الإجهاض.. حياة الأم مقدمة على الجنين
الإجهاض.. حياة الأم مقدمة على الجنين!
أمراض معينة في القلب تنصح فيها المرأة بعدم الحمل
د. خالد النمر
أتت الى عيادة القلب سيدة حامل في الأربعين من عمرها مع زوجها وهي مريضة بالضغط والسكري والسمنة المفرطة وآلام الظهر بسبب الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية ولديها ارتجاع بسيط في الصمام المترالي وتم تحويلها من عيادة الحوامل بسؤال واضح : هل هناك سبب طبي من ناحية القلب يستدعي الاجهاض الطبي للجنين ؟
وعند الاستماع الى المريضة وزوجها أتضح انها اكتشفت حملها في الأسبوع السابع وتريد التخلص من هذا الحمل، مع انها لم تستخدم اي موانع للحمل؟! ويؤيدها في ذلك التوجه زوجها بكل صراحة ووجهة نظريهما في ذلك انهما قد رزقهما الله بتسعة من الابناء والبنات وصحتها في الوقت الحالي لاتتحمل الحمل والمعاناه لمدة تسعة اشهر قادمة سواء من ناحية القيام بأعباء المنزل مع الحمل أو الاهتمام بأبنائها وبناتها او القيام بحق زوجها او الاهتمام بصحتها ومراجعة المستشفيات وكذلك منع تدهور حالتها الصحية من ناحية آلام الظهر .... وقد ذكرت ايضا انها نفسيًا غير مستعدة على الاطلاق لهذا الحمل لا هي ولا زوجها وتريد من طبيب القلب تقييم حالة القلب إذا كان يستطيع مكابدة التسعة اشهر القادمة ام لا؟ وبعد فحصها وتصوير عضلة القلب واجراء التحاليل اللازمة اتضح انه من الناحية القلبية والارتجاع البسيط في الصمام المترالي فهي تستطيع الحمل واكماله.... ورغم إلحاح المريضة وزوجها على طلبهما إلا أن طبيب القلب كان موقفه واضحاً : (ردا على تساؤل طبيبة النساء والولاده فليس هناك سبب مرضي من ناحية القلب يستدعي الاجهاض الطبي الشرعي القانوني للجنين) وبعد ذلك بأربعة ايام ادخلت نفس المريضة الى العناية المركزة بفقدان للوعي وتجمع للسوائل في الرئتين ونزيف من المهبل وتسمم بكتيري في الدم وأسقاط غير مكتمل للجنين حيث انها ذهبت الى احدى المعالجات الشعبيات ووضعت لها خلطة من اعشاب ومواد معينة في عنق الرحم لحدوث الاجهاض .... وكادت تلك الأم ان تفقد حياتها لولا رحمة الله بها وبأبنائها وزوجها .
وبسبب عدة حالات مماثلة مرت علينا حديثا في العيادة فلابد ان نبسط الحديث في نقاط مهمة تتعلق بهذه المسألة.
أولا: قرار الحمل من عدمه هو قرار اولا وأخيرا بيد الزوجين ولكل انسان اعتباراته في الحياة مهما كانت الظروف المحيطة به، ولكن النصيحة الطبية لمريضات القلب اللواتي لاتسمح ظروفهن الصحية ولا النفسية بالحمل هي ان يستخدمن موانع الحمل بأنواعها المختلفة كل على حسب حالته وبشرط ان يكون ذلك تحت اشراف طبي متخصص من طبيبي القلب والنساء والولادة سواء كان ذلك العارض المرضي مؤقتا او دائما .... فقد يصيب الضرر الجنين او يتعدى الى الام الحامل ... ولاتترك مثل تلك الأمور للصدفة ... وفي كل الأحوال فالله غالب على أمره.... ولأن يبذل الزوجان كل الجهد في تفادي الحمل والتأكد من فاعلية تلك الطريقة أهون كثيرا من أن تقع في مأزق محاولة الأجهاض بعد سن الاربعين يوما واشكالياته الطبية والدينية... حيث ان الوقاية في مثل هذه الأمر لاتقدر بثمن .
