• ×
admin

الإقلاع عن التدخين.. الإرادة القوية تتحكم في الأعراض العضوية والنفسية

الإقلاع عن التدخين.. الإرادة القوية تتحكم في الأعراض العضوية والنفسية!
العديد من الدول تمنعه في الأماكن العامة وتفرض غرامات مالية على المخالفين

أ. د. جابر سالم القحطاني

قد يتحتم على بعض الأفراد غير المدخنين استنشاق دخان السجائر عندما يتواجدون في الأماكن المغلقة أو المزدحمة التي يكثر فيها الدخان مثل السيارة والحافلات وقاعة المؤتمرات ودور السينما والمسارح والمحلات التجارية ، وقد يسبب هذا الدخان ضرراً بصحة بعض الأفراد وبخاصة المرضى الذين يشكون من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب ، كما يشكل الدخان خطورة بالغة على صحة الأطفال وبخاصة على الأطفال حديثي الولادة . من أجل ذلك اتجهت العديد من الدول إلى منع التدخين في الأماكن المغلقة وبخاصة الأماكن التي يزدحم فيها الناس ، ففي السويد وكندا على سبيل المثال يمنع التدخين في أماكن الاستقبال والسيارات والحافلات والمحلات التجارية ، وفي بعض الدول مثل كندا ، يفرض على المخالفين غرامات مالية .

ولقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأفراد غير المدخنين الذين شاركوا أشخاصاً مدخنين في عملهم لمدة 20 عاماً قد أصيبوا بأمراض رئوية تشابه أمراض المدخنين الذين لا يجذبون أنفاساً عميقة من السيجارة . وفي دراسة أخرى أجريت على ألفين من العاملين الذين يخالطون المدخنين تبين أن كفاءة الرئة في هؤلاء تتدنى بدرجة ملحوظة عن كفاءتها في الأشخاص الذين يعملون في وسط غير ملوث بدخان السجائر . كما أثبتت الفحوصات التي أجريت على العاملين المخالطين للمدخنين أن درجة تأثرهم بالدخان تماثل درجة تأثر المدخن الذي يدخن 10 سجائر يومياً .

ولقد دلت بعض الدراسات على أن كل ساعة يخالط فيها الفرد غير المدخن شخصاً يمارس التدخين بإفراط في مكان مغلق . تعادل تدخين سيجارة لغير المدخن ، ولذلك فإنه حينما تحتم الظروف على غير المدخن التواجد مع زميل له من المدخنين لمدة 8 ساعات يومياً في المتوسط ، فإن الشخص غير المدخن يعتبر من الأفراد المدخنين لثماني سجائر يومياً ، ويطلق على هذا النمط من التدخين اسم التدخين القهري .

وسائل الإقلاع عن التدخين :

يتطلب الإقلاع عن التدخين عزيمة قوية وصبرا وجلدا على تحمل الأعراض الناجمة عن الإقلاع . ومع الاستمرار في تحملها تبدأ في الفتور حتى تمر هذه الأزمة بسلام وتختلف نوعية الأعراض وشدتها من شخص لآخر ، كما أن النساء أكثر تأثراً بالأعراض من الرجال .

وتعتمد شدة هذه الأعراض على عدد السجائر التي يدخنها المدخن في اليوم وعلى عدد السنوات التي مارس فيها التدخين ، فإذا كان المدخن يشكو في بداية التدخين من أعراض مثل الغثيان واضطرابات الجهاز التنفسي إلا أنه سرعان ما يتحمل أثر التدخين ، وفي خلال سنة أو سنتين من التدخين يصبح المدخن مدمناً حتى أنه إذا أقلع عن التدخين فإنه يشكو من بعض الأعراض التي تختلف شدتها باختلاف المدخن ودرجة الإفراط في التدخين . ويبدأ ظهور الأعراض عادة بعد 14-36 ساعة من الإقلاع ، وتختفي هذه الأعراض في ظرف أسبوع إلى أسبوعين بعد الإقلاع ، وتشمل أعراض الامتناع عن التدخين ما يلي:

أعراض عضوية : وتشمل الإمساك أو الإسهال ، الغثيان وانخفاض ضغط الدم ونبض القلب ، الصداع ، والشعور بالتعب وعرقلة بعض الحركات البدنية مثل قيادة السيارة ، والميل إلى النوم أو الأرق ، وفتح الشهية للطعام وزيادة الوزن . وبعد الإقلاع تخف حدة السعال والأعراض الصدرية الأخرى .

