• ×
admin

العصعص .. آلامه قد تعيق عن ممارسة الأنشطة اليومية

العصعص .. آلامه قد تعيق عن ممارسة الأنشطة اليومية!
تحذيرات طبية من التدخل الجراحي ودعوة إلى اتباع طرق علاجية أخرى بما فيها إبرة الديبومدرول

د. ياسر محمد البحيري

تعتبر مشاكل وآلام العصعص من الشكاوي الطبية الشائعة خصوصاً عند النساء وهي تؤثر على نشاط الإنسان، وقد تكون شديدة وتتسبب صعوبة في القيام بالأعمال اليومية وأنشطة الحياة المختلفة . ولكن ماهي آلام العصعص وماهي مسبباتها وكيف يمكن تشخيصها وعلاجها.

منطقة العصعص

إن المنطقة المعروفة بالعصعص هي المنطقة التي تقع في الجزء الأخير من سلسلة الظهر وهي عبارة عن بضعة عظيمات ضامرة تتصل مع بعضها البعض بواسطة غضاريف لتكون مايعرف بالعصعص. هذه المنطقة تقع في الجزء الأسفل من الجسم وبجانب فتحة الشرج . وهذا الواقع يجعلها عرضة للإصابات والإلتهابات ويجعلها مزعجة عندما تصبح مؤلمة وتؤثر على الوظائف اليومية للمريض أو المريضة. وهناك العديد من المشاكل الصحية التي قد تصيب منطقة العصعص وسوف نستعرض فيما يلي أهم هذه المشكلات وطريقة علاجها وطريقة تفاديها إنشاء الله.

الإلتهابات غير الجرثومية في منطقة العصعص

وهذه الإلتهابات عادةً ماتحدث نتيجة إجهاد مزمن ومتكرر على منطقة العصعص خصوصاً عند الأشخاص ذوي البنية النحيلة والذين تكون لديهم منطقة العصعص غير مغلفة بالعضلات والشحوم مما يؤدي إلى أن تكون ظاهرة وتتعرض إلى ضغوط شديدة خصوصاً عند الجلوس لفترات طويلة أثناء القيادة أو عند القيام بالأعمال المكتبية أو الجلوس بطريقة منحنية أوالجلوس على أرضية صلبة. هذه العادات تتسبب في تهيج المنطقة وإلتهابها إلتهاباً غير جرثومي مما يتسبب في آلام تزداد حدتها مع مرور الوقت وتصبح مزعجة بحيث إنها تظهر كل ما جلس المريض أوالمريضة لفترة طويلة. ولهذا فإننا نجد هؤلاء المرضى يشتكون من هذه الآلام خصوصاً عند الجلوس ولكنها تختفي عند الوقوف وعند المشي.

والتشخيص في هذه الحالات يتم بعد الفحص السريري الذي يبين وجود آلام عند الضغط على منطقة العصعص. أما الأشعة السينية فهي عادةً ما تكون في الحدود الطبيعية ولا تبين أي مشكلة في العظام التي يتكون منها العصعص.

وبالنسبة للعلاج فإنه يتكون من محاولة عدم الجلوس على الأرضيات الصلبة وضرورة استخدام كرسي ذا أرضية لينة واستخدام مخدة طبية متخصصة لعلاج آلام العصعص. هذه المخدة تكون على شكل حلقة بحيث إنها تجعل منطقة العصعص خالية من الضغط عندما يجلس المريض أو المريضة عليها. وهذه المخدة ضرورية جداً ومهمة ودائماً ما نشرح للمريض أو المريضة بأن هذه الوسادة الطبية سوف تكون صديقتهم المفضلة للأسابيع القليلة القادمة. بالإضافة إلى كل ذلك فإنه يتم إعطاء الأدوية المضادة للإلتهاب والأدوية المسكنة كما يمكن عمل جلسات علاج طبيعي وعمل مغاطس دافئة لمنطقة العصعص. وفي الغالبية العظمى من المرضى فإن الآلام تستجيب لهذه الخطة العلاجية. أما في بعض الحالات النادرة فإنه قد يلزم إعطاء الحقنة الديبومدرول الموضعية ذات الخاصية المضادة للإلتهاب للقضاء على الإلتهاب في المنطقة في الحالات المزمنة.

الرضوض والكسور للعصعص

وهذه إحدى المشكلات الشائعة التي تصيب منطقة العصعص وهي عادةً ما تكون نتيجة سقوط من على الدرج أو أثناء المشي بحيث تتلقى منطقة العصعص وزن الجسم مما يؤدي إلى حدوث شعر أو كسر أو رضة شديدة في العصعص. هناك أيضاً ما يحدث أثناء الولادة من تمدد وتحرك في منطقة العصعص وهذا أيضاً قد يتسبب في حدوث كسر أو رضة شديدة للمنطقة خصوصاً أثناء الولادات المتعسرة. وعادةً ما يشعر المريض أو المريضة بآلام شديدة في منطقة العصعص بعد السقوط مباشرةً تستمر لبضعة أيام أو بضعة أسابيع ويصبح غير قادر على الجلوس بطريقة عادية ويضطر إلى الجلوس بطريقة مائلة أو إلى عدم الجلوس وتفاديه. أما المشي والوقوف فإنه يؤدي إلى تخفيف حدة الآلام. كما أن المريض أو المريضة قد يشعر بآلام عند النوم خصوصاً عند النوم على الظهر في الحالات الشديدة. وعادة ما يتم التشخيص بعد الفحص السريري وإجراء الأشعات السينية التي قد تبين وجود الكسر أو التحرك في منطقة العصعص وخصوصاً في طرف العصعص.

