أحمد زيدان

السيد خلف عاشور

افتقدته منذ شهرين أو أكثر قليلا .. لم يحضر للمسجد الذي تعود أن يصلي فيه صلاة الجمعة وكنت في نفس الوقت أصلي فيه لقربه من المنزل واتساعه وارتياحي لإمام يصلي بالناس .. كان يلزم عامودا من أعمدة المسجد يصلي وراءه على كرسي .. ما يكاد المصلون ينتهون من الصلاة حتى يقترب من الإمام يسلم عليه، ثم يقترب من موقعي الذي تعودت أصلي فيه واقترب منه، لنلتقي في الساحة التي تربط بين الموقعين نسلم على بعض ويطمئن كل منا على الصحة والحال .. في منتصف يوم الجمعة ليلا الموافق 11/12/2010م كنت على سريري في الغرفة المعتادة في فندق الباريشهوف في ميونيخ في ألمانيا أطل على زخات من الثلج تتساقط لتكسو الميدان الكبير أمام الفندق الكبير بياض ناصع لا يماثله بياض إلا هذه الزخات ترسلها السماء من سحب متراكمة بعضها على بعض تحجب لون السماء وتحول النهار إلى ما يشبه قدوم ليل قاتم السواد .. سبحان صنع الله وقدرة الخالق يبدل الكون في لحظات .. الألمان وغير الألمان من مخلوقات ناطقة أو مخلوقات من بهيمة الأنعام تأقلمت مع هذه الحياة فهم في الميادين والشوارع وبين الصحاري والجبال يركضون فرحين .. هاتفني الأخ أحمد شرف من البلاد ينقل إلي وفاة أحمد زيدان .. لست أدري لماذا خبر وفاته أرجعني إلى عهد بعيد بعيد .. إلى أعوام خلت منذ عهد طويل .. أيام كان يعمل في الطائف تحت رئاسة الإبراهيميين سلسلة وزارع، ثم في الرياض وقد تولى هو رئاسة الإبراهيميين سلسلة وزارع أو تنحى الأول عن العمل وظل الثاني حتى مات على مكتب العمل .. وقد انضم إلى شلة كبيرة يسعى إليها في الرياض لقضاء لحظات بريئة، شلة تضم كبار الشخصيات، سأله واحد عن مرفق في ينبع لماذا أبطأت الجهة المسؤولة عن إنجازه وكانت هذه الجهة تدخل في اختصاصه، أجاب في شيء يشبه الحدة، رئيس البلدية صعب!! هو السبب في تأخير إنجاز المشروع !! كان رئيس البلدية سيدي وشقيقي الأخ عبد الله عاشور والد الابن الدكتور أحمد عاشور، كنت بجواره .. لفت أحد الحاضرين نظره قائلا له السيد عبد الله هو شقيق خلف بجوارك .. موقف من المواقف التي تمر كثيرا في المجتمعات دون قصد لم يعلم هو عن ذلك .. العلاقة كانت بيننا شبه محدودة .. جمعت بيننا الرياض عام انتقال الوزارات عام 1375هـ كما أظن .. أشفقت من موقف عابر .. لم أعلق عليه ولكن قابلت ذلك بابتسامة ولكن توطدت بيني وبينه العلاقة في حدود وداخل إطار يحيط به الاحترام .. نلتقي في المناسبات وفي المسجد من يوم الجمعة في أعقاب الصلاة .. أحمد زيدان الرجل العملي الجاد النظيف، أسأل الله له الرحمة والعزاء والصبر لأبنائه وأسرته يرحمه الله ..

المصدر: صحيفة عكاظ