ثانيا:اذا حملت المرأة وثبت طبيا حدوث الضرر على حياه الام فإنه يجوز اسقاط الجنين حفاظا على حياتها- فتوى مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة - في اي وقت اثناء الحمل أما إذا كان الضرر متعلقا بالجنين فقط وتعدى الحمل الاربعين يوما فلايجوز اسقاط الجنين نهائيا بعد نفخ الروح فيه إلا إذا قرر عدد من الاطباء المختصين ان هناك خطورة كبيرة واقعة او على وشك الوقوع وليست منتظرة - من استمرار الحمل على المرأة الحامل والجنين أحدهما او كليهما... ويبذل كل الجهد في الحفاظ على الأم اولا ثم الجنين ثانيا لأن الأم هي الاصل وحياتها متأكدة اما الجنين فهو الفرع وحياته ظنية .
ثالثا: هناك امراض معينة في القلب تنصح فيها المرأة بعدم الحمل وهي محدودة جدا وفي كل حالة منها يوجد طيف من شدة المرض حيث تقيم كل حالة بصورة دورية ... وكل ضرورة تقدر بقدرها ... ومن تلك الحالات:
- ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي الشديد وبالذات النوع الاولي: فهناك نوعان من ارتفاع الضغط الشرياني : اولهما هو الضغط الشرياني الطرفي وهو المقصود عامة عند الناس عندما يطلق مسمى مرض الضغط الشرياني ويستطيع المريض قياسه بأجهزة الضغط بأنواعها المختلفة اما الضغط الشرياني الرئوي فهو ارتفاع الضغط داخل شرايين الرئتين ولايمكن للمريض قياسه وانما يقاس بطرق معينة معروفة عند الاطباء منها الاشعة الصوتية للقلب ومنها قياس الضغط الرئوي بقسطرة القلب
- فشل القلب من المرحلة الرابعة بسبب ضعف شديد في البطين الايسر والمشكلة في الحمل ان حجم الدم يزداد بنسبة 50% وتزداد نبضات القلب وهذا يسبب زيادة العبء على عضلة القلب فإذا كانت العضلة ضعيفة جدا فإن ذلك يسبب تجمع السوائل في الرئتين وضيق التنفس والفشل الرئوي وبالتالي عدم القدرة على النوم او الكلام او الحركة او حتى القيام بمجهود بسيط مثل الأكل.
- تضيق شديد في الصمام الاورطي مع فشل القلب
- من لديهن زراعة للقلب ويستخدمن ادوية مثبطة للمناعة
-من لديهن ضعف سابق في عضلة القلب بسبب الحمل نفسه وتدهورت حالتها الى المرحلة الرابعة من ضعف عضلة القلب : هناك نوع معين من فشل عضلة القلب يحصل بسبب الحمل نفسه (وهو نادر جدا) وله شروط معينة لتشخيصه وهؤلاء النسوة ينصحن بتجنب الحمل مستقبلا .
- المريضات المصابات بمتلازمة مارفان وهو مرض يأتي بشكل طول غير متناسب في الاطراف مع اختلال في عدسة العين وفي الحمل في المريضات المصابات بهذا المرض يكن عرضة لفتق في بطانة الشريان الاورطي مما يؤدي الى مضاعقات خطيرة للأم الحامل وجنينها .
-كذلك يجب ان تعلم المريضة ان عملية الاجهاض ليست من دون مضاعفات محتملة للأم الحامل بعضها قد يكون خطيرا خصوصا مثل النزيف والالتهابات وتمزق الرحم .
وزبدة الكلام : ان النساء اللاتي في سن الحمل والولادة وطبيا لايستطعن الحمل بتوصية طبيب متخصص لخطورة ذلك على صحتهن اولا وعلى مايحملنه ثانيا يجب عليهن ان يناقشن مع ازواجهن ومع طبيب القلب وطبيبة النساء والولادة الخيارات المتاحة لهن ويكون كلا الزوجين على بيّنة من امره عند اتخاذ اي قرار بهذا الشأن والله يرعاكم .