وفي بعض الأحيان قد يتم اللجوء إلى الأشعات المقطعية أو أشعة الرنين المغناطيسي لتبيان الرضة أو الكسر في منطقة العصعص. وبالنسبة للعلاج فإنه أيضاً يعتمد على تجنب الجلوس على أرضيات صلبة واستخدام الوسادة الخاصة بالعصعص واستخدام الأدوية المسكنة للآلام والأدوية المضادة للإلتهابات وعمل مغاطس المياه الدافئة وجلسات العلاج الطبيعي. ويجب التنبيه إلى أنه لايوجد حل جراحي لتثبيت كسور العصعص ويجب على المريض أو المريضة التحلي بالصبر والتريث وإعطاء فترة كافية لهذه الكسور والرضوض لكي تلتئم وتشفى بإذن الله.

أورام منطقة العصعص

في بعض الحالات النادرة والتي تستمر فيها الآلام لفترات طويلة وتزداد مع مرور الوقت ولاتستجيب للعلاجات فإنه يجب أن يتم التأكد من عدم وجود أورام في منطقة العصعص. هذه الأورام نادرة ولكنها تحدث أحياناً في منطقة العصعص وفي المنطقة التي تقع فوقها والمعروفة بعظمة العجز. وعلى الرغم من ندرتها إلا أنها تتسبب في آلام وبما أنها تنمو ببطء فإن إكتشافها قد يكون متأخراً ويتم عن طريق الأشعة السينية والأشعة الرنين المغناطيسي والاشعة المقطعية. وفي حالة وجود هذه الأورام لسمح الله فإن العلاج يتطلب تحويلها إلى مراكز متخصصة للأورام وإشراف طاقم طبي مكون من استشاري علاج الأورام واستشاري الجراحة. وفي كثير من الحالات يتطلب علاج هذه الأورام تدخلاً جراحياً كبيراً لإزالة الورم ومعرفة نوعيته وبعد ذلك قد يتم إعطاء علاج كيماوي أو علاج إشعاعي حسب نوعية الورم.

الإلتهابات الجرثومية في منطقة العصعص

وهذه إلتهابات تحدث نتيجة وجود جراثيم وبكتيريا في المنطقة المحيطة بالعصعص وعادةً ما تسبب إلتهابات في الجلد وماتحت الجلد وتعرف بإسم الناسور. وعادة ً مايشعر المريض بآلام مزمنة وإفرازات يجدها بالملابس الداخلية تكون على شكل دم أو صديد. وهذا الناسور قد يتوقف عن الإفراز ثم يعود للإفراز بين فينة وأخرى. وفي بعض الحالات قد يزداد الإلتهاب الجرثومي ليسبب خراجاً في منطقة الناسور ومنطقة العصعص. وهذه الحالات عادة ماتحتاج إلى مضادات حيوية قوية وفي كثير من الحالات تحتاج إلى تدخل جراحي عن طريق طبيب الجراحة العامة لإزالة الصديد وتنظيف منطقة الإلتهاب.

التدخل الجراحي لعلاج آلام العصعص المزمنة

في الواقع أن التدخل الجراحي نادراً ما يلزم لعلاج آلام وإلتهابات العصعص المزمنة الناتجة عن الرضوض أوالإلتهابات غير الجرثومية. وفي بعض الحالات القليلة التي تتم فيها إزالة الجزء الأسفل من العصعص جراحياً فإن النتائج عادة لا تكون مرضية وتستمر الآلام بعد ذلك. ولهذا السبب فإن التدخل الجراحي لا ننصح به أبداً ولكن يجب على المريض أو المريضة التحلي بالصبر والأخذ بالطرق العلاجية الأخرى التي ذكرناها سابقاً بما فيها إبرة الديبومدرول التي تعتبر من أفضل الطرق لعلاج آلالم المزمن في منطقة العصعص. هذه الإبرة يمكن إعطاؤها في العيادة أو في غرفة العمليات بحيث يتم استخدام جهاز الأشعة السينية المتنقل لإظهار منطقة العصعص بوضوح على شاشة الأشعة، وبالتالي يمكن وضع الإبرة وحقن الدواء بمساعدة هذه الأشعة والصور بحيث يصل الدواء بدقة متناهية إلى منطقة العصعص الملتهبة وبذلك يكون مفعول الإبرة أكبر بإذن الله.

النصائح والتوصيات

في الواقع أن آلام العصعص ومشاكله شائعة ويمكن أن تكون مزعجة ويمكن أن تتحول إلى آلام مزمنة. ولهذا السبب فإننا ننصح المرضى بضرورة اللجوء إلى الطبيب عند ظهور المرض والآلام في البداية لكي يتم التشخيص والبدأ بالخطة العلاجية مبكراً للقضاء على المشكلة. أما إهمال العلاج والاستمرار في العادات السيئة التي تسبب آلام العصعص فإنه يؤدي إلى تفاقم المشكلة وقد يؤدي إلى استمرارها لشهور طويلة لسمح الله. ويجب على الأشخاص الذين تتطلب أعمالهم وطريقة حياتهم الجلوس لفترات طويلة مثل أصحاب أعمال المكتبية والذين يستخدمون الكمبيوتر لفترات طويلة والذين يضطرون إلى القيادة لفترات طويلة الحرص على استخدام وسادة طبية لينة للجلوس عليها حتى يتفادوا ظهور مشاكل العصعص. مع تمنياتنا للجميع بدوام الصحة.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  2239