• ×
admin

جامعة الأميرة نورة والاستثمار بالتعليم

جامعة الأميرة نورة والاستثمار بالتعليم

سعــيد شهـاب

ثمة نهضة تعليمية شاملة يدير دفتها خادم الحرمين الشريفين وقد أدرك أن الاستثمار بالتعليم هو الاستثمار الأمثل وأن التعليم المتميز هو مدار البحث ومقياس التفاضل وهو ما سوف يحقق للأمة سبقها ويعيد لها مكانتها ومجدها التليد، انتشرت بركة تلك النهضة لتشمل أرجاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه، ففي كل صباح تسمع عن افتتاح جامعة جديدة أو معهد متخصص أو كلية علمية، كان الطلاب يسافرون آلاف الكيلو مترات للالتحاق بجامعات المدن الكبرى في الزمن الذي لم تكن فيه الاتصالات أو المواصلات لتمكنهم من مواصلة عائلاتهم أو متابعة أخبار دراستهم كما تفعل اليوم، جاءت الجامعات ومعاهد التعليم إلى طلابها في مدنهم وقراهم وهيئت السبل فلم يتبق لمعتذر عن التقاعس من عذر، ولأن لهذا المجتمع أسلوب حياته وثقافته الخاصة في نظرته للمرأة المستمدة من هدى الدين الحنيف ومن موروث العادات والتقاليد فقد تم إنشاء الصرح الباذخ الجديد الذي يؤمل أن يصبح موئلا أصيلا للعلم يستقطب ألمع العقول لينبثق من بين جنباته الفخمة درر النساء ممن يعول عليهن في الارتقاء بالوطن عامة وبالمرأة السعودية وشؤونها بشكل خاص، رياحين الفتيات ممن يحملن في قلوبهن الإيمان ويتمسكن بأهداب الفضيلة إلى جانب علوم الحياة العصرية ليضربن بذلك أروع مثال في المزج بين التدين المعتدل البصير والعلم العصري المواكب لمتطلبات العصر والمتقدم في مسارات البحث والتطوير، وإذا كان مجتمعنا يؤمن بإمكانية التماشي مع ركب العولمة ومجاراة الأمم المتقدمة في علومها ومعارفها مع الاحتفاظ بجميل وأصيل القيم الدينية والاجتماعية فعلينا أن نثبت ذلك على أرض الواقع ليراه العالم حقيقة ماثلة للعيان وألا نكتفي بمجرد النظريات والشروحات في بطون الكتب ثم نتوقف عند العمل أو نتلعثم عند الحديث، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن للبنات صرح تعليمي يتعدى في إمكاناته وفي أحلام القائمين والقائمات عليه حدود الوطن والإقليم لينصب راية العلم والبحث العلمي للمرأة في بيئة صيغت من أول أفكارها إلى آخر أحجارها التي أنجزت في زمن قياسي وبشكل باهر لتفخر بها الفتاة السعودية ولتجد في مختبراتها ومكتباتها وقاعات درسها كل ما تحتاجه وما تحلم به ولتحقق تطلعاتها وترسم مستقبلها الزاهر ولتساهم في بناء مستقبل الوطن الذي يفاخر بها العالم، هكذا مزج خادم الحرمين الشريفين الإرادة الطموحة والإمكانات المادية ليهدي للوطن صرحا تعليميا راقيا يليق بإنجازات وهدايا الملوك الأفذاذ ويؤمل لغده المشرق كل نجاح.

بالعلم والمال يبني الناس مجدهمو
... لم يبن مجد على جهل وإقلالِ.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  17657