الالتهاب الكبدي أ
الالتهاب الكبدي أ
د. أيمن عزام
هو مرضٌ معدٍ حاد يصيب الكبد بسبب فيروس التهاب الكبد الوبائي أ. حوالي 40 ٪ من جميع التهابات الكبد الفيروسي الحاد سببها فيروس التهاب الكبد الوبائي أ ، وهوالمعروف سابقا باسم التهاب الكبد المعدي .
انتقال العدوى
إن الطريقة الشائعة لانتقاله هي عن طريق براز الأشخاص المصابين ويصل إلى المرضى من خلال الأغذية أو مياه الشرب الملوثة ، وغالبا ما تحدث الإصابات في المناطق المكتظة وسوء الصرف الصحي ، ويمكن لالتهاب الكبدي أ أن ينتقل عن طريق الحقن من الدم ومشتقاته ، و لكن هذا في حالاتٍ نادرة جدا ، وأيضاً ابتلاع المحار المزروع في المياه الملوثة يتسبب في ارتفاع مخاطر العدوى كما أن الأفراد المصابين هم من مصادر العدوى حتى قبل ظهور الأعراض عليهم او أثناء حوالي العشرة أيامٍ الأولى بعد الإصابة.
والفترة ما بين العدوى وظهور الأعراض (وهي ما يسمى بفترة الحضانة) تتراوح بين الشهرين والستة أسابيع ومتوسط فترة الحضانة هي 28 يوما.
وفيروس الالتهاب الكبدي أ مقاوم للمنظفات والأحماض والمذيبات والتجفيف ودرجات الحرارة التي تصل الى 60 درجة مئوية ، ويستطيع البقاء لعدة أشهر في المياه العذبة والمالحة.
ويمكن تعطيل فيروس التهاب الكبد الوبائي أ من قبل: معالجة (مياه الشرب) بالكلور، الفورمالين (0.35 ٪ في 37 درجة مئوية، 72 ساعة)، حمض البيراسيتيك (2 ٪ ، 4 ساعات)، بيتا بروبيولاكتون (0.25 ٪ ، 1 ساعة)، الأشعة فوق البنفسجية (2 ٪W / سم 2 / دقيقة) ، و التعرض لدرجة حرارة 85 اكثر من دقيقة.
يتعرض الجميع للاصابة بالتهاب الكبد الفيروسي - أ- ، ولكن هناك من الناس من هم أكثر عرضة من غيرهم للإصابة وهؤلاء هم :
-الاشخاص المخالطون لمصاب بالتهاب الكبد الفيروسي (أ)
-الاطفال في الحضانات ومراكز العناية النهارية
-المسافرون للمناطق الموبوء ة
ويدخل الفيروس مجرى الدم بعد ابتلاعه من خلال البلعوم أو الأمعاء والدم بدوره يحمل الفيروس للكبد، ويتكاثر الفيروس داخلها ويتم إفراز الجزيئات الفيروسية في العصارة الصفراوية ثم في البراز .
ليس لالتهاب الكبد الوبائي أ مرحلةٌ مزمنة ، وليس الالتهاب تقدميا ، ولا يتسبب في أضرارٍ دائمة في الكبد. بعد الإصابة، يُكَوِنُ الجهاز المناعي أجساما مضادةً للفيروس ، والتي تمنح الحصانة ضد العدوى في المستقبل
. التشخيص
على الرغم من إفراز فيروس التهاب الكبد الوبائي أ في البراز في نهاية فترة الحضانة، فإن التشخيص المحدد للمرض يكون من خلال الكشف عن الغلوبولين المناعي (الأجسام المضادة) «IgM» الخاصة بالفيروس أ في الدم ، ويوجد الغلوبولين المناعي في الدم فقط إثر التهاب الكبد الحاد وإثر العدوى ، وهو قابلٌ للاكتشاف من أسبوعٍ إلى أسبوعين بعد الإصابة الأولية ويستمر لمدةٍ تصل إلى 14 أسبوعا ، إن وجود الأجسام المضادة من نوع «IgG» في الدم يعني أن المرحلة الحادة من المرض قد مضت وأن الشخص محصن ضد المزيد من العدوى .
