• ×
admin

لا تجعلوا الإدارة كبش فداء!

لا تجعلوا الإدارة كبش فداء!


عبد الرحمن بن محمد السدحان

تبقى الإدارة أو (البيروقراطية) الإدارية أبداً كبشَ فداء يتعرض لسياط أقلامٍ وألسنةٍ حدادٍ لوماً وتقريعاً.. وكأنها داء لا شفاءَ منه ولا وقاية، وأود أن أطرح عبر السطور التالية رؤيةً إنسانية (مخالفة) لما اعتبره (فولكلوراً) باتَ مألوفاً في نقد الإدارة والإداريين، محاولاً بذلك وضع بعض النقاط على بعض الحروف، لا تبرئةً كاملةً للإدارة ولا تمريراً لأخطائها، ولكن تلمساً لمعادلة من الحق تنصف الإدارة مما يُنسَب إليها في كل موقف وزمان، مما لا حقَّ فيه فأقول:
* أولى الوسائل في تقديري لتقليص سلبيات العمل الإداري في هذا الوطن هي الكفُّ عن إسقاط اللوم بأشكاله ومصطلحاته على (البيروقراطية) وحدَها، وتحميلها وِزْرَ المشكلات التي يتحدّثُ عنها الناس بمناسبة وبدونها!
**
* وثانيها: إخضاعُ الممارسة الإدارية لمزيدٍ من الشفافية، كشفاً للأخطاء بها، وتلمساً لسبل علاجها، والتّعامل مع النقد لها، غثّه وسمينه، بحكمة، فأمَّا الغثُّ منه، فيذهبُ جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس.. فيُستفَادُ منه للتقويم والتصحيح، وصولاً إلى ما هو أفضل. والعملية الإدارية في التحليل الأخير معادلةٌ أحدُ طرفيها الجمهور المتأثّر بها، سلباً وإيجاباً، ولذا، فمن حقِّه أن يُسمعَ صوته ويُقرأَ حرفه، فقد يكون في بعض ما يكتب أو يقول ضالة من الحقِّ واليقين!
**
* والآن دعوني أتساءل في صراحة ويقين في ضوء القناعة بأن الإدارة والمواطن شريكان لا ينفصلان في همّ الإدارة وغمّها وسلبها وإيجابها فأقول:
- أليسَ (المواطن) شريكاً في اللوم حين يصرّ على (مخالفة) القاعدة المقننة للأداء الإداري خدمة لمصالحه، ملتمساً الوسائل المشروعةَ وغيرَ المشروعة لخرقها وصولاً إلى ذلك!
**
- أليستْ (الإدارة) بدورها مسؤولة حين تُغفل سُبلَ التحديث لأنظمتها وإجراءاتها، وتهملُ وسائلَ التدريب (والتنوير) للعاملين فيها كي لا يقعوا في المحظور، فيسيئوا للناس عن علم أو جهل، أو (يستثمروا) الثَّغراتِ والعثراتِ في الجهاز الإداري لخدمة مصالحهم الذاتية.. على حساب المواطن نفسه، استغلالاً لظرفه، واستبعاداً لحاجته؟!
**
* ألسنا كمجتمع (مستهلك) للإدارة، شركاء في المسؤولية عن الفشل الإداري.. حين (نتستّر) على (ضعيف الذمة) داخل المنشأة الإدارية، إمّا خدمة لمصالحنا أو تطبيقاً لمبدأ (.. وأنا مالي..)، حين نلتمسُ (العذر) لضعيف الأداء من العاملين، بحجة الخوف أن (نقطعَ رزقَ العيال)! لنخسر نحن وتخسر الإدارة.. ويخسر الوطن، ويظل ذلك الموظف (يرفل) في لباس غفلتنا أو تسامحنا، أو ضعفنا الأخلاقي.. أو كل تلك الأمور مجتمعةً؟!
**
* نعم.. نحن نعيش في زمن عولمي صعب، له تحدياته وفروضه ونوافله، والإدارة لا ريب، واجهة (مستهدفة) من الجميع، وهي (ساترة) للعيوب ما لم نجرؤ على كشفها ومكافحة سلبياتها! إنّ العزفَ (الفولكلوري) المنفرد على (قيثارة) البيروقراطية، أمر عفا عليه الزمن وعَافَه! نريد حلولاً جديدة بعزائم ورؤى جديدة.. وأساليب حديثة تريحنا من (ضنك) الفشل الإداري وتداعياته!

المصدر: صحيفة الجزيرة
بواسطة : admin
 0  0  1791