30-50% من سائحي البلدان النامية يصابون بإسهال المسافر!
30-50% من سائحي البلدان النامية يصابون بإسهال المسافر!
نتيجة تناول مكعبات الثلج والخضروات الورقية الملوثة والحليب غير المبستر
د. عبد الله ابراهيم السدحان
تعتبر الإسهالات الميكروبية من أكثر الأمراض انتشارا وتأثيرا على راحة المسافرين ونشاطهم من سياح ورجال أعمال، وقد ذكرت إحدى الدراسات أن إسهال المسافرين يصيب 30-50% من السائحين إلى البلدان النامية، خاصة تلك البلدان الأقل تقدما في مستوى النظافة والصحة العامة، وغالبا ماتكون الإصابة أشد وأكبر عند عدم الحرص على اختيار أماكن الإقامة الجيدة والنظيفة، حيث تفتقر بعض المناطق للخدمات الصحية الأساسية خاصة مياه الشرب النقية والمطاعم النظيفة، ويزداد الخطر عندما يُصاب الأطفال الصغار وكبار السن والحوامل والمرضى بأمراض مزمنة والمصابين بأمراض نقص المناعة والذين يتناولون أدوية تضعف المناعة وكذلك عندما يكون الإنسان منهكا ومرهقا، حيث تضعف المناعة عند هذه الفئات، وتكون الإصابة عادة أشد وأسرع، حيث يمكن الإصابة خلال الأسبوع الأول من السفر، عندما تغزو الميكروبات الممرضة الأمعاء عند تناول الوجبات الملوثة ويترافق الإسهال مع مغص بطني حاد مع غثيان وفتور، ويزداد عادة احتمال الإصابة عند تناول المياه غير النظيفة والخضروات الورقية والخضار النيئة والفواكه غير المقشرة والعصائر والثلج الملوث ، وكذلك الأغذية التي لم تعامل بالحرارة جيدا مثل الحليب والألبان والأجبان المحلية الصنع، وكذلك البيض واللحوم والدواجن والأسماك التي لم تطبخ بطريقة جيدة.
إسهال المسافر البكتيري
أوضحت الأبحاث التي أجريت في عدد من البلدان أن معظم حالات إسهال المسافرين تقريبا كانت بسبب التهاب موضعي في الأمعاء بسبب غزو الميكروبات الممرضة بأنواع من البكتريا والفيروسات والطفيليات، ويتفق معظم الخبراء بأن أنواع البكتريا تشكل أكثر من 50% من حالات الإصابة، وأهمها السالمونيلا والشيجيلا وفيبريو كوليرا وأصناف أيشريشيا كولاي والكامبيلوباكتر والايريسينيا والايروموناس، كما دلت دراسات عديدة على وجود طفرات وسلالات جديدة من بكتريا إي-كولاي التي توجد طبيعيا في أمعاء الإنسان والحيوان ولكنها في ظروف بيئية وفسيولوجية معينة تكون غازية لبطانة جدار الأمعاء، وفي حالات أخرى تظهر طفرات جديدة منتجة السموم، وتشكل مايقارب من نصف حالات إسهالات المسافرين ذات المنشأ البكتيري.
اكتشفت الأبحاث الحديثة طرق العدوى البكتيرية التي تسبب الإسهال عند غزو الجهاز الهضمي، وبينت الدراسات الوبائية أن غالبية هذه البكتريا تنتقل عن طريق براز الإنسان أو الحيوان، وتمتاز بسرعة انتشارها كوباء بين التجمعات السكانية عند تلوث الماء أو الغذاء، أو عند استخدام مصادر غذائية ملوثة ويتلوث الغذاء والماء عند عدم اتباع التعليمات والاشتراطات الصحية في إعداد أو تخزين أو تداول الغذاء أو عند تلامس الغذاء بالأيدي أو الأدوات والتجهيزات الملوثة بالبكتريا أو سمومها.
