الماء الأبيض.. الجراحة العلاج الوحيد لإزالة العدسة المعتمة
الماء الأبيض.. الجراحة العلاج الوحيد لإزالة العدسة المعتمة.. ونجاحها يصل إلى 98% من الحالات!
ليس من الضروري الانتظار حتى تتكثف العتامة أو حتى يفقد الشخص الإبصار نهائيا 2/2
ليس من الضروري الانتظار حتى تتكثف العتامة أو حتى يفقد الشخص الإبصار نهائيا 2/2
د. عثمان بن محمد العمر
تطرقنا في العدد الماضي الى الماء الأبيض وهو إعتام عدسة العين التي تكون شفافة تماما في الأحوال الطبيعية والساد ليس ماء أو سائلا يتكون في العين بالمفهوم المعروف عند الناس وإنما هو فقدان العدسة لشفافيتها الطبيعية مما يسبب رؤية ضبابية.
اما تشخيص الساد (عتامة العدسة) فيتم أثناء فحص دقيق للعين بواسطة أجهزة خاصة، ويستطيع طبيب العيون تشخيص المرض بسهولة إذ يمكن رؤية عتامة العدسة ومعرفة مدى انتشارها والحاجة إلى إجراء العملية.
العلاج:
عندما تسبب عتامة العدسة ضعفا في الرؤية للدرجة التي لا يستطيع معها الشخص العمل أو مزاولة نشاطاته المعتادة، فإنه يكون قد حان الوقت لإزالة العدسة المعتمة، ويختلف ذلك من شخص لآخر حسب احتياجاته البصرية.
يتم تحديد إجراء العملية متى احتاج الشخص لذلك والجراحة هي العلاج الوحيد لإزالة العدسة المعتمة، حيث لا يمكن إزالة الساد بأشعة الليزر ولكن قد تدعو الحاجة للعلاج بالليزر لإزالة أي عتام ينشأ في محفظة العدسة بعد عدة شهور من إجراء العملية الجراحية، وبالرغم من التقدم الطبي المستمر في أبحاث العيون في السنوات الأخيرة فإن علاج عتامة العدسة بالقطرات أو المراهم أو الأدوية الأخرى لم يثبت جدواها حتى الآن. ولكن لحسن الحظ فإن جراحة إزالة العدسة المعتمة هي جراحة ناجحة جدا يصل نجاحها إلى أكثر من 98%من الحالات، حيث يتحسن النظر عند معظم الأشخاص الذين تجرى لهم العمليات ويعود نظرهم كما كان قبل إصابتهم بالساد ولكن يجب إدراك أنه في حالات قليلة قد تحصل بعض المضاعفات نتيجة إجراء العملية الجراحية وأن النتائج الجيدة ليست مضمونة تماما. ومتى تمت إزالة العدسة المعتمة من العين فإن الشخص يحتاج إلى بديل عن العدسة حتى تستطيع العين التركيز على الصورة جيدا، وقد ساهم التقدم الطبي بوسائل جديدة للمحافظة على النظر بعد إزالة العدسة المعتمة.. وهذه الوسائل تشمل:
عملية إزالة الساد (عتامة العدسة):
في حالة إصابة كلتا العينين بالساد تجرى الجراحة لإحدى العينين فقط تعقبها فترة نقاهة لعدة أيام قبل إجراء العملية في العين الأخرى ويتم عادة تخدير العين بقطرات فقط أو تخديرها موضعيا وقد يجرى تخدير كلي للشخص في بعض الحالات الاستثنائية وبعد التخدير يقوم الطبيب بفتح شق في الحافة الخارجية للقرنية لا يتجاوز 3 ملمتر يتم من خلاله استخراج مكونات العدسة بواسطة أجهزة تعمل بالموجات الصوتية ومن ثم يتم زرع عدسة صناعية ثم يتم قفل ذلك الشق بعناية بالغة، وفي غالب الأحيان لا يحتاج إلى أي غرز لذلك الجرح الصغير، وتستغرق العملية حوالي نصف ساعة.
وعملية إزالة عدسة العين المعتمة عملية بسيطة قد لا يحس الشخص فيها بأي آلام على الإطلاق، ولكن بعد العملية قد يشعر بألم بسيط في العين مثل الشعور بوجود جسم غريب في العين، ويتم عادة تغطية العين التي أجريت لها العملية لمدة يوم واحد ثم يتم فحصها في اليوم التالي وعادة يستطيع الشخص الرؤية في اليوم الثاني للعملية بشكل جيد ويستمر في التحسن تدريجيا مع الأيام، كما توصف بعض القطرات أو المحاليل حتى تساعد على التئام الجرح، وتتراوح الفترة التي يمكثها الشخص في المستشفى بين ساعتين الى خمس ساعات إلا في بعض الحالات التي قد تحدث فيها بعض المضاعفات، وحاليا فإن معظم مراكز العيون التي تقوم بإجراء عملية إزالة الساد وزراعة العدسة بالسماح للمريض بالخروج إلى منزله في نفس اليوم (جراحة اليوم الواحد).
