الأفكار السلبية والإدارة الذاتية!
الأفكار السلبية والإدارة الذاتية!
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
ليس هناك من يحسن إدارة الذات مثل الإنسان نفسه، سواء في الصحة أو المرض، في الحرب أو السلم، في الزواج أو العزوبية، لذلك فإن الدراسات النفسية اليوم تفيد كثيرا في المساعدة على إدارة الذات، ونتعرض في هذا المقال لأكثر الأمور انتشارا في المجتمعات فيما يخص الناحية النفسية وعلاقتها في إدارة الذات، ألا وهو سيطرة الأفكار السلبية على الإنسان في حياته، ولا شك أن هناك مولدات للأفكار السلبية في حياة أي إنسان، منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، والداخلي منها متعدد، لكن أهمه التشاؤم وهو عكس التفاؤل وقد يكون سببه تجربة في الحياة أو منظر أو كلمة أو الاعتماد على الأبراج والحظ واليانصيب والأحلام النفسية وكلها تقود للتشتت الذهني وعدم الاستقرار النفسي كما تضعف الذاكرة وتسبب الأرق والقلق كله بسبب الأفكار السلبية التي أفرزتها العصارات الداخلية للنفس وهناك تقارير بحثية نفسية توضح تماما بأن حياة الإنسان مبنية على أفكاره فإن كانت أفكاره إيجابية عاش حياة مستقرة وإن كانت أفكاره سلبية عاش حياة غير مستقرة، يقول تشارلز سونيدل: «يعتمد مستوى معيشتنا وسعادتنا في الحياة نسبة 10 % على ما يحدث لنا، وبنسبة 90 % على ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا»، ولعل من أسرار الحياة تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك وصدق من قال «حياتك من صنيع أفكارك» وقد أجمع الكثير من علماء النفس على أن المشكلة ليست في الأفكار السلبية بقدر ما هي في إدارة تلك الأفكار وكيف يتعامل الإنسان معها بمهارة وهناك كلام جميل لصاحب كتاب الفوائد يقول فيه «إن صلاح الأفعال والعادات مبني على صلاح الخواطر والأفكار ورد الأفكار وإبعادها عن الذهن من البداية أيسر من قطعها بعد أن تصبح عادة متحكمة».
إن أهم مصدر للأفكار السلبية هو النظرة التشاؤمية التي يرى من خلالها الإنسان المتشائم الحياة كلها على أنها شر ويعيش في جو من الترقب والخوف والتوتر فتصطبغ بالتالي ذهنية المرء بالشعور السلبي على الأشياء من حوله وكثيرون هم الذين يصدقون ما يشاهدونه أو ما يحيط بهم من أمور كما صور ذلك الشاعر بقوله:
لقد خفت حتى لو عز قمر حمامة
لقلت: عدو أو طليعة معشر
فإن قيل: خير قلت هذي خديعة
وإن قيل: شر قلت حق فشمر
لقد أشارت الدراسات والبحوث في علم النفس إلى أن الأفكار السلبية تقود إلى الاكتئاب والتوتر والضغوط وفقد الأمل والإحباط والانتكاس وليس من منقذ لها بعد الله إلا الإدارة الذاتية بصقل النفس بمهارات تعتمد على إمدادات قوية أهمها التوكل على الله والإيمان بأسباب الحياة وحسن التطلع لها وتحويل السلبية إلى إيجابية والمر إلى حلو مع صحبة لذكر الله تشرق النفس وتزكيها كما قال تعالى «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».
المصدر: صحيفة عكاظ
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
ليس هناك من يحسن إدارة الذات مثل الإنسان نفسه، سواء في الصحة أو المرض، في الحرب أو السلم، في الزواج أو العزوبية، لذلك فإن الدراسات النفسية اليوم تفيد كثيرا في المساعدة على إدارة الذات، ونتعرض في هذا المقال لأكثر الأمور انتشارا في المجتمعات فيما يخص الناحية النفسية وعلاقتها في إدارة الذات، ألا وهو سيطرة الأفكار السلبية على الإنسان في حياته، ولا شك أن هناك مولدات للأفكار السلبية في حياة أي إنسان، منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، والداخلي منها متعدد، لكن أهمه التشاؤم وهو عكس التفاؤل وقد يكون سببه تجربة في الحياة أو منظر أو كلمة أو الاعتماد على الأبراج والحظ واليانصيب والأحلام النفسية وكلها تقود للتشتت الذهني وعدم الاستقرار النفسي كما تضعف الذاكرة وتسبب الأرق والقلق كله بسبب الأفكار السلبية التي أفرزتها العصارات الداخلية للنفس وهناك تقارير بحثية نفسية توضح تماما بأن حياة الإنسان مبنية على أفكاره فإن كانت أفكاره إيجابية عاش حياة مستقرة وإن كانت أفكاره سلبية عاش حياة غير مستقرة، يقول تشارلز سونيدل: «يعتمد مستوى معيشتنا وسعادتنا في الحياة نسبة 10 % على ما يحدث لنا، وبنسبة 90 % على ردود أفعالنا تجاه ما يحدث لنا»، ولعل من أسرار الحياة تأثير الأفكار عليها في المشاعر والسلوك وصدق من قال «حياتك من صنيع أفكارك» وقد أجمع الكثير من علماء النفس على أن المشكلة ليست في الأفكار السلبية بقدر ما هي في إدارة تلك الأفكار وكيف يتعامل الإنسان معها بمهارة وهناك كلام جميل لصاحب كتاب الفوائد يقول فيه «إن صلاح الأفعال والعادات مبني على صلاح الخواطر والأفكار ورد الأفكار وإبعادها عن الذهن من البداية أيسر من قطعها بعد أن تصبح عادة متحكمة».
إن أهم مصدر للأفكار السلبية هو النظرة التشاؤمية التي يرى من خلالها الإنسان المتشائم الحياة كلها على أنها شر ويعيش في جو من الترقب والخوف والتوتر فتصطبغ بالتالي ذهنية المرء بالشعور السلبي على الأشياء من حوله وكثيرون هم الذين يصدقون ما يشاهدونه أو ما يحيط بهم من أمور كما صور ذلك الشاعر بقوله:
لقد خفت حتى لو عز قمر حمامة
لقلت: عدو أو طليعة معشر
فإن قيل: خير قلت هذي خديعة
وإن قيل: شر قلت حق فشمر
لقد أشارت الدراسات والبحوث في علم النفس إلى أن الأفكار السلبية تقود إلى الاكتئاب والتوتر والضغوط وفقد الأمل والإحباط والانتكاس وليس من منقذ لها بعد الله إلا الإدارة الذاتية بصقل النفس بمهارات تعتمد على إمدادات قوية أهمها التوكل على الله والإيمان بأسباب الحياة وحسن التطلع لها وتحويل السلبية إلى إيجابية والمر إلى حلو مع صحبة لذكر الله تشرق النفس وتزكيها كما قال تعالى «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها».
المصدر: صحيفة عكاظ