إسهال المسافر الفيروسي
تؤدي الإصابة بالفيروسات المعوية المعدية بإسهال المسافر أيضا، وخاصة فيروس روتا حيث يتسبب 5-20% من إسهالات المسافرين، وتشترك الفيروسات عادة مع صنف واحد أو أكثر من البكتريا الممرضة بغزو أمعاء المسافر مسببة له الإسهال، ومن المعروف أن فيروس روتا يصنف بأنه من أهم مسببات الإسهال عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 6-12 شهرا.
إسهال المسافر بسبب الطفيليات
تتسبب الطفيليات بمرض إسهال المسافر ولكن الإصابة بها أقل، حيث تتسبب في الإصابة بنسبة تقارب 5% من إسهالات المسافرين، ومعظم المتسبب بهذا الإسهال هي طفيليات الإنتاميبيا هستوليتيكا والجيارديا المعوية والكريبتوسبوريديوم، وجميعها بسبب تلوث الخضار التي تسقى بمياه المجاري العامة أو مياه الشرب الملوثة أو من العمالة المصابة.
كما توجد أسباب أخرى يصاب فيها المسافر بالإسهال، ولكن تبقى أسبابها الحقيقية غير معروفة رغم التقدم العلمي الذي حدث في العقدين الأخيرين بما فيها تقنيات التحاليل والفحوص المخبرية للكشف عن الميكروبات الممرضة، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى أسباب فسيولوجية وغذائية تتعلق بانتقال المسافر من مكان لآخر.
الوقاية من مرض إسهال المسافر
لايوجد حتى يومنا هذا وسيلة تمنع كليا من حدوث إسهال المسافر، فلا يوجد لقاح أو دواء يمنع ذلك، كما لا ينصح بتناول المضادات الحيوية وغيرها كإجراء وقائي، لذلك لايوجد من خيارات سوى اتباع القواعد الصحية الأساسية للوقاية من إسهال المسافر، وتتلخص بالعناية بنظافة الطعام والشراب، والانتباه إلى شرب المياه المعبأة أو المعقمة والأطعمة المطبوخة جيدا والفواكه بعد تقشيرها، مع ضرورة تفادي منتجات الألبان غير المبسترة وعدم الشرب من الحنفية مباشرة وتلافي استخدام مكعبات الثلج، ومن المهم تجنب تناول الأغذية المكشوفة أو المعروضة في خارج المحل أو شراء الأغذية من الباعة الجوالة، كما يجب الانتباه إلى عدم تناول الأغذية التي بها خضار نيئة، أو العصيرات الطازجة التي يتم تخزينها أو إعدادها بطريقة غير صحية، ويفضل تناول الأغذية والعصيرات المعلبة المحفوظة بطريقة مناسبة، ويجب تجنب تناول جميع الخضروات التي تؤكل طازجة إلا بعد التأكد من معاملتها بالمواد المعقمة مثل الكلورين.
طرق العلاج
عند الإصابة بمرض إسهال المسافر يجب اتباع نظام غذائي متناسب مع الحالة الصحية، وضرورة عدم الانقطاع عن تناول الطعام مع الراحة الكافية وتجنب الإجهاد، وأهم مكونات النظام الغذائي هو تناول السوائل والعصيرات (مع ضرورة التأكد من نظافتها)، وتناول الزبادي واللبن الرائب من مصادر مبسترة أو معقمة، ويمكن تناول الأغذية النشوية كالأرز والبطاطس وبعض أنواع الحساء، خاصة شوربة الدجاج القليلة الدسم بالشعيرية، ولا بأس بتناول البسكويت والخبز المحمص، والموز والتفاح وباقي الأطعمة الخفيفة المالحة، وينصح بتجنب شرب الحليب والكافيين والأطعمة الدسمة والسكريات والسلطات وأي أطعمة خشنة قد تثير تحرك الأمعاء، علما بأن هناك نسبة من الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات إسهال أشد عند تناول الحليب، وعند شدة الإصابة بالمرض، أو عند وجود إسهال دموي فيجب سرعة مراجعة أقرب مركز صحي، متمنيا لكم الصحة والعافية.
