حبة تحت اللسان لإنزال الضغط فجأة قد تسبب جلطة في الدماغ والقلب!
حبة تحت اللسان لإنزال الضغط فجأة قد تسبب جلطة في الدماغ والقلب!
الإبرة المدرة مؤقتة وقد تعطي انطباعاً خاطئًا بزوال المشكلة
د. خالد النمر
* (أم ناصر) امرأة في الخمسين من عمرها مصابة بالسكري والضغط وتأخذ دواء lisinopril 10 حبة واحدة يوميا ....وهي لا تراقب ضغطها في البيت نهائيا وانما تقيس الضغط بين فينة واخرى عند زياراتها للمستوصف او المستشفى .....حيث كانت- كما تقول جميع قراءات الضغط طبيعية واخر تلك القياسات لضغطها كان قبل شهرين ....... جاءت الى أحد المستوصفات الخاصه تشتكي من صداع شديد ودوخة وضيقة في التنفس في الثلاثة الايام الماضية واصبح هناك تقطع في النفس اثناء نومها وخفقان متكرر .....وهي حاولت ان تأخذ الكثير من البنادول لمحاولة تهدئة هذا الصداع ولكنه لم ينفعها ....وعند الفحص تبين ان لديها ارتفاعا شديدا في الضغط /150 220 مع تورم في شبكية العين ونزيف داخل سائل العين مع تجمع للسوائل في الرئتين .....فأعطيت حبه تحت اللسان لإنزال الضغط فجأة وعلى عجل ....وبعد حوالي عشر دقائق شعرت بغثيان ودوخة وقل وعيها تدريجيا حتى أغمي عليها حيث نقلت من المستوصف الى المستشفى الذي وجد ان لديها ارتفاعا شديدا في الضغط وجلطة دماغية ....حيث تم علاجها وانزال الضغط بالتدريج والتعامل مع الجلطة الدماغية حتى استقرت حالتها.
وحيث ان حالات الضغط المرتفع من الحالات المهمة التي يجب ان يعرف عنها المريض والطبيب كليهما وعن طرق علاجها والمحاذير التي يفضل ان ينتبه لها ....لذلك فاننا سنذكر مبادئ هامة عن علاج هذه الحالات الطارئة.....واهم حالتين من الطوارئ المتعلقة بارتفاع الضغط الشديد هما : (الطارئة ) و(العاجلة) .
حالات الضغط الطارئة (emergency)
او كانت تسمى بارتفاع الضغط الخبيث malignant hypertension وهي تحدث عندما يكون هناك ضرر حالي ومستمر من ارتفاع الضغط الشرياني على أحد اعضاء الجسم التي تتأثر بارتفاع الضغط الحاد مثل - حماكم الله منها - جلطة الدماغ stroke او تجمع السوائل في انسجة الدماغ brain edema ومنها شبكية العين بالنزيف او التورم ومن الممكن ان تأتي اعراض تأثير ارتفاع الضغط الشرياني على الدماغ على شكل صداع او تغيرات في التصرفات والشخصية او تشنجات او غيبوبة او جلطة سواء مع نزيف او بدونه .
والعضو الثاني الذي يتأثر بارتفاع الضغط الحاد هو القلب حيث من الممكن ان يسبب ألماً او جلطة قلبية او فشلا في القلب الحاد او اختلالا في نبضات القلب بأنواعه المختلفة البطينية او الاذينية واخيرا الصدمة القلبية. ومن المعروف ان ارتفاع الضغط الحاد له ارتباط بالكلى وامراضها سواء من ناحية المسببات او من ناحية التأثر بارتفاعه وقد يؤثر على الكلى بالزلال او بفشل الكلى الحاد او المزمن .
والعلاج في مثل هذه الحالات الطارئة ان يعطى المريض ادوية عن طريق الوريدintravenous تحت عناية طبية مركزة لإنزال ضغطه بحدود 25% من القيمة الاساسية خلال أقل من 4 ساعات الى المقبول في مثل حالته .... فعلى سبيل المثال وليس الحصر nitroprusside , nitroglycerin, hydralazine, leabetolol. وهناك حالات معينة يجب انزال الضغط فيها مباشرة الى الطبيعي مثل ارتفاع الضغط المسبب لفتق بطانة الاورطي وفشل القلب الحاد او جلطة القلب الحادة.
