• ×
admin

الخبر السيئ.. مرونة نقله للمريض وأهله تجنبهم الصدمة النفسية

الخبر السيئ.. مرونة نقله للمريض وأهله تجنبهم الصدمة النفسية!
الأطباء عليهم التدرب على مهمة تبعث الحزن والألم

د. خالد بن عبد الله المنيع

عديدة تلك المواقف القاسية التي يتعرض لها العاملون في المجال الصحي سواء من الأطباء أو التمريض وأخص منهم أولئك العاملين في غرف العناية المركزة أو غرف الطوارئ والإسعاف .

لا شك ان الدور الذي يقوم به هؤلاء الاطباء والطبيبات وجهاز التمريض معهم وكل من له دور في خدمة المريض هو عمل نبيل يرجو منه مؤدوه أجر الاخرة قبل أجر الدنيا . خبرة ومهنية الطبيب ومستوى تعامله طبيا مع الحالة ليس بالامر الكافي بل يجب ان يقترن ذلك بترجمة خطته العلاجية للمريض وشرح كل مايخص المريض بايضاح طبيعة المرض والحلول المناسبة للشفاء بإذن الله مع ذكر ايجابيات وسلبيات كل طريقة وميكانيكية عمل العلاج . كما يتضمن توخي الحذر عند نقل خبر سيىء يخص المريض أو أحدا من ذويه . هذا مانصت عليه تعليمات وزارة الصحة لمنسوبيها وجعلته من صميم حقوق المرضى وواجبا على كل العاملين الصحيين بجميع مرافقها.

المريض حاليا ليس كالمريض قبل عشرين أو ثلاثين سنة فالاخير كان يكتفي ويقتنع بذكر عدد مرات استعمال العلاج ومتى يتوقف عنه دون ان يعرف طبيعة مرضه بالتفصيل او حتى طريقة عمل هذا العلاج . مع تطور وسائل الاتصالات وسهولة الوصول الى المعلومة عبر شبكة الانترنت اصبح المريض يدرك الشيء الكثير وعند الاكتفاء بذكر تشخيص حالته بشكل سطحي فانه يلجأ الى تلك المعلومات المتناثرة في شبكة المعلومات ويبدأ يربط ذلك بحالته فيبدأ الدخول في دوامة الوسواس حيث يربط بين حالته الطبية وأحد المضاعفات الخطيرة دون دراية منه .

من هنا كان دور الطبيب جليا في ان يحصن هذا المريض من اللجوء الى معلومات شبكة الانترنت فيما يخص حالته وذلك بأن يقوم بشرح الحالة الصحية للمريض او لذويه بطريقة مبسطة ومفهومة وشرح الفحوصات المطلوبة وطريقة العلاج والرد على كل استفسارات المريض .

يجب ان يدرك الطبيب ان المريض يتذكر كل كلمة قالها له طبيبه المعالج لذا لزم ان يكون الاخير حذرا في كلماته الموجهة للمريض حتى لا يثير مخاوفه . وفي نفس الوقت يحرص على اعطاء المعلومة الصحيحة بطريقة لطيفة وتجنب التطمين الكاذب .

أحد المواقف المؤسفة وان كانت نادرة ولله الحمد هو ما شهدته في أحد غرف العناية المركزة فقد تم تحويل أحد المرضى المصابين في حادث سير من قسم الاسعاف الى غرفة العناية المركزة لإنعاشه في حين كانت احدى قريبات المريض في أحد ممرات المستشفى في انتظار اسعاف مصابها وبعد انتظار طال عدة ساعات فشل فيها الفريق الطبي انعاش المريض خرج أحد طاقمه ليلقي بالخبر على قريبة المتوفى كالصاعقة أدت الى سقوطها المفاجىء واصابتها بحالة اغماء .

ونحن نتحدث عن طب الاطفال نذكر أمثلة على بعض الحالات المرضية والتي تحتاج الى طريقة خاصة لنقل خبر تشخيصها الى الوالدين :

- حالات الأمراض السرطانية والأورام.

- بعض الامراض الوراثية الاستقلابية المستعصية.

- عيوب الجينات والكروموسومات ومنها متلازمة داون.

- بعض الامراض المعدية الخطيرة.

- حالات الشلل والامراض العصبية .

- الفشل الكلوي .

- عيوب وأمراض القلب.

- الإصابة الجديدة بمرض السكري.

طريقة نقل خبر الحالات المستعصية إلى الوالدين

- يجب أن يكون الناقل للخبر هو الاستشاري أو الاخصائي المسؤول عن الحالة.

