• ×
admin

الإعلام وشراكة النجاح: جامعة الملك سعود مثالاً

الإعلام وشراكة النجاح: جامعة الملك سعود مثالاً


علي سعد الموسى

لمن مازال يتذكر، وقبل ثلاث سنوات، وقفت وزارة التعليم العالي ومعها منظومة جامعاتنا الكبرى في فوهة البركان الإعلامي حين اكتشف الجمهور فجأة أن أياً من الجامعات السعودية لم تنافس على مقياس ولم تزاحم على تصنيف من معايير تلك المؤسسات العالمية المتخصصة في تقييم وتصنيف الجامعات. والدرس الأبرز الذي تعلمته جامعاتنا، وخصوصاً جامعتي الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، لم يكن في وصولهما إلى قلب أرقى المعايير العالمية في تصنيف \"التايمز\" النخبوي مثلما كانت إشادة مجلس الوزراء الموقر بحر الأسبوع الماضي، ولكن الدرس الأهم يكمن في ردة الفعل التي كانت عليها وزارة التعليم العالي وجامعة الملك سعود من بعدها أو معها تجاه تلك الحملة الإعلامية الصحيحة الصريحة. تعاملت هاتان المؤسستان مع الإعلام كشريك وقبلت من ذات الإعلام موقفه من النقد واعترفت تماماً أن الإعلام يمتلك الحجة الصحيحة التي أقامها وربما لم يقعدها بعد. لم تنف الوزارة ولا الجامعة يومها أنها خارج المعيار وعلى هامش التصنيف ولم تلجأ لحملات الردود والتشكيك وحين سكتت عن الدخول في حروب كلامية فلأنها تعرف مسبقا أن الإعلام كان على حق كامل ومن الأجدى أن تتفرغ للمهمة الأصعب: إصلاح الخلل الذي كان التصنيف شاهداً عليه. وفي الأسبوع الماضي دخلت جامعتان إلى نادي أفضل ثلاثمئة جامعة عالمية حسب واحدة من أعرق مؤسسات تقييم التعليم العالي وفي هذا برهان، لا على الجهد الجامعي فحسب، بل على أن الإعلام قد نجح في أن يضعنا بالنقد في الاتجاه الصحيح. وفي ظرف ثلاث سنوات استطاعت جامعتان سعوديتان أن تحذف \"صفراً\" كاملاً من يمين الرقم وهو لا يمثل مجرد اختزال صفر إلى اليمين، بل حالة اختراق بالجهد وسننتظر والاحتراق وعد مدير جامعة الملك سعود بحر الشهر القادم حين صدور تصنيف \"شنجهاي\" لنرى صدق تنبوءاته بأن تكون جامعته للمرة الأولى في تاريخ جامعة سعودية تقتحم الخط الأخضر لتصنيف شنجهاي. ومرة أخيرة أشدد على مسألتين: الأولى، شراكة الإعلام في قصة نجاح، ورسالة هذه القصة إلى بقية مؤسسات الوطن التي مازالت ترتاب حين ترى اسمها بالنقد على صفحات الصحف، والثانية، ألا تركن الجامعات باختزالها صفراً إلى يمين الرقم القديم لأن الطموح أن نحذف صفرا آخر كي نستطيع بعدها أن ندخل تصنيف من رقمين مجردين ثم بعدها نستطيع أن نرفع القبعة. شكراً أولاً للإعلام الذي فتح الجرح ومن بعده شكراً تالياً للجامعة التي اعترفت بالجرح وعملت على ترميمه.

المصدر: صحيفة الوطن
بواسطة : admin
 0  0  1337