اما حالات الضغط العاجلة (urgency):
فهي التي يرتفع بها الضغط الى قيم عالية ولكن لايسبب تأثيرا مباشرا ومستمرا ongoing damage على اعضاء الجسم ويجب في ذلك الوقت اعطاء المريض نوعا من الدواء ينزل الضغط بحدود 25% من القيمة الاساسية خلال 6-24 ساعه . لأن النزول السريع للضغط في تلك الحالات قد يسبب جلطات في القلب أوالدماغ وذلك لأن كليهما له تنظيم خاص لمرور الدم في الشرايين autoregulatory mechanism ونزول الضغط السريع يكون اسرع من قدرة الشرايين على التكيف مع الضغط الجديد وبالتالي حدوث نقص التروية الحاد ومن ثم الجلطة اما في حالات ارتفاع الضغط الطارئةemergency (النوع الأول) فخطورة الاستمرار في ضرر الضغط على انسجة الجسم اكثر بكثير من الضرر المحتمل بإنزال الضغط سريعا .
والعلاج في مثل هذه الحالات العاجلة ان يعطى المريض ادوية عن طريق الفم او الوريد تحت رعاية طبية في المستشفى لانزال ضغطه تدريجيا الى المقبول في مثل حالته. فعلى سبيل المثال وليس الحصر مثل مضادات مستقبلات بيتا او ACEI/ARB او .CCB
وليس هناك قيمة معينة تفصل بين ماهو طارئ او عاجل من الضغط وان كان الغالب ان قراءات الضغط في الحالات الطارئة اكثر من 180 120/ ولكن مايفصل حتما بينهما هو ان يؤثر ذلك الضغط بصورة حادة ومستمرة على اعضاء الجسم البشري المهمة.... وكانت من أعلى القراءات التي قمت بقياسها 290/180 في مثل هذه الحالات .
ومن المحاذير الشائعة في علاج الضغط :
-إعطاء ابرة مدرة البول (furosemide) عن طريق الوريد :
وهي من الطرق المستخدمة كثيرا في علاج حالات طوارئ الضغط وهي تعمل بإزالة السوائل وملح الصوديوم والكالسيوم عن طريق الكلى وبالتالي تقليل حجم الدم نسبيا داخل الاوعية الدموية وبالتالي نزول الضغط وقد تكون تلك الطريقة فعالة في علاج من لديهم زيادة في السوائل مثل تجمع السوائل في الرئتين بسبب فشل القلب من ارتفاع الضغط أو قصور في الكلى لكن استخدام مدرات البول كعلاج روتيني لجميع ارتفاعات الضغط الحاد يعد مشكلة من عدة اوجه :
اولا: انها مؤقتة فقط فيرجع الضغط خلال ست ساعات أعلى مما كان لأن هناك نظاما هرمونيا في الكلى يسمى RAS وهذا النظام ينشط في اخر مراحل الادرار البولي ويحبس الصوديوم كردة فعل لنزول الضغط .
ثانيا:ان ارتفاع الضغط الشديد يضر الكلى خصوصا فيمن لديه نقص في السوائل ومدرات البول تنقص حجم السوائل داخل الاوعية الدموية intravscular volume وبالتالي فهي تزيد من نقص السوائل في تلك الحالة .
ثالثا: ان هذا النزول يعطي الطبيب والمريض انطباعا خاطئا بزوال المشكلة وعدم الحاجة الى علاج او من الممكن الانتظار لعدة ايام حتى تتضح الصورة للمريض والحقيقة ان تلك الابرة مجرد مسكن مؤقت للضغط لعدة ساعات فقط......وقد رأيت بعضا من المرضى يرجع الى نفس المستوصف لأخذ نفس الابرة لمرات عدة محاولا الهروب من تشخيص الضغط واخذ العلاج المزمن له.
-إعطاء حبه تحت اللسان :
وهي من الطرق القديمه في علاج حالات طوارئ الضغط والدواء المشهور في هذا الاستخدام nifedipine 10 SL او دواء captopril 25 SL وعلى الرغم من انه كان فعالا جدا في نزول الضغط خلال دقائق معدودة الا انه وجد انه يسبب جلطات الدماغ والقلب بالنزول المفاجئ للضغط ولذلك منع استخدام هذا الدواء بهذه الطريقة في تلك الحالات طبيا.
وأخيرا: فإن معرفة المريض بأهمية وطرق علاج هذه الطوارئ له دور كبير في اختيار المكان المناسب والطريقة المناسبة للتعامل مع مثل هذه الحالات.أدام الله عليكم لباس العافية.
