نبضات القلب.. تسارعها فوق 200 نبضة في الدقيقة غير طبيعي
نبضات القلب.. تسارعها فوق 200 نبضة في الدقيقة غير طبيعي لكنه ليس خطيراً دوماً!
في الغالبية العظمى لا يشعر الإنسان بها إلا في حالة الخوف أو الجري أو الانفعال
في الغالبية العظمى لا يشعر الإنسان بها إلا في حالة الخوف أو الجري أو الانفعال
د. خالد النمر
وردني كثير من التساؤلات من الاخوة والأخوات القراء عن نبضات القلب: وما هو المعدل الطبيعي خلال الجهد او خلال الراحة؟ وكيف يمكن الحكم على ذلك؟ وهل كل زيادة او اختلال في نبضات القلب يعتبر خطيرا؟.. الخ.
ولتبسيط ذلك نقول: ان نبض القلب الطبيعي وقت اليقظة والراحة التامة البدنية والذهنية من 60 الى 100 نبضة في الدقيقة.. وهي ليست رقما ثابتا لكل شخص وانما تختلف من وقت لآخر في نفس الشخص تبعا لعوامل متعددة سنعرض لها في ثنايا حديثنا.. فما قل عن ستين نبضة في الدقيقة يسمى تباطؤ نبضات القلب bradycardia ومازاد على 100 نبضة في الدقيقة يسمى تسارع نبضات القلب tachycardia، ويمكن قياس نبضات القلب بتحسس نبضات الشريان وعددها في مفصل الكف لمدة 15 ثانية ثم ضرب ذلك الرقم في اربعة او الانتظار وعد نبضات القلب لمدة دقيقة كاملة (ستون ثانية). او استخدام الاجهزة الموجودة في الصيدليات او النوادي الرياضية لقياس نبضات القلب، وقد تزداد هذه النبضات الى اكثر من 100 خلال النهار والجهد البدني وتقل ما دون ال 60 خلال النوم في الانسان الطبيعي.
وفي الغالبية العظمى لا يشعر الانسان بنبضات قلبه ولكنه من الطبيعي ان يشعر بدقات قلبه عند الخوف او الجري او الانفعال. والخفقان عرض لعدة حالات منها الطبيعي ومنها المرضى ولكنه ليس مرضا قائما بذاته فليس كل خفقان يعني ان هناك اختلالا في نبضات القلب فقد رأينا بعض الحالات التي يصف المريض في المذكرة التي تعطى مع جهاز تسجيل نبضات القلب ان لديه خفقانا بدأ من الساعة 7:10 مساء واستمر لمدة خمس دقائق وهو يشاهد التلفاز بينما تسجيل نبضات القلب في جهاز الهولتر خلال تلك الفترة في حدود الطبيعي.
تباطؤ نبضات القلب
اما التباطؤ فليس كله مرضيا فهناك تباطؤ طبيعي وهناك تباطؤ مرضى، فالطبيعي او الفسيولوجي يحدث في الناس الطبيعين مثلا: اثناء النوم قد تنزل نبضات القلب الى اربعين نبضة وقد تصل الى 32 نبضة في الدقيقة وكذلك في من لديهم لياقة بدنية عالية خصوصا المتسابقين في المنافسات المحلية والدولية تجد ان نبضات القلب لديه وقت الراحة تصل من 50 الى 60 نبضة في الدقيقة او اقل من ذلك اما المرضية فهي كثيرة مثل ضعف الغدة الدرقية وضعف العقدة الاذينية اليسرى في كبار السن وامراض الدماغ مثل بعض الجلطات وارتفاع الضغط الدماغي وانقطاع النفس الليلي وبعض الادوية مثل مضادات بيتا ومضادات قنوات الكالسيوم والاميدارون وبعض ادوية الضغط مثل methyl dopa الذي يستخدم كثيرا في النساء الحوامل المصابات بارتفاع الضغط وهناك من لديهم زيادة نشاط العصب العاشر hypervagotonia سواء كان ذلك مؤقتا او دائما.