المصدر: صحيفة الرياض
نتيجة تناول مكعبات الثلج والخضروات الورقية الملوثة والحليب غير المبستر
د. عبد الله ابراهيم السدحان
تعتبر الإسهالات الميكروبية من أكثر الأمراض انتشارا وتأثيرا على راحة المسافرين ونشاطهم من سياح ورجال أعمال، وقد ذكرت إحدى الدراسات أن إسهال المسافرين يصيب 30-50% من السائحين إلى البلدان النامية، خاصة تلك البلدان الأقل تقدما في مستوى النظافة والصحة العامة، وغالبا ماتكون الإصابة أشد وأكبر عند عدم الحرص على اختيار أماكن الإقامة الجيدة والنظيفة، حيث تفتقر بعض المناطق للخدمات الصحية الأساسية خاصة مياه الشرب النقية والمطاعم النظيفة، ويزداد الخطر عندما يُصاب الأطفال الصغار وكبار السن والحوامل والمرضى بأمراض مزمنة والمصابين بأمراض نقص المناعة والذين يتناولون أدوية تضعف المناعة وكذلك عندما يكون الإنسان منهكا ومرهقا، حيث تضعف المناعة عند هذه الفئات، وتكون الإصابة عادة أشد وأسرع، حيث يمكن الإصابة خلال الأسبوع الأول من السفر، عندما تغزو الميكروبات الممرضة الأمعاء عند تناول الوجبات الملوثة ويترافق الإسهال مع مغص بطني حاد مع غثيان وفتور، ويزداد عادة احتمال الإصابة عند تناول المياه غير النظيفة والخضروات الورقية والخضار النيئة والفواكه غير المقشرة والعصائر والثلج الملوث ، وكذلك الأغذية التي لم تعامل بالحرارة جيدا مثل الحليب والألبان والأجبان المحلية الصنع، وكذلك البيض واللحوم والدواجن والأسماك التي لم تطبخ بطريقة جيدة.
إسهال المسافر البكتيري
أوضحت الأبحاث التي أجريت في عدد من البلدان أن معظم حالات إسهال المسافرين تقريبا كانت بسبب التهاب موضعي في الأمعاء بسبب غزو الميكروبات الممرضة بأنواع من البكتريا والفيروسات والطفيليات، ويتفق معظم الخبراء بأن أنواع البكتريا تشكل أكثر من 50% من حالات الإصابة، وأهمها السالمونيلا والشيجيلا وفيبريو كوليرا وأصناف أيشريشيا كولاي والكامبيلوباكتر والايريسينيا والايروموناس، كما دلت دراسات عديدة على وجود طفرات وسلالات جديدة من بكتريا إي-كولاي التي توجد طبيعيا في أمعاء الإنسان والحيوان ولكنها في ظروف بيئية وفسيولوجية معينة تكون غازية لبطانة جدار الأمعاء، وفي حالات أخرى تظهر طفرات جديدة منتجة السموم، وتشكل مايقارب من نصف حالات إسهالات المسافرين ذات المنشأ البكتيري.
اكتشفت الأبحاث الحديثة طرق العدوى البكتيرية التي تسبب الإسهال عند غزو الجهاز الهضمي، وبينت الدراسات الوبائية أن غالبية هذه البكتريا تنتقل عن طريق براز الإنسان أو الحيوان، وتمتاز بسرعة انتشارها كوباء بين التجمعات السكانية عند تلوث الماء أو الغذاء، أو عند استخدام مصادر غذائية ملوثة ويتلوث الغذاء والماء عند عدم اتباع التعليمات والاشتراطات الصحية في إعداد أو تخزين أو تداول الغذاء أو عند تلامس الغذاء بالأيدي أو الأدوات والتجهيزات الملوثة بالبكتريا أو سمومها.