المصدر: صحيفة الرياض
الإبرة المدرة مؤقتة وقد تعطي انطباعاً خاطئًا بزوال المشكلة
د. خالد النمر
* (أم ناصر) امرأة في الخمسين من عمرها مصابة بالسكري والضغط وتأخذ دواء lisinopril 10 حبة واحدة يوميا ....وهي لا تراقب ضغطها في البيت نهائيا وانما تقيس الضغط بين فينة واخرى عند زياراتها للمستوصف او المستشفى .....حيث كانت- كما تقول جميع قراءات الضغط طبيعية واخر تلك القياسات لضغطها كان قبل شهرين ....... جاءت الى أحد المستوصفات الخاصه تشتكي من صداع شديد ودوخة وضيقة في التنفس في الثلاثة الايام الماضية واصبح هناك تقطع في النفس اثناء نومها وخفقان متكرر .....وهي حاولت ان تأخذ الكثير من البنادول لمحاولة تهدئة هذا الصداع ولكنه لم ينفعها ....وعند الفحص تبين ان لديها ارتفاعا شديدا في الضغط /150 220 مع تورم في شبكية العين ونزيف داخل سائل العين مع تجمع للسوائل في الرئتين .....فأعطيت حبه تحت اللسان لإنزال الضغط فجأة وعلى عجل ....وبعد حوالي عشر دقائق شعرت بغثيان ودوخة وقل وعيها تدريجيا حتى أغمي عليها حيث نقلت من المستوصف الى المستشفى الذي وجد ان لديها ارتفاعا شديدا في الضغط وجلطة دماغية ....حيث تم علاجها وانزال الضغط بالتدريج والتعامل مع الجلطة الدماغية حتى استقرت حالتها.
وحيث ان حالات الضغط المرتفع من الحالات المهمة التي يجب ان يعرف عنها المريض والطبيب كليهما وعن طرق علاجها والمحاذير التي يفضل ان ينتبه لها ....لذلك فاننا سنذكر مبادئ هامة عن علاج هذه الحالات الطارئة.....واهم حالتين من الطوارئ المتعلقة بارتفاع الضغط الشديد هما : (الطارئة ) و(العاجلة) .
حالات الضغط الطارئة (emergency)
او كانت تسمى بارتفاع الضغط الخبيث malignant hypertension وهي تحدث عندما يكون هناك ضرر حالي ومستمر من ارتفاع الضغط الشرياني على أحد اعضاء الجسم التي تتأثر بارتفاع الضغط الحاد مثل - حماكم الله منها - جلطة الدماغ stroke او تجمع السوائل في انسجة الدماغ brain edema ومنها شبكية العين بالنزيف او التورم ومن الممكن ان تأتي اعراض تأثير ارتفاع الضغط الشرياني على الدماغ على شكل صداع او تغيرات في التصرفات والشخصية او تشنجات او غيبوبة او جلطة سواء مع نزيف او بدونه .
والعضو الثاني الذي يتأثر بارتفاع الضغط الحاد هو القلب حيث من الممكن ان يسبب ألماً او جلطة قلبية او فشلا في القلب الحاد او اختلالا في نبضات القلب بأنواعه المختلفة البطينية او الاذينية واخيرا الصدمة القلبية. ومن المعروف ان ارتفاع الضغط الحاد له ارتباط بالكلى وامراضها سواء من ناحية المسببات او من ناحية التأثر بارتفاعه وقد يؤثر على الكلى بالزلال او بفشل الكلى الحاد او المزمن .
والعلاج في مثل هذه الحالات الطارئة ان يعطى المريض ادوية عن طريق الوريدintravenous تحت عناية طبية مركزة لإنزال ضغطه بحدود 25% من القيمة الاساسية خلال أقل من 4 ساعات الى المقبول في مثل حالته .... فعلى سبيل المثال وليس الحصر nitroprusside , nitroglycerin, hydralazine, leabetolol. وهناك حالات معينة يجب انزال الضغط فيها مباشرة الى الطبيعي مثل ارتفاع الضغط المسبب لفتق بطانة الاورطي وفشل القلب الحاد او جلطة القلب الحادة.