وينصح الشخص بعد إجراء العملية بعدم الانحناء والسجود أثناء الصلاة لمدة تتراوح بين يوم واحد الى أربعة أسابيع حسب نوع العملية كما ينصح بتجنب غسل العين بالصابون او الشامبو ومزاولة الأعمال الجسدية العنيفة لعدة أيام، أما بالنسبة للأشخاص الذين يزاولون أعمالا مكتبية أو ما شابه ذلك فيمكنهم القيام بها عقب إجراء الجراحة مباشرة، ولا ينصح الشخص بأي حمية معينة بعد إجراء الجراحة إلا إذا كان يمارس حمية غذائية بسبب مرض السكري كما أن التعرض لشم الروائح العطرية لا يؤدي لأي ضرر أو خطورة على سير العلاج أو نجاح العملية.
1- النظارات الطبية:
وهي نظارات سميكة أكثر من النظارات العادية. وترى بها الأشياء أكبر من حجمها الطبيعي وكذلك أقرب من الحقيقة وهذه الآن أصبحت نادرة الاستخدام.
2- العدسات اللاصقة:
التي من الممكن أن توضع فوق سطح العين لمدة تتراوح بين يوم واحد وعدة أيام حسب نوعها. وترى بها الأشياء أقرب إلى حجمها الطبيعي إلا أنها تحتاج إلى عناية فائقة وظروف ملائمة وقد قل استخدامها في الوقت الحاضر أو انعدم بعد عمليات الماء الأبيض إلا في حالات نادرة خصوصا عند الأطفال.
3- العدسات التي تزرع داخل العين:
وهي عدسات ثابتة توضع داخل العين أثناء إجراء جراحة استئصال العدسة المعتمة وتتميز بكونها لا تحتاج إلى أي عناية كما أن الشخص يرى بها الأشياء في حجمها وبعدها الطبيعي، وسوف يساعد أخصائي العيون المريض في اتخاذ القرار بشأن الوسيلة المناسبة التي ستعوضه عن العدسة المعتمة ليحصل على أفضل رؤية ممكنة بعد إجراء العملية الجراحية. كما أن هناك فئة من الناس قد لا يحتاجون إلى أي من البدائل السابقة كالأشخاص المصابين بقصر النظر الشديد حيث أن إزالة العدسة تجعلهم يرون الأشياء بوضوح بدون أي بدائل عن العدسة وبدون الحاجة إلى النظارات السميكة التي كانوا يستعملونها قبل إجراء العملية، والعدسات المزروعة داخل العين أصبحت في معظم الأحيان هي الخيار الوحيد والأفضل بعد عملية إزالة الساد.
نصائح للوقاية:
أولا:
إذا لاحظت أحد الأعراض السابقة للساد يجب زيارة أخصائي العيون في وقت مبكر حتى يتم تشخيص الحالة وإعطاء النصح بالتوقيت المناسب لإجراء العملية.
ثانيا:
بما ان عتامة العدسة تكثر نتيجة التقدم الطبيعي في السن فإن على الأشخاص البالغين من العمر - أربعون سنة أو أكثر - وبالذات الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للساد أن يقوموا بفحص أعينهم بشكل دوري حتى يتم تشخيص عتامة العدسة في الوقت المناسب.
ثالثا:
ينصح بتحصين صغار السن ضد الإصابة بالحصبة الألمانية وعلى السيدات الحوامل تجنب الاختلاط بالأشخاص الحاملين لأمراض معدية حتى يمكن تجنب الإصابة بالساد الخلقي عند أطفالهن.
رابعا:
لتجنب الإصابة بالساد الاصابي يجب وضع نظارات وقائية عند استخدام الآلات أو المواد الكيميائية أو النظائر المشعة أو عند القيام بأعمال النجارة المختلفة.
خامسا:
لا توجد أي وسائل للوقاية نهائيا من الإصابة بعتامة العدسة ولكن يجب معرفة أن فقدان النظر الذي تسببه عتامة عدسة العين من الممكن معالجته بنجاح وذلك بفضل الله ثم بالتقدم الطبي في مجال جراحات العيون، وعند تشخيص مرض الساد (عتامة العدسة) من الممكن إجراء الجراحة عندما يقل النظر للدرجة التي لا يستطيع معها الشخص القيام بأنشطته الحيوية المعتادة، وليس من الضروري الانتظار حتى تتكثف عتامة العدسة بكاملها أو حتى يفقد الشخص الإبصار نهائيا كما كان يعتقد في السابق بأن الماه الأبيض (الساد) يجب أن ينضج قبل إجراء العملية الجراحية!
المصدر: صحيفة الرياض