- التذكير بأن هذا ماكتب الله وأن من خلقنا كفيل برعايتنا.

- وجود كلا الوالدين حتى يشد بعضهما أزر بعض.

- وجود الاخصائية الاجتماعية.

- يكون الاجتماع في مكان هادئ في المستشفى بعيدا عن الضوضاء.

- يفضل وجود الطفل في أحضان والديه ان أمكن حتى يقلل من احتمالية نبذ الطفل أو تجاهله.

- يجب ألا ينقل الخبر للوالدين حتى يتم التشخيص بشكل مؤكد

- شرح حالة الطفل بشكل واضح ومفهوم للوالدين وتجنب إخفاء الحقيقة والابتعاد عن التطمين الكاذب.

- يجب التأكد من أن الوالدين قد فهما تشخيص طفلهما بشكل كامل.

- الحديث معهما بلطف واحترام واعطائهما كامل الفرصة للاجابة عن كل تساؤلاتهم.

- الاستعداد للتعامل مع أي ردود فعل من قبل الوالدين.

- الابتعاد عن ذكر المصطلحات الطبية مع ذكر المعلومات بالترتيب حسب أهميتها

- تجنب إلقاء اللوم على الوالدين بتاتا.

ردود الفعل من الوالدين

تعتمد ردة الفعل بحسب قوة إيمان المتلقي ، تركيب شخصيته ، طريقة نقل الخبر ، مدى خطورة المرض ، قد يمر المتلقي بفترة الصدمة وتكذيب الخبر في البداية أو التشكيك في مصداقية ومهارة الطبيب ثم يمر بمرحلة الهروب والانكار يليها فترة تجاهل الطفل المصاب وعدم الاهتمام به تنتهي بفترة الاستسلام والاقتناع بالواقع ومحاولة التعايش معه .

في دراسة على ردود الفعل لوالدي اطفال مصابين باعاقة حركية وفكرية تم تقسيم فترة تلقي الخبر من قبل الوالدين الى عدة مراحل :

- مرحلة الصدمة وتشمل الإحساس بفقدان الإمل تترافق معها بعض الإعراض العضوية مثل تنميل الإطراف وبرودتها.

- مرحلة الانكار والهروب وفيها يكون الغالب عليه عدم تصديق الخبر يمتزج مع العديد من التساؤلات عما حدث لطفلهم . عدم اعتراف الوالدين بوجود أي مشكلة لدى الطفل يدفعهم الى الاستمرار في البحث عن تشخيص اخر لطفلهم قد يكون اقل شدة مما تلقوه .

- مرحلة تأنيب الضمير في حالة اهمال الوالدين لطفلهم أو عدم الاهتمام به أو عدم عرضه على طبيب مختص في وقت مبكر والشعور بأنه لو تم ذلك لما تطورت حالة طفلهم الى ماوصلت اليه .

- مرحلة الاقتناع بالامر الواقع . والشعور بالخجل في حالة اصابة الطفل بأي اعاقة ذهنية أو حركية ومحاولة عزل الطفل عن الناس لاحساسهم بأن ذلك يسيء اليهم

- مرحلة تقبل ماحدث والتخطيط المستقبلي للتغلب على تلك الصعوبات.

كل مرحلة من هذه المراحل يمكن التحكم في مدى تأثيرها على الوالدين . فرضاهما بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره وان لله حكمة في هذا البلاء مع الدعم المعنوي والتثقيفي من المجتمع تمنح الأسرة الكثير من الاستقرار والاقتناع وتلك هي النقطة الرئيسة للبداية السليمة في مشوار رعاية الطفل.

دور الطاقم الطبي

- استقبال المريض ببشاشة والدعم النفسي له.

- اعطاء المريض حقه في شرح حالته والإجابة عن كل استفساراته.

- شخصية الطبيب وطريقته في الحديث مع المريض بطريقة تكسبه الثقة في طبيبه تجعل الطريق الى الشفاء أقصر بإذن الله.

- نقل التشخيص للمريض او ذويه بطريقة علمية ، مرنة وبعيدة عن التطمين الكاذب.

- توعية الوالدين عن المضاعفات المحتملة وكيفية تفاديها مع تزويدهم بنشرات أو مطبوعات تثقيفية تساعدهم في فهم حالة طفلهم والتغلب عليها.

- عدم عزل الطفل عن الآخرين بسبب مشكلته الصحية بل تشجيعه على الانخراط مع أقرانه من الأطفال وتقييم مدى ذكائه لضمه إلى المدرسة التي تواكب قدراته الذهنية.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2088