اما حالات الضغط العاجلة (urgency):
فهي التي يرتفع بها الضغط الى قيم عالية ولكن لايسبب تأثيرا مباشرا ومستمرا ongoing damage على اعضاء الجسم ويجب في ذلك الوقت اعطاء المريض نوعا من الدواء ينزل الضغط بحدود 25% من القيمة الاساسية خلال 6-24 ساعه . لأن النزول السريع للضغط في تلك الحالات قد يسبب جلطات في القلب أوالدماغ وذلك لأن كليهما له تنظيم خاص لمرور الدم في الشرايين autoregulatory mechanism ونزول الضغط السريع يكون اسرع من قدرة الشرايين على التكيف مع الضغط الجديد وبالتالي حدوث نقص التروية الحاد ومن ثم الجلطة اما في حالات ارتفاع الضغط الطارئةemergency (النوع الأول) فخطورة الاستمرار في ضرر الضغط على انسجة الجسم اكثر بكثير من الضرر المحتمل بإنزال الضغط سريعا .
والعلاج في مثل هذه الحالات العاجلة ان يعطى المريض ادوية عن طريق الفم او الوريد تحت رعاية طبية في المستشفى لانزال ضغطه تدريجيا الى المقبول في مثل حالته. فعلى سبيل المثال وليس الحصر مثل مضادات مستقبلات بيتا او ACEI/ARB او .CCB
وليس هناك قيمة معينة تفصل بين ماهو طارئ او عاجل من الضغط وان كان الغالب ان قراءات الضغط في الحالات الطارئة اكثر من 180 120/ ولكن مايفصل حتما بينهما هو ان يؤثر ذلك الضغط بصورة حادة ومستمرة على اعضاء الجسم البشري المهمة.... وكانت من أعلى القراءات التي قمت بقياسها 290/180 في مثل هذه الحالات .
ومن المحاذير الشائعة في علاج الضغط :
-إعطاء ابرة مدرة البول (furosemide) عن طريق الوريد :
وهي من الطرق المستخدمة كثيرا في علاج حالات طوارئ الضغط وهي تعمل بإزالة السوائل وملح الصوديوم والكالسيوم عن طريق الكلى وبالتالي تقليل حجم الدم نسبيا داخل الاوعية الدموية وبالتالي نزول الضغط وقد تكون تلك الطريقة فعالة في علاج من لديهم زيادة في السوائل مثل تجمع السوائل في الرئتين بسبب فشل القلب من ارتفاع الضغط أو قصور في الكلى لكن استخدام مدرات البول كعلاج روتيني لجميع ارتفاعات الضغط الحاد يعد مشكلة من عدة اوجه :
اولا: انها مؤقتة فقط فيرجع الضغط خلال ست ساعات أعلى مما كان لأن هناك نظاما هرمونيا في الكلى يسمى RAS وهذا النظام ينشط في اخر مراحل الادرار البولي ويحبس الصوديوم كردة فعل لنزول الضغط .
ثانيا:ان ارتفاع الضغط الشديد يضر الكلى خصوصا فيمن لديه نقص في السوائل ومدرات البول تنقص حجم السوائل داخل الاوعية الدموية intravscular volume وبالتالي فهي تزيد من نقص السوائل في تلك الحالة .
ثالثا: ان هذا النزول يعطي الطبيب والمريض انطباعا خاطئا بزوال المشكلة وعدم الحاجة الى علاج او من الممكن الانتظار لعدة ايام حتى تتضح الصورة للمريض والحقيقة ان تلك الابرة مجرد مسكن مؤقت للضغط لعدة ساعات فقط......وقد رأيت بعضا من المرضى يرجع الى نفس المستوصف لأخذ نفس الابرة لمرات عدة محاولا الهروب من تشخيص الضغط واخذ العلاج المزمن له.
-إعطاء حبه تحت اللسان :
وهي من الطرق القديمه في علاج حالات طوارئ الضغط والدواء المشهور في هذا الاستخدام nifedipine 10 SL او دواء captopril 25 SL وعلى الرغم من انه كان فعالا جدا في نزول الضغط خلال دقائق معدودة الا انه وجد انه يسبب جلطات الدماغ والقلب بالنزول المفاجئ للضغط ولذلك منع استخدام هذا الدواء بهذه الطريقة في تلك الحالات طبيا.
وأخيرا: فإن معرفة المريض بأهمية وطرق علاج هذه الطوارئ له دور كبير في اختيار المكان المناسب والطريقة المناسبة للتعامل مع مثل هذه الحالات.أدام الله عليكم لباس العافية.
المصدر: صحيفة الرياض