الغلوبولين المناعي «IgG» لجسم فيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ ) يبقى موجوداً في الدم بعد التطعيم وتعتمد اختبارات المناعة ضد الفيروس على الكشف عن هذه الأجسام المضادة
خلال المرحلة الحادة من الالتهاب، يظهر الإنزيم الكبدي ترانسفيراز الألانين (ALT) في الدم عند مستوياتٍ أعلى بكثيرٍ مما هو طبيعي ، ويأتي هذا الانزيم من خلايا الكبد التي تضررت من الفيروس.
أعراض المرض
يمكن أن تمر الاصابة بالتهاب الكبد الفيروس (ا) دون حدوث أية أعراض تذكر، ويمكن أن يشتكي المصاب من أعراض مختلفة بالحدة حسب شدة المرض، وهي كالتالي :
أعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا مثل الحمى والقشعريرة، فقدان الشهية للطعام ، غثيان ، الاحساس بالتعب والارهاق ، اسهال أو قيء ، يرقان ويشمل اصفرار البول ، وتغير لون البراز (يصير لون البراز فاتحآ)، واصفرار الجلد وملتحمة العين ، ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن، وضعف عام أوإعياء. وتختفي الاعراض تمامآ بعد مرور أربعة اسابيع على بدايتها ، وتحدث مناعة دائمة ضد الفيروس، ولا يتطور المرض إلى التهاب مزمن أو تليف الكبد
الوقاية
بالإمكان تجنب الإصابة بالفيروس بواسطة اللقاح الواقي أو المستضدات المناعية immune globulin. وهي توفر حماية قصيرة المفعول (3-5 أشهر) ، أما اللقاح الواقي أو التطعيم فيوفر حماية طويلة المفعول تستمر لمدة 4 سنوات تقريبا.
يحمي اللقاح من فيروس التهاب الكبد الوبائي ( أ )في أكثر من 95 ٪ من الحالات لمدة 10 سنوات ، يحتوي اللقاح على الفيروس المعطل الذي يقوم بتوفير حصانةٍ فعالةٍ ضد العدوى في المستقبل.
بالإمكان تجنب الإصابة باتباع التالي: غسل اليدين جيدا قبل الأكل ، النظافة والصرف الصحي الجيدين ، غلي ماء الشرب أو شراء مياة صحية ، عدم تناول طعام نيئ (غير مطهي) كالمحار، السلطات، والفواكه التي تؤكل بدون تقشير ، هذه المأكولات ربما تكون ملوثة حتى في أفخم المطاعم وتجنب المشروبات التي تباع في الشوارع .
العلاج
لا يوجد دواء خاص لعلاج التهاب الكبد الوبائي (أ) ويتم إتباع الآتي : الراحة التامة لعدة أيام أو اسابيع حتى اختفاء الاعراض يمكن أن توصف بعض الادوية للتغلب على بعض الاعراض ، كالحرارة والمغص وتسكين الألم ، أما فيما يتعلق بقلة الشهية ، فيستطيع الشخص تناول أي شيء يشتهيه دون أي تحفظات، ويستحسن الإكثار من السوائل والفاكهة الطازجة بعد غسلها جيدا والاكثار من السكريات و التقليل من تناول الاطعمة الغنية بالدهنيات والبروتينات ، تجنب المشروبات الكحولية تمامآ.
ومن الأهمية أن يتخذ المريض الاحتياطات اللازمة لمنع إصابة الآخرين وخاصة من هم حوله ، وذلك بعدم مشاركتهم في الأكل والشرب ، وكذلك في أغراضه الشخصية ، كما يجب عليه الاهتمام بالنظافة وغسل الأيدي بالماء والصابون عدة مرات يوميا ، وخاصة بعد الذهاب إلى الحمام ويجب الاستمرار على هذا النظام لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من بداية الأعراض حيث إن الشخص يكون شديد العدوى للآخرين خلال هذه الفترة.
ربما يعاني حوالي 6-10 ٪ من المصابين بمرض التهاب الكبد الوبائي (أ) من واحدٍ أو أكثر من أعراض الانتكاس لمدةٍ تصل الى 40 أسبوعا بعد الاصابة بهذا المرض.
المصدر: صحيفة الرياض