الدول العربية القادمة

الدول العربية القادمة

هاشم الجحدلـــي

في كل الحالات التي تعصف ببعض دول العالم العربي، كانت الصورة الأبرز هي حالة الاحتقان التي وصلت إلى أقصى درجاتها، مما جعل الموت فداء لفكرة الخروج يصبح أقل كارثية وبؤسا، ولكن ما الذي أوصلنا إلى هذه الحالة، إلى أن وصل الأمر إلى درجة الاحتقان والانفجار، ألم تكن المؤشرات في تلك الدول تعطي إشارة عن ما وصلت إليه الأمور.
كثيرة هي التحليلات والتفاسير لهذه الحالة ولكنني بكل بساطة ويقين كبير أعتقد أن مثلما كان هناك محفز داخلي على ذلك فإن الوصول إلى تلك النتائج لم يكن مرتهنا لقوة الدفع الداخلية وحدها، ولا أشك لحظة بأن لحظة الانفجار وجدت مساحة من التأهيل الخارجي الذي سمح بذلك.
فلولا الفضاء المفتوح، ولولا الصورة المعبرة عن المأساة، ولولا وصول الصوت إلى أكبر قدر من الناس، ولولا الانفتاح الداخلي على الخارجي، ولولا تغير الولاءات والانتماءات بين الدول لما كان شيء كبير مما حدث سيحدث ولكن بعد أن صار ما صار فالسؤال الأكبر الآن: ما هو مشروع الدولة في تلك البلدان التي خرجت من عباءة القديم؟
وهل صورة الدولة المقبلة قادرة على استيعاب كل ملامح الاحتقان ودمجها في منظومة واحدة من القيم؟

المصدر: صحيفة عكاظ