المصدر: صحيفة الرياض
أمراض معينة في القلب تنصح فيها المرأة بعدم الحمل
د. خالد النمر
أتت الى عيادة القلب سيدة حامل في الأربعين من عمرها مع زوجها وهي مريضة بالضغط والسكري والسمنة المفرطة وآلام الظهر بسبب الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية ولديها ارتجاع بسيط في الصمام المترالي وتم تحويلها من عيادة الحوامل بسؤال واضح : هل هناك سبب طبي من ناحية القلب يستدعي الاجهاض الطبي للجنين ؟
وعند الاستماع الى المريضة وزوجها أتضح انها اكتشفت حملها في الأسبوع السابع وتريد التخلص من هذا الحمل، مع انها لم تستخدم اي موانع للحمل؟! ويؤيدها في ذلك التوجه زوجها بكل صراحة ووجهة نظريهما في ذلك انهما قد رزقهما الله بتسعة من الابناء والبنات وصحتها في الوقت الحالي لاتتحمل الحمل والمعاناه لمدة تسعة اشهر قادمة سواء من ناحية القيام بأعباء المنزل مع الحمل أو الاهتمام بأبنائها وبناتها او القيام بحق زوجها او الاهتمام بصحتها ومراجعة المستشفيات وكذلك منع تدهور حالتها الصحية من ناحية آلام الظهر .... وقد ذكرت ايضا انها نفسيًا غير مستعدة على الاطلاق لهذا الحمل لا هي ولا زوجها وتريد من طبيب القلب تقييم حالة القلب إذا كان يستطيع مكابدة التسعة اشهر القادمة ام لا؟ وبعد فحصها وتصوير عضلة القلب واجراء التحاليل اللازمة اتضح انه من الناحية القلبية والارتجاع البسيط في الصمام المترالي فهي تستطيع الحمل واكماله.... ورغم إلحاح المريضة وزوجها على طلبهما إلا أن طبيب القلب كان موقفه واضحاً : (ردا على تساؤل طبيبة النساء والولاده فليس هناك سبب مرضي من ناحية القلب يستدعي الاجهاض الطبي الشرعي القانوني للجنين) وبعد ذلك بأربعة ايام ادخلت نفس المريضة الى العناية المركزة بفقدان للوعي وتجمع للسوائل في الرئتين ونزيف من المهبل وتسمم بكتيري في الدم وأسقاط غير مكتمل للجنين حيث انها ذهبت الى احدى المعالجات الشعبيات ووضعت لها خلطة من اعشاب ومواد معينة في عنق الرحم لحدوث الاجهاض .... وكادت تلك الأم ان تفقد حياتها لولا رحمة الله بها وبأبنائها وزوجها .
وبسبب عدة حالات مماثلة مرت علينا حديثا في العيادة فلابد ان نبسط الحديث في نقاط مهمة تتعلق بهذه المسألة.
أولا: قرار الحمل من عدمه هو قرار اولا وأخيرا بيد الزوجين ولكل انسان اعتباراته في الحياة مهما كانت الظروف المحيطة به، ولكن النصيحة الطبية لمريضات القلب اللواتي لاتسمح ظروفهن الصحية ولا النفسية بالحمل هي ان يستخدمن موانع الحمل بأنواعها المختلفة كل على حسب حالته وبشرط ان يكون ذلك تحت اشراف طبي متخصص من طبيبي القلب والنساء والولادة سواء كان ذلك العارض المرضي مؤقتا او دائما .... فقد يصيب الضرر الجنين او يتعدى الى الام الحامل ... ولاتترك مثل تلك الأمور للصدفة ... وفي كل الأحوال فالله غالب على أمره.... ولأن يبذل الزوجان كل الجهد في تفادي الحمل والتأكد من فاعلية تلك الطريقة أهون كثيرا من أن تقع في مأزق محاولة الأجهاض بعد سن الاربعين يوما واشكالياته الطبية والدينية... حيث ان الوقاية في مثل هذه الأمر لاتقدر بثمن .
