب عدد قليل من المرضى بمرض الكبد الأكثر شدة (الفشل الكبدي المداهم) ، وربما تحدث وفاة نتيجة لذلك .أما العدوى المزمنة لفيروس التهاب الكبد البائي قد تكون بلا أعراض أو قد تترافق مع التهاب مزمن في الكبد (التهاب الكبد المزمن)، مما يؤدي إلى تليف الكبد على مدى عدة سنوات ، وهذا النوع من العدوى يزيد بشكل كبير من حالات سرطان الكبد ، ولذلك من الخطير على حامل العدوى تناول الكحول نظرا لأنه يزيد من مخاطر التعرض لتليف الكبد وسرطان الكبد.
كيف تتم العدوى؟
يتواجد فيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) في الدم وسوائل الجسم الأخرى مثل (السائل المنوي - الإفرازات المهبلية - حليب الأم - الدموع - اللعاب). وتتم العدوى عند التعرض لهذه السوائل أثناء المعاشرة الجنسية ، نقل الدم ، استخدام إبر ملوثة ، عن طريق الفم ، أو عن طريق جرح أو خدش في الجلد ، بمقدور فيروس الالتهاب الكبدي (ب) العيش على سطح المواد الملوثة لمدة شهر ومن الممكن الإصابة به من خلال المشاركة في استخدام أدوات الحلاقة أو فرش الأسنان ، وأيضا من الأم للجنين ، ومع ذلك فإنه في حوالي %30 من الحالات لا تعرف الطريقة التي تمت بها العدوى ، ولا ينتقل التهاب الكبد الفيروسي (ب) عن طريق التعاملات البسيطة.
بعد الإصابة يقوم جهاز المناعة بتخليص الجسم من الفيروس عند 95% من البالغين وبذلك يتم شفائهم خلال شهور قليلة ولن تتم إصابتهم به مرة أخرى بسبب تكوين أجسام مضادة لهذا الفيروس.
أما بالنسبة لحوالي %5 من البالغين و25% إلى %50 من الأطفال أقل من 5 سنوات و%90 من حديثي الولادة المصابين بالالتهاب الكبدي الفيروسي (ب) لا يستطيعون التخلص من هذا الفيروس ويصبحون بذلك مصابين أوحاملين لهذا الفيروس ، أي بإمكانهم نقل الفيروس إلى أشخاص آخرين .
ويجب على حامل الفيروس مراجعة الطبيب المختص كل شهر لعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من أن الكبد على ما يرام
ويكون العلاج المبكر للفيروسات مطلوبا في أقل من 1 ٪ من المرضى ، حيث تأخذ العدوى مسارا عنيفا جدا(التهاب الكبد مداهم ، أو الذين يعانون من نقص المناعة)، من ناحية أخرى قد تكون المعالجة في حالات العدوى المزمنة ضرورية للحد من مخاطر تليف الكبد وسرطان الكبد.
على الرغم من أن أيا من الأدوية المتاحة لا يمكنه إزالة العدوى ، إلا أنه يوقف تكاثر الفيروس، ويقلل من تلف الكبد مثل ( تليف الكبد وسرطان الكبد ) ، حاليا هناك سبعة أدوية مرخصة للعلاج من الإصابة ستة منها عن طريق الفم وواحد عن طريق الإبر كما يمكن معالجة الأطفال الرضع لأمهات حاملات لالتهاب الكبد (ب) بالأجسام المضادة للفيروس.
المصدر: صحيفة الرياض