التقشير الكيميائي وتجميل الجلد
التقشير الكيميائي وتجميل الجلد
د. عمرو مصطفى
عملية التقشير الكيميائي هي أكثر عمليات تجميل الجلد شيوعا فيمكنها أن تعيد عقارب الزمن إلى الوراء حسبما يؤكده خبراء التجميل فهي تنعش وتجدد سطح البشرة وتعيد للجلد حيويته ورونقه من خلال إزالة خلايا الجلد الميتة الموجودة في الطبقة العليا من الجلد والسماح له بالنمو مرة أخرى حتى تحل خلايا الجلد الجديدة مكان الجلد المتضرر الذي تمت إزالته مما يؤدي إلى تحسين مظهر البشرة بشكل واضح في الوجه وفي أنحاء أخرى من الجسم للرجال والنساء على حد سواء.
وبسؤال د. عمرو مصطفى طبيب أمراض الجلدية والتجميل بمراكز د. سمير عباس الطبية عن الحالات التي من الممكن أن يفيد فيها التقشير الكيميائي أجاب: يفيد التقشير الكيميائي في كثير من الحالات فهو يحسن التجاعيد السطحية الخفيفة خاصة حول العينين والفم والتي تظهر مع تقدم العمر أو مع كثرة التعرض للشمس، كما يفيد التقشير الكيميائي أيضا في علاج آثار حب الشباب المتمثلة في البقع البنية الداكنة أو الندبات كما يعمل على تقليل حجم مسامات الجلد المفتوحة بالوجه، كما يفيد أيضا في تحسن التصبغات الجلدية مثل النمش والكلف وقناع الحمل وبقع الشمس والهالات السوداء حول العينين.
ويمكن تقسيم التقشير الكيميائي إلى ثلاثة أقسام:
1. التقشير السطحي، وفيه يحدث إحمرار بالجلد كما لو كان تعرض لحرق شمس ويستمر هذا الاحمرار من 3 إلى 7 أيام ثم يقل تدريجيا إلى أن يصبح الجلد ورديا ويتبع ذلك تقشر خفيف بالجلد يستمر من 3 إلى 5 أيام، وبعد انتهاء فترة النقاهة تبدو البشرة الجديدة مشدودة وناعمة ونقية وذات لون متجانس ولكنه أفتح بقليل من لون الجلد الأصلي.
2. التقشير المتوسط، وفيه يحدث احمرار وانتفاخ وتورم مؤقت يتلوه تقشر البشرة ويصبح لون الجلد بني أحمر ويستمر تقشر الجلد لمدة 5 إلى 9 أيام ثم يعود الجلد بعدها إلى حالته ولونه الطبيعيين.
3. التقشير العميق، ونلجأ إليه لعلاج التجاعيد العميقة والتصبغات الجلدية الشديدة وتلف البشرة الناتج عن كثرة التعرض للشمس. وفي هذا النوع من التقشير يحدث حرق من الدرجة الثانية يظهر احمرار شديد وانتفاخ وتورم شديدين خاصة حول العينين ويتبع ذلك تقشر شديد يستمر حوالي 15 يوما. ويفضل عدم إجراء هذا النوع من التقشير للمرضى ذوي البشرة الداكنة لأنها تسبب تغير في لون الجلد بشكل ملحوظ.
كما أوضح د. عمرومصطفى أن عملية التقشير الكيميائي تتم في العيادة بواسطة الطبيب المتخصص والذي يبدأ الجلسة بتنظيف البشرة بالكحول أو بأي منظف قادر على إزالة دهون البشرة، ثم تغطى العينين والشعر لحمايتهما، ثم يوضع المقشر بكمية قليلة جدا على الجلد لدقائق معدودة عندها سيشعر المريض بسخونة لمدة 5 إلى 10 دقائق يتلو ذلك إحساس بالوخز أو بلسع بسيط يمكن التغلب عليه بواسطة تيار هواء بارد بمروحة مثلا أو مروحة اليد أو حتى بكمادات باردة.
وفي جميع حالات التقشير يجب عدم الحكم على النتائج النهائية قبل مضي 3 6 شهور على الأقل من المعالجة، وعندما تظهر النتيجة قد تكون قليلة لذا ينبغي أن يخضع المريض إلى عدة جلسات قبل أن يحصل على النتيجة المرجوة.
ونحب أن نشير إلى أنه كلما كانت عملية التقشير أعمق كانت فترة النقاهة أطول وكانت أيضا المخاطر أكبر، وتتلخص الأعراض الجانبية في:
1. احمرار الجلد، ويختفي هذا الاحمرار في غضون أيام إلى أسابيع قليلة، ولكن يمكن أن يحدث ما يسمى بالإحمرار المستمر والذي قد يظل لعدة أشهر.
2. انتفاخ الجلدوتورمه وخاصة حول العينين وخاصة مع التقشير المتوسط والعميق، وهذا يختفي تدريجيا في خلال أيام.
3. جفاف الجلدو تقشره.
4. زيادة الحساسية لأشعة الشمس.
5. تحسس للمواد الكيميائية المستخدمة على البشرة.
6. زيادة فرص تنشيط فيروس الهربس. إذا لم يعطَ المريض الدواء اللازم قبل عملية التقشير وخاصة التقشير المتوسط والعميق.
7. تغير لون الجلد وبخاصة عند ذوي البشرة الداكنة فمن المحتمل تكون تصبغات جلدية مؤقتة أودائمة وخاصة مع وجود تاريخ مرضي لفرط التصبغ لدى المريض أوإذا كانت المريضة تتناول مثلا حبوب منع الحمل.
8. ظهور الندبات.
ويشير د. عمرو إلى أنه رغم تعدد المخاطر نجد أنها نادرة الحدوث وخاصة في التقشير السطحي البسيط وتكاد تكون منعدمة إذا راعينا عدة عوامل منها الاختيار الصحيح للشخص المناسب للتقشير واختيار درجة التقشير المناسبة ونوع التقشير المناسب للحالة وأيضا مدى العناية بالبشرة قبل وبعد التقشير مما يضمن الشفاء السريع والنتائج المرجوة وتقليل المخاطر الجانبية إلى حد كبير. هذا ولا يفضل إجراء عملية التقشير الكيميائي في حالة إستخدام عقار الأيزوتريتينوين والذي يستعمل لعلاج حب الشباب إلا إذا مر على استخدامه 6 شهور على الأقل، كما أنه لا يفضل إجراء عملية التقشير في حالة ضعف الجهاز المناعي حيث أن هذا قد يؤخر الشفاء ويزيد من مخاطر العدوى والإلتهاب وتنشيط فيروس الهربس وكل هذا قد يؤدي إلى تغير لون الجلد وظهور الندبات.ويحظر أيضا إجراء التقشير الكيميائي في حالةوجود حساسية لبعض المواد الكيميائية المستخدمة أوحساسية مفرطة للشمس أو إصابة حالية بفيروس الهربس وأيضا أثناء الحمل والإرضاع.
المصدر: صحيفة اليوم