• ×
admin

في قضية اللقاح المنتظر

في قضية اللقاح المنتظر


حسين شبكشي

وبدأ العد التنازلي لوصول لقاح مرض إنفلونزا الخنازير والمعروف علميا بـ H1N1 وهو مرض انتشر بسرعة وأثار فيروسه الرعب في العالم. وزارات الصحة والشركات المنتجة للقاح المنتظر في مباحثات حامية بخصوص حجم الحصص المناطة بكل بلد ومعدلات الأسعار المقترحة ونوعيات العبوات المتوفرة.. وليست كل «اللقاحات» التي سوف تكون متاحة هي على ذات الدرجة من الفعالية وسرعة الاستجابة والتأثير، فهناك لقاحات منتجة من قبل شركة سويسرية وأخرى فرنسية وأخرى أمريكية وأخرى ألمانية وأخرى صينية. جميعها تعد المتلقي بالأمان من الفيروس والوقاية الحتمية، ولكنّ هناك قضيتين حيويتين لا تزالان دون إجابة قطعية وشافية بخصوص اللقاح المنتظر؛ أولاهما «حجم» الجرعة، فالقول الأرجح للآن إن الأطفال من عمر ستة أشهر حتى التسع سنوات يتم حقنهم بإبرتين، أما من العاشرة وما فوق فالجرعة إبرة واحدة فقط، ولكن هناك آراء تطالب بالإبقاء على جرعة الإبرتين للجميع، بغض النظر عن الفئة العمرية أيا كانت، وذلك للاعتقاد بأن الفيروس قوي وبحاجة لجرعة ثانية مهما كانت سن المتلقي، لأن التفاوت في الجرعة قد يؤثر على قدرة ومناعة الجسم في التعاطي والتعامل مع الفيروس نفسه، وطبعا هذا الحوار المهم يقود على الفور إلى التعاطي مع القضية الثانية والأكثر خطورة وهي الآثار الجانبية المتوقعة التي تحصل بعد تعاطي اللقاح، فصحيفة «الديلي إكسبرس» البريطانية المعروفة وقناة «روسيا اليوم» الفضائية التلفزيونية والناطقة باللغة العربية، كلتاهما قامتا كل على حدة بتقديم تقارير خطيرة عن الأعراض الجانبية الفتاكة للقاح والتي تزيد عن عشرة أعراض ذات نتائج وخيمة على الأجهزة العصبية والنفسية والهضمية وغيرها، ودعمت نتائج هذه التقارير بشهادات من مرضى وممرضين وأطباء، ولم توضح هذه التقارير «نوع» اللقاح الذي ظهرت بسببه هذه النتائج. وهذه الأخبار ولدت هواجس ومخاوف وقلقا من قبل أولياء أمور الطلبة والطالبات الذين يهمون بدخول موسم المدارس وهم يعلمون بأن تناول المصل واللقاح سيكون مسألة إجبارية، وهذا يجلب الرعب لقلوبهم لأنهم يخشون الآثار الجانبية ويخافون من كون بعض الطلبة لديهم أمراض أو حالات معينة قد لا يتأقلم اللقاح معها بصورة لائقة فيحدث ما لا تحمد عقباه، ويأملون بناء على ذلك أن يكون لولي الأمر حق «الفيتو» في هذه المسألة كخط رجعة ومسألة تنسيق مع القطاع الصحي. وزارات الصحة مطالبة بمكاشفة وشفافية استثنائية في هذه المسألة وتوضيح كامل لمسألة اللقاح المختار والآثار الجانبية المتوقعة منه وخطة التعامل مع الآثار الجانبية هذه وحقوق أولياء الأمور في مسألة اللقاح من القبول والرفض نفسه في مبدأ إجبار الأطفال على أخذ اللقاح. إدارة الأزمة بمهارة وشفافية ومكاشفة ستحول قضية كبرى من كابوس مفزع إلى مسألة محجمة يستطيع الكل التعاطي معها بأمان وثقة ويغلق باب الأقاويل والشائعات التي تدمر ولا تفيد.

المصدر: صحيفة الشرق الأوسط
بواسطة : admin
 0  0  1279