إسهال المسافر الفيروسي
تؤدي الإصابة بالفيروسات المعوية المعدية بإسهال المسافر أيضا، وخاصة فيروس روتا حيث يتسبب 5-20% من إسهالات المسافرين، وتشترك الفيروسات عادة مع صنف واحد أو أكثر من البكتريا الممرضة بغزو أمعاء المسافر مسببة له الإسهال، ومن المعروف أن فيروس روتا يصنف بأنه من أهم مسببات الإسهال عند الأطفال الصغار الذين تتراوح أعمارهم من 6-12 شهرا.
إسهال المسافر بسبب الطفيليات
تتسبب الطفيليات بمرض إسهال المسافر ولكن الإصابة بها أقل، حيث تتسبب في الإصابة بنسبة تقارب 5% من إسهالات المسافرين، ومعظم المتسبب بهذا الإسهال هي طفيليات الإنتاميبيا هستوليتيكا والجيارديا المعوية والكريبتوسبوريديوم، وجميعها بسبب تلوث الخضار التي تسقى بمياه المجاري العامة أو مياه الشرب الملوثة أو من العمالة المصابة.
كما توجد أسباب أخرى يصاب فيها المسافر بالإسهال، ولكن تبقى أسبابها الحقيقية غير معروفة رغم التقدم العلمي الذي حدث في العقدين الأخيرين بما فيها تقنيات التحاليل والفحوص المخبرية للكشف عن الميكروبات الممرضة، ويُعتقد أن ذلك يعود إلى أسباب فسيولوجية وغذائية تتعلق بانتقال المسافر من مكان لآخر.
الوقاية من مرض إسهال المسافر
لايوجد حتى يومنا هذا وسيلة تمنع كليا من حدوث إسهال المسافر، فلا يوجد لقاح أو دواء يمنع ذلك، كما لا ينصح بتناول المضادات الحيوية وغيرها كإجراء وقائي، لذلك لايوجد من خيارات سوى اتباع القواعد الصحية الأساسية للوقاية من إسهال المسافر، وتتلخص بالعناية بنظافة الطعام والشراب، والانتباه إلى شرب المياه المعبأة أو المعقمة والأطعمة المطبوخة جيدا والفواكه بعد تقشيرها، مع ضرورة تفادي منتجات الألبان غير المبسترة وعدم الشرب من الحنفية مباشرة وتلافي استخدام مكعبات الثلج، ومن المهم تجنب تناول الأغذية المكشوفة أو المعروضة في خارج المحل أو شراء الأغذية من الباعة الجوالة، كما يجب الانتباه إلى عدم تناول الأغذية التي بها خضار نيئة، أو العصيرات الطازجة التي يتم تخزينها أو إعدادها بطريقة غير صحية، ويفضل تناول الأغذية والعصيرات المعلبة المحفوظة بطريقة مناسبة، ويجب تجنب تناول جميع الخضروات التي تؤكل طازجة إلا بعد التأكد من معاملتها بالمواد المعقمة مثل الكلورين.
طرق العلاج
عند الإصابة بمرض إسهال المسافر يجب اتباع نظام غذائي متناسب مع الحالة الصحية، وضرورة عدم الانقطاع عن تناول الطعام مع الراحة الكافية وتجنب الإجهاد، وأهم مكونات النظام الغذائي هو تناول السوائل والعصيرات (مع ضرورة التأكد من نظافتها)، وتناول الزبادي واللبن الرائب من مصادر مبسترة أو معقمة، ويمكن تناول الأغذية النشوية كالأرز والبطاطس وبعض أنواع الحساء، خاصة شوربة الدجاج القليلة الدسم بالشعيرية، ولا بأس بتناول البسكويت والخبز المحمص، والموز والتفاح وباقي الأطعمة الخفيفة المالحة، وينصح بتجنب شرب الحليب والكافيين والأطعمة الدسمة والسكريات والسلطات وأي أطعمة خشنة قد تثير تحرك الأمعاء، علما بأن هناك نسبة من الأشخاص الذين يتعرضون لنوبات إسهال أشد عند تناول الحليب، وعند شدة الإصابة بالمرض، أو عند وجود إسهال دموي فيجب سرعة مراجعة أقرب مركز صحي، متمنيا لكم الصحة والعافية.
المصدر: صحيفة الرياض