ثانيا:اذا حملت المرأة وثبت طبيا حدوث الضرر على حياه الام فإنه يجوز اسقاط الجنين حفاظا على حياتها- فتوى مجمع الفقه الاسلامي بمكة المكرمة - في اي وقت اثناء الحمل أما إذا كان الضرر متعلقا بالجنين فقط وتعدى الحمل الاربعين يوما فلايجوز اسقاط الجنين نهائيا بعد نفخ الروح فيه إلا إذا قرر عدد من الاطباء المختصين ان هناك خطورة كبيرة واقعة او على وشك الوقوع وليست منتظرة - من استمرار الحمل على المرأة الحامل والجنين أحدهما او كليهما... ويبذل كل الجهد في الحفاظ على الأم اولا ثم الجنين ثانيا لأن الأم هي الاصل وحياتها متأكدة اما الجنين فهو الفرع وحياته ظنية .
ثالثا: هناك امراض معينة في القلب تنصح فيها المرأة بعدم الحمل وهي محدودة جدا وفي كل حالة منها يوجد طيف من شدة المرض حيث تقيم كل حالة بصورة دورية ... وكل ضرورة تقدر بقدرها ... ومن تلك الحالات:
- ارتفاع الضغط الشرياني الرئوي الشديد وبالذات النوع الاولي: فهناك نوعان من ارتفاع الضغط الشرياني : اولهما هو الضغط الشرياني الطرفي وهو المقصود عامة عند الناس عندما يطلق مسمى مرض الضغط الشرياني ويستطيع المريض قياسه بأجهزة الضغط بأنواعها المختلفة اما الضغط الشرياني الرئوي فهو ارتفاع الضغط داخل شرايين الرئتين ولايمكن للمريض قياسه وانما يقاس بطرق معينة معروفة عند الاطباء منها الاشعة الصوتية للقلب ومنها قياس الضغط الرئوي بقسطرة القلب
- فشل القلب من المرحلة الرابعة بسبب ضعف شديد في البطين الايسر والمشكلة في الحمل ان حجم الدم يزداد بنسبة 50% وتزداد نبضات القلب وهذا يسبب زيادة العبء على عضلة القلب فإذا كانت العضلة ضعيفة جدا فإن ذلك يسبب تجمع السوائل في الرئتين وضيق التنفس والفشل الرئوي وبالتالي عدم القدرة على النوم او الكلام او الحركة او حتى القيام بمجهود بسيط مثل الأكل.
- تضيق شديد في الصمام الاورطي مع فشل القلب
- من لديهن زراعة للقلب ويستخدمن ادوية مثبطة للمناعة
-من لديهن ضعف سابق في عضلة القلب بسبب الحمل نفسه وتدهورت حالتها الى المرحلة الرابعة من ضعف عضلة القلب : هناك نوع معين من فشل عضلة القلب يحصل بسبب الحمل نفسه (وهو نادر جدا) وله شروط معينة لتشخيصه وهؤلاء النسوة ينصحن بتجنب الحمل مستقبلا .
- المريضات المصابات بمتلازمة مارفان وهو مرض يأتي بشكل طول غير متناسب في الاطراف مع اختلال في عدسة العين وفي الحمل في المريضات المصابات بهذا المرض يكن عرضة لفتق في بطانة الشريان الاورطي مما يؤدي الى مضاعقات خطيرة للأم الحامل وجنينها .
-كذلك يجب ان تعلم المريضة ان عملية الاجهاض ليست من دون مضاعفات محتملة للأم الحامل بعضها قد يكون خطيرا خصوصا مثل النزيف والالتهابات وتمزق الرحم .
وزبدة الكلام : ان النساء اللاتي في سن الحمل والولادة وطبيا لايستطعن الحمل بتوصية طبيب متخصص لخطورة ذلك على صحتهن اولا وعلى مايحملنه ثانيا يجب عليهن ان يناقشن مع ازواجهن ومع طبيب القلب وطبيبة النساء والولادة الخيارات المتاحة لهن ويكون كلا الزوجين على بيّنة من امره عند اتخاذ اي قرار بهذا الشأن والله يرعاكم .
المصدر: صحيفة الرياض