تسارع نبضات القلب
اما تسارع نبضات القلب فوق 100 نبضة في الدقيقة فمنه ما هو طبيعي ومنه ما هو مرضى، فالطبيعي يشمل الحركة بجميع درجاتها والانفعال النفسي وارتفاع درجة حرارة الجسم وعدم وجود اللياقة. والمرضى انواع كثيرة: مثل ازديادة نشاط الغدة الدرقية وفقر الدم ونقص فيتامين د ونقص السكر وانخفاض الضغط وخلال الحمل وكذلك القلق النفسي واستخدام بعض الأدوية مثل ادوية الزكام والبروستات بل وايقاف بعض الادوية مثل مضادات مستقبلات بيتا، وهناك نوع معين من تسارع نبضات القلب يوجد في النساء في متوسط العمر وهو تسارع القلب غير المتناسب مع الجهد المبذول فتجد ان نبضات القلب لديها وهي جالسة ما بين 130 الى 150 في الدقيقة وتزداد مع الجهد وهي ليست خطيرة وكذلك هي سهلة العلاج.
التسارع الاذيني او البطيني؟
وتسارع نبضات القلب فوق ال 200 نبضة في الدقيقة غير طبيعي ولكنه ليس خطير دوما لأن هناك انواعا متعددة فمنه ما هو الاذيني (تسارع نبضات القلب الاذيني SVT) وهو المنتشر في الغالبية العظمى من الناس الذين يشتكون من ذلك النوع من خفقان القلب حيث يبدأ فجأة وينتهي فجأة ويستمر في الغالب الى دقائق معدودة. وهو من النادر أن يسبب اغماء او جلطة في القلب، وعلاجه متوفر سواء بالادوية او بالكي الكهربائي، اما تسارع القلب البطيني فأكثر خطورة من الاذيني وله اسباب متعددة وقد يسبب الاغماء او الوفاة المفاجئة وغالبا ما ينتج عن امراض شرايين القلب ونقص التروية القلبية وله اسباب اخرى متعددة ولكنها نادرة. ولا يمكن للمريض ان يستطيع التفريق بينهما ولكن يمكن للطبيب المختص من التاريخ المرضي ومن الفحص السريري ومن تخطيط القلب ان يميز بين الاثنين وفي الحالات التي يسبب اختلال نبضات القلب الاغماء او انخفاض الضغط او الالم الشديد او تجمع السوائل في الرئتين فان ذلك يحتاج الى نوع معين من العلاج الكهربائي على حسب نوع ذلك الاختلال. الا انه يجب التوضيح ان الغالبية العظمى من اختلال نبضات القلب غير خطيرة ولا تؤثر على حياة المريض وان كانت تقلق حياة بعض المرضى.
نبضات القلب خلال التمارين الرياضية؟
اما بالنسبة لمن يمارسون التمارين الرياضية (المشي السريع او الجري) فينصح ان يكون نبضات القلب في حدود 60 الى 85% من المسموح به في ذلك العمر وحساب ذلك سهل وفي متناول الجميع فمثلا اذا كان عمرك خمسة واربعين سنة 220-45 = 175 وهذا الرقم يسمى نبضات القلب القصوى لذلك العمر maximum heart rate وعندما نحسب 75% من ذلك الرقم يكون في حدود 130 نبضة في الدقيقة يزيد ويقل عن ذلك الرقم +-/10 نبضات في الدقيقة. ولذلك فإنه لا يسمح في الانسان الطبيعي ان تصل نبضات القلب خلال الجهد الى 200 فما فوق حتى وان كان من يعمل الجهد في العشرينات من عمره. ومعدل نبضات القلب ليس هدفا في ذاته خلال التمرين وانما أحد العوامل التي تساعد على تحديد كمية التمرين وعبئه على الجسم ولذلك فان التمارين الرياضية تحتاج الى \"وصفة\" على حسب عمر المريض وامراضه السابقه ولياقته قبل البدء في التمارين.
المصدر: صحيفة الرياض