• ×
admin

سرطانيات الرأس والرقبة

سرطانيات الرأس والرقبة
Cancer Head and Neck


د. عبدالعزيز عاشور

تنتشر السرطانيات في السنين الأخيرة أو دعنا نقل منذ نهاية الحرب العالمية الثانية انتشاراً مخيفاً مسبباً لدى الناس كابوساً سرطانياً معكراً عليهم صفو الحياة ولذتها ومتعتها،لا أحد يعرف بالضبط ما السبب لهذا الانتشار الشبة وبائي. في الماضي، في الأجيال السابقة كنا نسمع نادراً بهذا الاسم المفجع وإذا نزل بأحد فانة ينزل بكبار السن, أما اليوم فانك تسمع هذا الاسم المخيف يتردد على كل لسان وفي كل مكان, أصبح نبأ متداولاً فى المجالس والصحف ،وأصبح معروفا اليوم أنه لايصيب كبار السن فقط بل صغار السن كذلك من الأطفال والشباب وهذه هي الفاجعه- يالطيف .
إذاً ماذا حصل؟ ما السبب؟ بالضبط لا أحد يعرف،كل ما نملكة هو تكهنات وترهصات وبعض إحصائيات ونظريات تفتقر إلى كثير من البراهين والحقائق العلمية ومن تلك النظريات أو الاحتمالات الممكنة هي التي تقول :
أ- إن السرطانات كانت دائماً موجودة ولكننا كنا نفتقر إلى طرق التعرف عليها وتشخيصها تشخيصاً علمياً صحيحاً ونتعرف عليها معرفة وافية كما عليه الحال الآن حين تحسنت طرق الكشف والتشخيص والفحص عن طريق الأشعة والتنظير والفحص النسيجى وغير ذلك.
ب- إطالة عمر الانسان والذى كان وإلى وقت قريب بين (خمسين - ستين) فإذا به اليوم بين (ستين - ثمانين) ومن المعروف (حقيقة علمية) أن السرطانيات تظهر بكثرة في السنين المتقدمة.
ج- ظهور مواد مسرطنة لم تكن موجودة سابقاً - أي مواد تسبب سرطانيات.
د- التعرض إلى المواد المشعة وخاصة تلك التي تستعمل في تشخيص الأمراض أو في الحروب.
ھ- التلوث الجوى وظاهرة الأوزون ومدى تأثير الاشعة الفوق بنفسجية الزائدة على سرطانيات الجلد.
تكون سرطانيات الرأس والرقبة جزءا كبيرا وهاما من سرطانات الجسم ككل إذ تتراوح نسبة الإصابة بها بين (خمسة عشر- عشرين بالمائة) من سرطانيات الجسم .
تكون سرطانيات الرأس والرقبة جزءا هاماً من سرطانيات الجسم بل جزءاً حيوياً وجزءاً ذا مكانة متميزة وحرجة مقارنة ببقية سرطانيات الجسم لأنها:
● تقع في منطقة حساسة من الجسم .
● تصيب أماكن وأعضاء ذات وظائف حيوية إذا تعطلت أصبحت الحياة بدونها صعبة بل مستحيله بل لا قيمة لها فالعين والأذن والأنف والفم كلها تتمركز في هذه المنطقة .
● تؤثر وبلا شك على شكل الإنسان وجماله الذي يتمركز في الوجة والرأس .
● هذا التمركز والتكثف لهذه الأعضاء الهامة ذو الوظائف الحساسة في منطقة ضيقة وصغيرة يحد من إمكانية العلاج الجراحي الذي يركز على استئصال المرض استئصالاً جذرياً .
●من الصعوبة بمكان إعادة بناء وتجميل المنطقة المصابة بالمرض بعد استئصال المرض جراحياً.
● المرض ينتشر بسرعة وبسهولة لقرب هذه المناطق بعضها من بعض .
تتكون سرطانيات الرأس والرقبةمن:سرطانيات الحنجرة،والمريء،والبلعوم ،والبلعوم الأنفي ،والفم ،واللسان،والأنف ،والجيوب الأنفية والغدة الدرقيه،والغدد اللعابية ،والعيون ،والمخ . وتختلف في كثير من الأحيان درجة انتشار أو ظهور هذه السرطانيات في كل هذه الأعضاء المذكورة أعلاه من مكان لآخر ومن جنس لآخر لأسباب غير معروفة منها البيئية والوراثية ومنها المعروف والمثبت علمياً مثل:
● علاقة ظهور سرطانيات الحنجرة والرئة لدى المدخنين (مثبت علميا).
● وسرطان الجزء السفلي من المريء لدى الئك الذين يشكون من ارتجاع قوى ومزمن ولدى أولئك الذين يتعاطون الخمر.
● والسرطانيات لدى الأطفال الذين يتعرضون لإشعاع قوى خلال سنين طفولتهم.
● وظهور سرطان الفم واللسان والبلعوم لدى أولئك الذين يحشون أفواههم بالتبغ والقات والتوابل بجميع أنواعها.
وكثير من الأحيان ما يكون هذا الجزء من الجسم (الرأس والرقبة) عرضة لاستقبال سرطانيات ثنائية منتشرة من مكان لآخر من الجسم مثل سرطان الرئة التي تظهر ثنائياته في الغدد اللمفاوية للرقبة أو تظهر ثنائياته في المخ وهكذا.
والآن السؤال هنا- كيف يمكن التخفيف من الإصابة بهذه السرطانيات وفي حاله الإصابة كيف يمكن تحسين نسبة الشفاء؟
إنه من السهل جداً التخفيف من الإصابة عن طريق تحاشي التعرض للمسببات المعروفة والتي سبق ذكرها أعلاه مثل التدخين والمشروبات الروحية (الخمر) ومضغ الدخان في الفم والتعرض للأشعة المكثفة وغيره.
إنه من الجنون بمكان أن نتعاطى هذه المواد والمعروف عنها أنها تسبب السرطانيات ثم نطلب من الله أن يحفظنا وألا يصيبنا بهذه السرطانيات.
فلنتبع قوله سبحانه وتعالى: (ولاتلقو بأيديكم إلى التهلكة)
والحكمة العظيمة التى تقول «الوقاية خير من العلاج».

والسؤال الأخير- هو في حاله الإصابة كيف يمكننا التخفيف من المصاب وما يمكن عمله لتحسين نسبة الشفاء؟

كل هذا ممكن عن طريق :
● الكشف السنوي أو الدوري عن تلك السرطانيات الأكثر انتشاراً لدى الرجال والنساء (مثل سرطان الثدى).
● الذهاب المبكر للطبيب المختص في حاله ظهور أعراض أو بوادر تشير إلى وجود شيء ما .
● زيارة الطبيب المختص والمتميز أو المركز المتخصص للسرطانيات في أول ظهور المرض - فنسبة الشفاء تتحسن اطرادياً مع الكشف المبكر.
إذاً علينا أن نستغل كل هذه الإمكنات التي تقود في النهاية إن شاء الله إلى نتيجة أفضل وصحة أحسن وحياة مليئة بالسعادة والرفاهية ومجتمع سليم مليء بالصحة والعافية.
شافانا الله وإياكم من كل سوء. اللهم متعنا بأسماعنا وعقولنا وأبداننا ما دمنا أحياء.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  1510