اليوم الآخر
اليوم الآخر
حمود أبو طالب
يقول الخبر المنشور في هذه الصحيفة يوم أمس إن مشروعا تكلفته أربعة مليارات لتنفيذ شبكات في جدة تم تسليمه للمقاول عام 1426هـ، على أن ينتهي في عام 1429هـ، لكن المقاول لم يسلم المشروع إلى الآن.. طبعا هذا مثال واحد معلن، ولولا المطر الأخير لما عرفنا عنه، ولكم أن تتخيلوا كم من المشاريع على هذه الشاكلة.. المخلصون النزيهون الأكفاء شمروا سواعدهم منذ الكارثة الأولى وبدأوا العمل بإخلاص، ووضع كل ريال في موقعه الصحيح، وراقبوا كل مشروع لينتهي في موعده المحدد.. والفاسدون المرتشون واللصوص وسماسرة الكوارث شمروا سواعدهم أيضا لأنها كانت فرصة ذهبية لهم لكي يزيدوا الخراب خرابا.
كلتا الفئتين موجودة، لكن لأن الصالح أصبح قليلا للأسف، فإن عمله يذوب في لجة الخراب العلني الذي يمارسه الفاسدون. درس مؤلم ذلك الذي تلقنته جدة، لكنها لم تحترس من المفاجآت القادمة لأن بعض المسؤولين يتمنون حدوث الكوارث كل يوم لأنها مصدر ثرائهم الحرام.. هؤلاء يسرحون ويمرحون ويعيدون إنتاج الفساد المالي والإداري الذي نخر جدة، وجعلها تبدو كأطلال المدينة التي شاهدناها في الفيلم الشهير (اليوم الآخر). هؤلاء لن يتوقفوا أبدا ما دمنا ندلق الأموال في أيديهم، ونقول لهم أصلحوا، وهم الذين أفسدوا. لن يتوقفوا أبدا لأن القضية مجرد تحقيق سري، وملف يطويه الصمت، ثم يخرج المتهم ليستمتع بقية حياته في أجمل عواصم العالم.. ما لم تنصب المحاكمات للمتورطين في كارثة جدة فالخراب لن يتوقف.
المصدر: صحيفة عكاظ
حمود أبو طالب
يقول الخبر المنشور في هذه الصحيفة يوم أمس إن مشروعا تكلفته أربعة مليارات لتنفيذ شبكات في جدة تم تسليمه للمقاول عام 1426هـ، على أن ينتهي في عام 1429هـ، لكن المقاول لم يسلم المشروع إلى الآن.. طبعا هذا مثال واحد معلن، ولولا المطر الأخير لما عرفنا عنه، ولكم أن تتخيلوا كم من المشاريع على هذه الشاكلة.. المخلصون النزيهون الأكفاء شمروا سواعدهم منذ الكارثة الأولى وبدأوا العمل بإخلاص، ووضع كل ريال في موقعه الصحيح، وراقبوا كل مشروع لينتهي في موعده المحدد.. والفاسدون المرتشون واللصوص وسماسرة الكوارث شمروا سواعدهم أيضا لأنها كانت فرصة ذهبية لهم لكي يزيدوا الخراب خرابا.
كلتا الفئتين موجودة، لكن لأن الصالح أصبح قليلا للأسف، فإن عمله يذوب في لجة الخراب العلني الذي يمارسه الفاسدون. درس مؤلم ذلك الذي تلقنته جدة، لكنها لم تحترس من المفاجآت القادمة لأن بعض المسؤولين يتمنون حدوث الكوارث كل يوم لأنها مصدر ثرائهم الحرام.. هؤلاء يسرحون ويمرحون ويعيدون إنتاج الفساد المالي والإداري الذي نخر جدة، وجعلها تبدو كأطلال المدينة التي شاهدناها في الفيلم الشهير (اليوم الآخر). هؤلاء لن يتوقفوا أبدا ما دمنا ندلق الأموال في أيديهم، ونقول لهم أصلحوا، وهم الذين أفسدوا. لن يتوقفوا أبدا لأن القضية مجرد تحقيق سري، وملف يطويه الصمت، ثم يخرج المتهم ليستمتع بقية حياته في أجمل عواصم العالم.. ما لم تنصب المحاكمات للمتورطين في كارثة جدة فالخراب لن يتوقف.
المصدر: صحيفة عكاظ