أعراض نفسية : وتشمل ضعف القدرة على التركيز الفكري والاكتئاب والقلق والتململ وسهولة إثارة الأعصاب واشتهاء التدخين الذي تخف حدته بعد أيام أو أسابيع ، ويزداد الاشتهاء للتدخين في المساء ويقل بعد الاستيقاظ من النوم .

وتشمل وسائل الإقلاع ما يلي :

1 الإقلاع الفوري : يحتاج الإقلاع الفوري إلى عزيمة قوية ، ويساعد على ذلك عدم الاختلاط بالمدخنين ورفض تدخين أية سيجارة من صديق أو من شخص مجامل ، وأن تكون بداية الإقلاع عن التدخين في أيام الإجازات حيث يذهب الفرد إلى أماكن بعيدة يصعب الحصول فيها على السجائر ، ويعتبر الأسبوع الأول من الإقلاع عن التدخين من أصعب الفترات التي تمر بالمدخن ، حيث يشكو خلال هذه الفترة من أعراض الامتناع عن التدخين التي تقل حدتها تدريجياً حتى تختفي تماماً بعد مضي أسبوع أو أسبوعين من الإقلاع . ومما يساعد على الاستمرار في الامتناع عن التدخين ممارسة بعض الأنشطة الرياضية مثل المشي وخاصة قبل النوم ، والجري والسباحة .

2 العلاج النفسي : يعتبر العلاج النفسي من الوسائل التي تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين حيث يعالج المدخن في عيادة أمراض نفسية وذلك بتعرضه لصدمة كهربائية خفيفة عندما يحاول إشعال السيجارة ، وبهذه الوسيلة يتولد في أعماقه كراهية للتدخين ، ومن الوسائل التي تنفر المدخن من التدخين إجباره على تدخين عدد كبير من السجائر مرة واحدة .

3 بدائل التدخين : حيث ان المادة التي تسبب التعود على التدخين هي مادة النيكوتين فإن باستطاعة المدخن الاستغناء عن السيجارة وذلك بمضغ اللدائن التي تحتوي على النيكوتين أو مادة اللوبيلين المشابهة للنيكوتين في المفعول. كما يفيد في الإقلاع عن التدخين مضغ اللدائن بمختلف أنواعها أو تدخين السجائر التي لا تحتوي على النيكوتين ( مع عدم الاستمرار في تدخينها ) .

ومن الوسائل التي تفيد في الإقلاع استعمال غسيل فم أو أقراص مستحلبة تحتوي على مواد قابضة تساعد على صد المدخن عن التدخين ، وقد يساعد في الإقلاع وضع سيجارة مصنوعة من البلاستيك في فم المدخن لتعويضه نفسياً عن السيجارة التي تعود على تدخينها .

4 التنويم المغناطيسي : من الوسائل المتبعة في بعض الدول للإقلاع على التدخين وسيلة التنويم المغناطيسي التي يسهل بها إقناع المدخن بأضرار التدخين ، وتبدأ بعدة جلسات في الأسبوع ثم يقل عدد الجلسات بعد ذلك إلى جلسة أو جلستين في الشهر ، ومن الصعب التأكد من أثر التنويم كعلاج في هذا السبيل ، حيث عاد بعض من عولج بالتنويم إلى سابق عادة في التدخين.

5 المحاضرات والمناقشات العلمية : يقوم بعض الأخصائيين في بعض الدول بتنظيم محاضرات لمدة خمسة أيام في الأسبوع في أحد الأندية أو في قاعة المؤتمرات ، ويخصص خلال أيام الأسبوع عدة ساعات لمناقشة كل ما يتعلق بالتدخين مع الأخصائيين مع عرض بعض المشاهد عن أضرار التدخين . ويمارس المدخنون من خلال هذه اللقاءات رياضتهم المفضلة مع بعض ألعاب التسلية التي تعوضهم عن التدخين .

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2518