• ×
admin

ما وراء مؤشرات ريختر

ما وراء مؤشرات ريختر

عبد الله الحكيم

مسكينة هذه الأرض ومتعبة فهي تدور بالناس وتسافر بهم في كل أقطار المدارات. كل يوم تدور حول نفسها وفي الوقت نفسه فهي تجري بنا في مدار لها حول الشمس بسرعة تتجاوز الـ 100 ألف كيلو متر في الساعة، ومن ثم تجري مع الشمس، وبقية المجموعة الشمسية حول مركز للمجرة بأكثر من سبعة أضعاف ما تدور من خلاله حول الشمس ثم تنخرط في دوران رابع لها مع المجرة «متباعدة» عن غيرها من المجرات بسرعة تزيد عن ثلاثة ملايين ونصف المليون كيلو متر في الساعة. وبصراحة لست فيزيائيا ولكنني ألاحظ وفق العبارة الأخيرة أن الكون يتمدد من الخارج، فيما صارت الأرض التي لا تعادل كبير وزن مطلقا في حجم ما هي جزء من منظومته تتقلص من الداخل وتلك ربما كانت بعض حكمة الكشف القرآني لأن الله يخبرنا أنه ينقص الأرض
من أطرافها أيضا. هنا يمكنك التفكير على نحو أنه كلما تمدد الكون من فوق وتقلصت الأرض من الداخل فمعنى ذلك أننا ذات يوم سوف تستردنا الشمس أو ربما نصبح عرضة استلحاق من جانب كوكب أكبر. على أية حال لن يأخذ الإنسان شيئا فالعالم كله يجري بنا في نهاية أو من نهاية إلى نهاية أخرى وسط حقول من مخاطر الصدام بين الشهب العملاقة أو النيازك والمذنبات ولولا حفظ الله لنا فربما ذهبنا جميعا في لحظة صدام بين شيء وشيء آخر يسير بجانبه أو ربما في اتجاه مضاد إليه وهكذا سوف يهلك عالمنا الذي هو في حقيقته من نواحي فلكية نتاج تفاصل شمسي. يعني لقد كان عالمنا ذات مرة كومة رماد انفصلت عن الشمس بوصفها نجما واحتفظت الأرض بداخل رحمها بشيء من هذه الحرارة الأصلية في جوفها من الشمس.
وللواقع فنحن نحيا فوق اليابسة ولا نستشعر واقعها الحركي بتعقيداته الأربع، فيما يمكننا الاستدلال على المتغيرات العادية من خلال الليل والنهار وتعاقب
المواسم، وأما المؤشر الحراري الآخر فلا زال كامنا تحت اليابسة وتحت الماء في ظلمات من ورائها حرارة متوهجة داخل ظلمات أخرى.
لقد هاجت صهارة الحرارة حديدا ونيكلا وصخرا لمرات عديدة جدا على هيئة زلازل وبراكين وتسونامي من غرب الأرض وفي شرقها أيضا وأهلكت الصهارة أمما ومن خلال الهيجان وما بعده يقيم الله أمما أخرى. الآن باطن الأرض يمر بنوع آخر من الهيجان وربما تتجاوز ذبذبات هذا الهيجان مؤشر ريختر بأرقام قياسية لم يسبق لمؤشرات الزلازل الوصول إليها. ها نحن أمام معادلة جينيس للأرقام القياسية، فكما يهيج الناس فوق الأرض بحرارة النفوس من الداخل، فكذلك ربما تقذف الأرض حممها في مخاض مفاجئ من تحت الماء. اللهم تب علينا قبل أن يبتلع الأرض شيء آخر.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1458