• ×
admin

التمر

التمر


أ*. د. طلال علي زارع

التمر Dates (اسمه العلمي Phoenix dactylifera) اسم لثمر النخل فإذا نضج البلح يسمى الرطب ثم التمر، من الأغذية الكاملة سهلة الهضم سريعة الامتصاص، غنية بالكربوهيدرات والألياف والمعادن والفيتامينات. يقول سبحانه وتعالى: (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [النحل: 67].

ويتبع نخيل التمر فصيلة النخليات من ذوات الفلقة الواحدة، حيث تتمايز أشجاره إلى ذكر وأنثى. وهو من الأشجار الدائمة الخضرة التي تنمو في المناطق الحارة أساساً، وتعد من أكثر النباتات تحملاً لكل من الجفاف والملوحة، ومقاومة للحرارة الشديدة. وتعتبر منتجات النخيل من أهم المصادر النباتية التي اعتمد عليها الإنسان منذ قديم الزمان، خصوصاً في الحزام الصحراوي الممتد من أواسط آسيا شرقاً إلى موريتانيا غرباً.

ويعد التمر غذاء كاملاً تقريباً لاحتوائه على أغلب المغذيات التي يحتاج إليها جسم الإنسان. والتمر غني بالسكريات الأحادية التي تعطي سعرات حرارية مرتفعة في فترة زمنية وجيزة لسهولة هضمه وامتصاصه، لذا نصح الرسول صلى الله عليه وسلم الصائمين ببدء إفطارهم برطب أو بتمر ليعوضوا ما فقدوا من سكريات في يوم صيامهم. فعن أنس رضي الله عنه: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم تكن رطبات فتمرات فإن لم تكن تمرات حسا حسوات من الماء) [رواه الترمذي وأبو داود وأحمد]. وفي الصحيحين من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر). ومن السكريات الأحادية الموجودة في الرطب والتمر سكر الجلوكوز (سكر العنب) والفركتوز (سكر الفواكه)، وهي تمتص بسهولة وبسرعة من خلال جدران الأمعاء الدقيقة.

وكل مائة جرام من التمر الجاف تعطي الجسم 282 سعر حراري، وتحتوي على 20.53 جرام ماء، 75.03 جرام كربوهيدرات، 2.45 جرام بروتين، 0.39 جرام دهن، 8 جرام ألياف، 10 وحدة دولية فيتامين أ، 0.05 ملليجرام فيتامين هـ، 2.7 ميكروجرام فيتامين ك، 0.05 ملليجرام ثيامين، 0.07 ملليجرام ريبوفلافين، 1.27 ملليجرام نياسين، 0.4 ملليجرام فيتامين ج، 0.17 ملليجرام فيتامين ب6، 0.59 ملليجرام حمض بانتوثينيك، 19 ميكروجرام فولات، 656 ملليجرام بوتاسيوم، 39 ملليجرام كالسيوم، 43 ملليجرام مغنسيوم، 0.26 ملليجرام منجنيز، 3 ميكروجرام سلينيوم، 1.02 ملليجرام حديد، 62 ملليجرام فوسفور، 0.29 ملليجرام زنك، 2 ملليجرام صوديوم، 0.21 ملليجرام نحاس، 75 ميكروجرام لوتين وزيكسانثين.

وأثبتت البحوث أن التمر يزيد من فاعلية الأعضاء، ومفيد للمعدة والكبد، ومدر للبول. وهو غذاء مهم للخلايا العصبية وطارد للسموم، ومفيد في حالات الفشل الكلوي، وارتفاع ضغط الدم والمرارة والبواسير والنقرس، وهو ملين طبيعي، ومقو للسمع، ومنشط للقدرة الجنسية، كما يفيد في الحفاظ على بريق العينين ورطوبتها، ويمنع جفاف الشعر..

وقد أظهر البحث العلمي أن في التمر مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة، وتساعد على منع النزيف بعد الولادة، كما أن فيه مادة ملينة، ومن المعروف طبياً أن الملينات النباتية لها فائدة في تسهيل وتأمين عملية الولادة بتنظيفها للقولون. ووصف الرطب وتوقيت تناوله مع مخاض الولادة فيه دقة علمية جلية. وقد ورد في سورة مريم هذه الحقائق منذ أربعة عشر قرناً، لقول الله سبحانه وتعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) [مريم: 25-26].

ويطلق العلماء على التمر اسم منجم المعادن، لكثرة ما به معادن مفيدة ومغذيات أخرى، مما يؤدي إلى تسهيل انبساط وانقباض عضلات الرحم وليونة حركتها مما يؤدي إلى تخفيف الآلام التي تتعرض لها الحامل عند الولادة. واحتواء التمر على نسبة مرتفعة من السكريات الأحادية يجعل منه المصدر الرئيسي للطاقة الحرارية الضرورية لمواجهة وتحمل المجهود المبذول عند الولادة. كما يشتمل التمر على عنصر الحديد الذي يدخل في تكوين الهيم في هيموجلوبين الدم، وعلى حمض الفوليك الذي يدخل أيضاً في تكوين الجلوبين في هيموجلوبين الدم، مما يساعد الحامل على مواجهة حالة الأنيميا بعد الولادة. ويعوض التمر فقد الأم للكالسيوم الذي امتصه الجنين من جسمها لتكوين هيكله العظمي.


المصدر: كتاب الغذاء والصحة
talzari@yahoo.com
بواسطة : admin
 0  0  15808