مواقف.. ومواقف
مواقف.. ومواقف!
د. محمد بن محمد الحربي
المطر نعمة في جميع الأحوال، وليس نقمة كما قد يعتقد البعض، فعلى الرغم من الأضرار والخسائر البشرية والمادية التي قد تصاحب هطوله، إلا أن هذه الأضرار قد تكون فرصة للعودة إلى الله، ومحاسبة النفس ومراجعتها، ناهيك عن دورها في كشف مواقف البعض تجاه التهاون بالمال العام، والتلاعب بترسية وتنفيذ مشاريع البنى التحتية، والتي تفرض وبقوة محاسبة المتسببين بها، سواء أكانوا أفرادا، أم مؤسسات.
إن الفشل الذريع لمشاريع الصرف الصحي في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، يؤكد الحاجة لاعتماد تجارب حديثة لإنشاء البنى التحتية، أثبتت نجاح مشاريعها، وقدرتها على مواجهة عوامل الزمن، ومن ذلك المدن العسكرية التابعة لكل من وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وكذلك المدن الصناعية في أرامكو، والجبيل وينبع، ومقرات المدن الجامعية، وكلها تم إنشاؤها منذ عشرات السنين، وما زالت قائمة وكأنها جديدة، لم تتأثر بعوامل الطقس، ومتغيراته، خاصة الأمطار مهما كانت كمياتها.
وحيث إن الكلام لم يعد يجدي نفعا لمواجهة العواقب المترتبة على كارثتي محافظة جدة؛ فإنه من الأجدر العمل بصورة عاجلة للاستفادة من خبرة الشركات الوطنية أو الأجنبية ذات السمعة الجيدة، والتصنيف العالمي ضمن الشركات، والتي نفذت مشاريع ناجحة بالمملكة، والتعاقد معها لبناء مدن حديثة، تراعي جميع الظروف المناخية المتوقعة وغير المتوقعة؛ على أن يتم البدء بتطبيق هذه التجربة بمحافظة جدة كونها أكثر مدن المملكة تضررا من الأمطار، وذلك ببناء أحياء جديدة وفق أعلى المواصفات العالمية التي تركز على البدء بإنشاء شبكات الصرف الصحي قبل أي مشاريع أخرى، وهو ما يعني نقل المحافظة من موقعها الحالي إلى موقع آخر يراعى فيه تجنب الأخطاء السابقة، وخاصة ما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المدن العصرية.
إن هذه الفكرة بحاجة إلى قرار سياسي، وعزيمة صادقة، وهي قد تكون صعبة، تتطلب الكثير من الجهد، والوقت، والمال، لكنها ليست مستحيلة، لأن الحاجة الماسة لعلاج الأخطاء، ومحاسبة المقصرين، وتعويض المتضررين الذين لا يمكن أن تعوض خسارتهم، وخاصة البشرية منها، يقتضي المبادرة العاجلة لتتحول الفكرة من خيال إلى حقيقة معاشة على أرض الواقع.
وفي ظل توجيه خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ بتوفير احتياجات المواطنين ومحاسبة المقصرين، وبما يملكه أبناء هذا الوطن من عزيمة وإخلاص، وبالاستفادة من قدرات شركات البناء العالمية التي يمكنها بناء الفنادق الضخمة خلال ستين يوما، أجزم أنه يمكننا تجاوز هذه الأزمة، وأن نمتلك الحلول الإيجابية التي تساعدنا على إدارة الكوارث، والتعامل مع الأزمات بفعالية، قبل بدايتها، وخلال نشوبها، وبعد نهايتها.
* كلمة أخيرة:
أثبتت المواقف التطوعية لشباب وشابات جدة خلال كارثة الأمطار بأنهم فعلا غير.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. محمد بن محمد الحربي
المطر نعمة في جميع الأحوال، وليس نقمة كما قد يعتقد البعض، فعلى الرغم من الأضرار والخسائر البشرية والمادية التي قد تصاحب هطوله، إلا أن هذه الأضرار قد تكون فرصة للعودة إلى الله، ومحاسبة النفس ومراجعتها، ناهيك عن دورها في كشف مواقف البعض تجاه التهاون بالمال العام، والتلاعب بترسية وتنفيذ مشاريع البنى التحتية، والتي تفرض وبقوة محاسبة المتسببين بها، سواء أكانوا أفرادا، أم مؤسسات.
إن الفشل الذريع لمشاريع الصرف الصحي في عدد من مناطق المملكة ومحافظاتها، يؤكد الحاجة لاعتماد تجارب حديثة لإنشاء البنى التحتية، أثبتت نجاح مشاريعها، وقدرتها على مواجهة عوامل الزمن، ومن ذلك المدن العسكرية التابعة لكل من وزارة الدفاع، ووزارة الداخلية، وكذلك المدن الصناعية في أرامكو، والجبيل وينبع، ومقرات المدن الجامعية، وكلها تم إنشاؤها منذ عشرات السنين، وما زالت قائمة وكأنها جديدة، لم تتأثر بعوامل الطقس، ومتغيراته، خاصة الأمطار مهما كانت كمياتها.
وحيث إن الكلام لم يعد يجدي نفعا لمواجهة العواقب المترتبة على كارثتي محافظة جدة؛ فإنه من الأجدر العمل بصورة عاجلة للاستفادة من خبرة الشركات الوطنية أو الأجنبية ذات السمعة الجيدة، والتصنيف العالمي ضمن الشركات، والتي نفذت مشاريع ناجحة بالمملكة، والتعاقد معها لبناء مدن حديثة، تراعي جميع الظروف المناخية المتوقعة وغير المتوقعة؛ على أن يتم البدء بتطبيق هذه التجربة بمحافظة جدة كونها أكثر مدن المملكة تضررا من الأمطار، وذلك ببناء أحياء جديدة وفق أعلى المواصفات العالمية التي تركز على البدء بإنشاء شبكات الصرف الصحي قبل أي مشاريع أخرى، وهو ما يعني نقل المحافظة من موقعها الحالي إلى موقع آخر يراعى فيه تجنب الأخطاء السابقة، وخاصة ما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في المدن العصرية.
إن هذه الفكرة بحاجة إلى قرار سياسي، وعزيمة صادقة، وهي قد تكون صعبة، تتطلب الكثير من الجهد، والوقت، والمال، لكنها ليست مستحيلة، لأن الحاجة الماسة لعلاج الأخطاء، ومحاسبة المقصرين، وتعويض المتضررين الذين لا يمكن أن تعوض خسارتهم، وخاصة البشرية منها، يقتضي المبادرة العاجلة لتتحول الفكرة من خيال إلى حقيقة معاشة على أرض الواقع.
وفي ظل توجيه خادم الحرمين الشريفين ــ حفظه الله ــ بتوفير احتياجات المواطنين ومحاسبة المقصرين، وبما يملكه أبناء هذا الوطن من عزيمة وإخلاص، وبالاستفادة من قدرات شركات البناء العالمية التي يمكنها بناء الفنادق الضخمة خلال ستين يوما، أجزم أنه يمكننا تجاوز هذه الأزمة، وأن نمتلك الحلول الإيجابية التي تساعدنا على إدارة الكوارث، والتعامل مع الأزمات بفعالية، قبل بدايتها، وخلال نشوبها، وبعد نهايتها.
* كلمة أخيرة:
أثبتت المواقف التطوعية لشباب وشابات جدة خلال كارثة الأمطار بأنهم فعلا غير.
المصدر: صحيفة عكاظ