نريد أن نرى
نريد أن نرى!
محمد أحمد الحساني
صدقنا وسلمنا بما يقال عن الترتيب المتقدم الذي تحقق لمؤسسات استثمارية وتعليمية وطنية وسنبارك لكل من حقق مركزا متقدما في مجاله بين الأمم الأخرى وسنعلن عن فخرنا واعتزازنا به وبما حقق من إنجاز حضاري معلن، ولكننا في الوقت نفسه نريد أن نرى آثار ذلك التقدم على أرض الواقع .. نريد أن نرى سيارات مصنوعة بأيد وطنية وهي تجوب شوارعنا حاملة أسماء وشعارات وطنية مثل أن تحمل سيارة جيب اسم «سنافي» بدل أن يحملها منشط جنسي، وأن نرى في كل محل لبيع الأجهزة الكهربائية من المكيف حتى غلاية الماء، أجهزة كهربائية مصنوعة محليا عليها السيفان والنخلة إن أمكن!، وأن نرى في بيوتنا أثاثا وفرشا معظمها من الإنتاج المحلي الذي يغني عن الجزء الأكبر من الأثاث والفرش المستورد، وأن نرى ذلك أيضا في مجال الأجهزة الطبية والمعدات والآلات الصناعية والزراعية وأدوات السباكة والكهرباء، ونريد أن نرى أبناءنا خريجي الجامعات التي نالت مراكز متقدمة في سلم التصنيف وهم يقودون حركة الصناعة والاقتصاد والبناء والتنمية ويملأون المستشفيات في مجالات العلاج والتمريض والأشعة والتحليل والصيدلة والعلاج الطبيعي لا أن يكون تسعون في المائة من العاملين في هذه المجالات من المستقدمين والأمر نفسه ينطبق على جميع الأعمال المهنية والتقنية ومهن الصيانة والبناء، ناهيك عن المهن الأدنى مثل النظافة العامة والتشجير والحراسة والخدمة، نريد أن نتأكد أن ما تحقق من ترتيب متقدم قد انعكس على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وأننا أصبحنا مثل بقية شعوب الأرض نحاول الاكتفاء بقدر الإمكان بما نصنع ونزرع وأن يكون ما نستورده هو النسبة الأقل من احتياجاتنا في الحياة لا أن نكون في جميع أمورنا عالة على بقية شعوب الأرض، نريد أن نرى ذلك كله متحققا على أرض الواقع لا مجرد دعايات براقة وبرق خلب لا ينتج عنه شيء .. فمتى يحق لنا أن نرفع بذلك رأسا دون أن يتهمنا أحد بأننا من الصنف الثاني الذين قال عنهم الشاعر:
«وأراك تفعل ما تقول وبعضهم
ذرب اللسان يقول ما لا يفعل!».
المصدر: صحيفة عكاظ
محمد أحمد الحساني
صدقنا وسلمنا بما يقال عن الترتيب المتقدم الذي تحقق لمؤسسات استثمارية وتعليمية وطنية وسنبارك لكل من حقق مركزا متقدما في مجاله بين الأمم الأخرى وسنعلن عن فخرنا واعتزازنا به وبما حقق من إنجاز حضاري معلن، ولكننا في الوقت نفسه نريد أن نرى آثار ذلك التقدم على أرض الواقع .. نريد أن نرى سيارات مصنوعة بأيد وطنية وهي تجوب شوارعنا حاملة أسماء وشعارات وطنية مثل أن تحمل سيارة جيب اسم «سنافي» بدل أن يحملها منشط جنسي، وأن نرى في كل محل لبيع الأجهزة الكهربائية من المكيف حتى غلاية الماء، أجهزة كهربائية مصنوعة محليا عليها السيفان والنخلة إن أمكن!، وأن نرى في بيوتنا أثاثا وفرشا معظمها من الإنتاج المحلي الذي يغني عن الجزء الأكبر من الأثاث والفرش المستورد، وأن نرى ذلك أيضا في مجال الأجهزة الطبية والمعدات والآلات الصناعية والزراعية وأدوات السباكة والكهرباء، ونريد أن نرى أبناءنا خريجي الجامعات التي نالت مراكز متقدمة في سلم التصنيف وهم يقودون حركة الصناعة والاقتصاد والبناء والتنمية ويملأون المستشفيات في مجالات العلاج والتمريض والأشعة والتحليل والصيدلة والعلاج الطبيعي لا أن يكون تسعون في المائة من العاملين في هذه المجالات من المستقدمين والأمر نفسه ينطبق على جميع الأعمال المهنية والتقنية ومهن الصيانة والبناء، ناهيك عن المهن الأدنى مثل النظافة العامة والتشجير والحراسة والخدمة، نريد أن نتأكد أن ما تحقق من ترتيب متقدم قد انعكس على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وأننا أصبحنا مثل بقية شعوب الأرض نحاول الاكتفاء بقدر الإمكان بما نصنع ونزرع وأن يكون ما نستورده هو النسبة الأقل من احتياجاتنا في الحياة لا أن نكون في جميع أمورنا عالة على بقية شعوب الأرض، نريد أن نرى ذلك كله متحققا على أرض الواقع لا مجرد دعايات براقة وبرق خلب لا ينتج عنه شيء .. فمتى يحق لنا أن نرفع بذلك رأسا دون أن يتهمنا أحد بأننا من الصنف الثاني الذين قال عنهم الشاعر:
«وأراك تفعل ما تقول وبعضهم
ذرب اللسان يقول ما لا يفعل!».
المصدر: صحيفة عكاظ