ثم تدعون فلا يستجاب لكم
«ثم تدعون فلا يستجاب لكم»!
محمد أحمد الحساني
لا ينقضي عجبي وتعجبي عندما أقرأ عن أثرياء غير مسلمين يملكون عشرات المليارات من الدولارات جمعها الواحد منهم وكونها بجهده ونشاطه الاقتصادي أو الصناعي أو الزراعي الواسع وبطرق نظامية، حيث لا تسمح القوانين السائدة في دول الغرب بتكوين ثروات بطرق غير قانونية ويقع تحت طائلة العقاب الصارم من يقوم بذلك خفية، فأقرأ مثل غيري من الناس أن بعض أولئك الأثرياء من غير المسلمين قد قاموا بالتبرع بنصف ثرواتهم وربما بثلثيها للأعمال الخيرية العامة التي تشمل القارات الخمس بغض النظر عن ديانة وأعراق وأجناس وجنسيات المستفيدين من تلك الأعمال الخيرية، ومصدر عجبي وتعجبي من تلك المواقف النبيلة لأولئك الأثرياء إن الإنسان منا لم يسمع من قبل في تاريخنا المعاصر عن ثري مسلم قدم ثلث أو ربع أو حتى خمس ثرواته المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات للأعمال الخيرية الإنسانية مع أن مثل هذا النهج هو نهج إسلامي عريق، فقد كان الأثرياء بمقياس ذلك الزمان من رجال سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لا يتردد الواحد منهم عن التبرع بنصف ثروته دعما للخير والحق والدين الحنيف، بل إن صحابيا جليلا هو أبو بكر الصديق تبرع ذات يوم بكامل ثروته، فلما سئل عما أبقاه لأسرته قال لسائله أبقيت لهم الله ورسوله!، ثم استدار الزمان فأصبح من المسلمين من يعدون من أثرى أثرياء العالم، وأرقام ثرواتهم تحتل مكانها ومكانتها في وسائل الإعلام والمجلات المتخصصة التي تنشر أسماءهم وصورهم حسب ترتيبهم من حيث الثروة بالنسبة لأثرياء العالم، وهؤلاء الأثرياء المسلمون ينتمون إلى أمة تحتاج إلى برهم ومساعدتهم ودعم البرامج الصحية والزراعية والاقتصادية، ولكن كثيرا منهم لا يتبرع حتى بعشر ثروته وقد لا يفكر في التبرع أصلا، وربما لا يخرج النصاب الشرعي من الزكاة، وليس هذا الشح مقتصرا على أصحاب المليارات بل إنه أصبح يشمل معظم من لديهم ثروات وفضول أموال.
المصدر: صحيفة عكاظ
محمد أحمد الحساني
لا ينقضي عجبي وتعجبي عندما أقرأ عن أثرياء غير مسلمين يملكون عشرات المليارات من الدولارات جمعها الواحد منهم وكونها بجهده ونشاطه الاقتصادي أو الصناعي أو الزراعي الواسع وبطرق نظامية، حيث لا تسمح القوانين السائدة في دول الغرب بتكوين ثروات بطرق غير قانونية ويقع تحت طائلة العقاب الصارم من يقوم بذلك خفية، فأقرأ مثل غيري من الناس أن بعض أولئك الأثرياء من غير المسلمين قد قاموا بالتبرع بنصف ثرواتهم وربما بثلثيها للأعمال الخيرية العامة التي تشمل القارات الخمس بغض النظر عن ديانة وأعراق وأجناس وجنسيات المستفيدين من تلك الأعمال الخيرية، ومصدر عجبي وتعجبي من تلك المواقف النبيلة لأولئك الأثرياء إن الإنسان منا لم يسمع من قبل في تاريخنا المعاصر عن ثري مسلم قدم ثلث أو ربع أو حتى خمس ثرواته المقدرة بعشرات المليارات من الدولارات للأعمال الخيرية الإنسانية مع أن مثل هذا النهج هو نهج إسلامي عريق، فقد كان الأثرياء بمقياس ذلك الزمان من رجال سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لا يتردد الواحد منهم عن التبرع بنصف ثروته دعما للخير والحق والدين الحنيف، بل إن صحابيا جليلا هو أبو بكر الصديق تبرع ذات يوم بكامل ثروته، فلما سئل عما أبقاه لأسرته قال لسائله أبقيت لهم الله ورسوله!، ثم استدار الزمان فأصبح من المسلمين من يعدون من أثرى أثرياء العالم، وأرقام ثرواتهم تحتل مكانها ومكانتها في وسائل الإعلام والمجلات المتخصصة التي تنشر أسماءهم وصورهم حسب ترتيبهم من حيث الثروة بالنسبة لأثرياء العالم، وهؤلاء الأثرياء المسلمون ينتمون إلى أمة تحتاج إلى برهم ومساعدتهم ودعم البرامج الصحية والزراعية والاقتصادية، ولكن كثيرا منهم لا يتبرع حتى بعشر ثروته وقد لا يفكر في التبرع أصلا، وربما لا يخرج النصاب الشرعي من الزكاة، وليس هذا الشح مقتصرا على أصحاب المليارات بل إنه أصبح يشمل معظم من لديهم ثروات وفضول أموال.
المصدر: صحيفة عكاظ