• ×
admin

هيمنة الإنترنت

هيمنة الإنترنت

د. هيثم محمود شاولي

استطاعت التقنية الإلكترونية وبسرعة البرق أن تفرض هيمنتها على واقع حياة الشعوب والأمم، وامتد تأثير ذلك على كل فرد منا، وبدأ انعكاس ذلك واضحا وملموسا على فئة الشباب والمراهقين أكثر من الكبار الذين أثقلتهم هموم الحياة وتعددت مشاغلهم.
لا نختلف على واقعنا اليوم الذي تحول إلى واقع تحكمه التقنية، ليس على صعيد العمل فقط، بل في علاقاتنا الاجتماعية وتعاملاتنا الوظيفية ومخاطباتنا مع كل أرجاء العالم حتى أصبح كوكب الأرض قرية صغيرة نعرف كل ما يتداول فيها من الأخبار والأحداث، وكل أوجه الأنشطة السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والرياضية.
لا شك أن هيمنة الإنترنت فرضت الكثير من التغيرات الاجتماعية في حياة الإنسان، فأصبحت هذه التقنية من أولويات الحراك الفكري والثقافي، فمنحت للفرد فرصة التعبير عن كل ما يدور في خواطره والبوح عن مطالبه، ويكفي أن الفرد استطاع عبر ضغطة زر أن يحرك شعب بلد بأكمله، وينادي برسالة رقيقة على تنحي رئيس دولته، وتفاعل كل من حوله، واستطاع من خلال هذه التقنية أن يحقق أمنيته وأمنية شعبه فكان له ما ما أراد.
ويمثل الإعلام الجديد ــ حسب تصوري ــ من خلال الرأي والمعلومة والخبر والخبرات والتجارب والصور ومشاهد الفيديو التي تنشر إلكترونيا من قبل أفراد مع الالتزام الشخصي بما يتمتعون به من قيم ومبادئ، ووفق ما لديهم من رقابة ذاتية من خلال المدونات والمدونات المصغرة والشبكات الاجتماعية مثل فيس بوك وتويتر، ومواقع الصور والفيديو مثل يوتيوب، ويضيف الكثيرون إليها الصحافة الإلكترونية «التوجه الجديد في التعامل مع معطيات الحياة».
مهما اختلفنا في إيجابيات وسلبيات هذه التقنية يظل الإعلام الجديد هو المحرك الرئيسي في حياتنا، والتوجه في كل معاملاتنا، وعلينا أن نتقبل واقعنا الإلكتروني بكل جوانبه الإيجابية، أما الجوانب السلبية فبالطبع فأن هناك الكثير من المعادلات الصعبة التي تلزمنا على أن نكون أعين رقابية على أنفسنا وعلى الأبناء وإعطائهم المساحة المتاحة من حرية التعامل مع هذه التقنية حتى لا يكونوا ضحايا لأمور عديدة، خصوصا أن الصحف المحلية تعج على مدار الأسبوع بقصص الذين وقعوا ضحايا للابتزاز والاستغلال والنصب والاحتيال، وغير ذلك من أوجه الجانب الخفي والمظلم في تقنية الإعلام الجديد.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  1  1471