• ×
admin

رغم منعها وضررها طبياً.. عائلات تتحايل في تمرير بعض الأغذية لمرضاهم!

رغم منعها وضررها طبياً.. عائلات تتحايل في تمرير بعض الأغذية لمرضاهم!
زيارة المنومين لبعضهم وتجمع الزوار في ممرات المستشفى يساعد في نقل العدوى

د. خالد عبد الله المنيع

يحرص مقدمو الرعاية الصحية على اتخاذ كافة السبل لتفادي انتقال العدوى بين المرضى داخل المستشفيات التي تؤمن كافة الامكانات لعزل الحالات التي تحتاج لذلك سواء كانت من الامراض المعدية أو من الحالات المتدنية المناعة حيث انها عرضة لاكتساب أي ميكروب بسهولة مقارنة بالمرضى ذوي المناعة الطبيعية .

ومن هذا المنطلق فقد وُفرت غرف معزولة خاصة للمرضى متدني المناعة تحميهم بعد مشيئة الله من الميكروبات التي يمكن ان يلتقطوها من المرضى الاخرين المنومين معهم في الجناح ، كما تم تفادي انتقال الامراض المعدية بعزل هؤلاء الفئة من المرضى في غرف وأجنحة خاصة تضمن عدم انتقال العدوى الى غيرهم من المرضى المنومين او الى العاملين الصحيين من تمريض واطباء .

ولم يكن العزل فقط في المكان بل تم تأمين أدوات طبية خاصة لكل مريض معزول من سماعات للطبيب ، أجهزة قياس الضغط وغيرها .

طرق العزل الطبي عديدة ولكن نذكر أهم تقنيات العزل المستخدمة وهما نوعان :

اولا : العزل في غرف الضغط الايجابي وهو النوع الذي يمكننا التعبير عنه مجازا بانه الحيز الذي يمنع دخول الهواء من ممرات المستشفى الى غرفة المريض بسبب ايجابية الضغط داخل الغرفة المعزولة وبالتالي لا يسمح بدخول الميكروبات او الفيروسات المحمولة بواسطة الرذاذ . يستخدم هذا النوع من العزل للمرضى ذوي المناعة المتدنية كمرضى الاورام ، نقص المناعة والمصابين ببعض الامراض التي تستدعي استخدام ادوية مثبطة للمناعة حيث تحتاج هذه الفئة من المرضى الى توفير بيئة تقيها من وصول الميكروبات اليها لاسيما مع وجود مناعة ضعيفة لا تستطيع مقاومة الجراثيم .

ثانيا : غرف العزل ذات الضغط السلبي ويعمل ذلك النوع من العزل على منع خروج الهواء المحمل بالميكروبات من غرفة المريض المعزول الى بقية اجزاء المستشفى . وتستعمل تلك الطريقة عادة للمرضى المصابين بأمراض شديدة العدوى.

ولكن ليس كل الامراض المعدية تحتاج الى انواع العزل المذكورة سابقا فبعض المصابين بامراض محدودة العدوى مع تدني خطورتها يمكن استخدام غرف العزل العادية مع توخي الحذر بعدم اختلاط المريض مع الزوار ، تعقيم اليدين للطاقم الطبي والتمريضي .

يقوم مسؤولو الرعاية الصحية بتقديم التوعية الصحية للمرضى والمرافقين وذويهم من خلال شبكات تلفزيونية وشاشات تثقيفية ولوحات طبية توعوية في اماكن الانتظار وغرف المرضى سعيا للوصول الى الوعي الصحي الذي يكفل للمريض الوقاية من الامراض باذن الله . كل تلك الجهود المقدمة تحتاج الى تعاون المرضى وتقيدهم بالتعليمات الوقائية والعلاجية المقدمة لهم على أرقى المستويات .

أستعرض اليوم بعض التصرفات الفردية من بعض المرضى شفاهم الله او مرافقيهم وزوارهم هداهم الله وكذلك من الاطباء ومنها مايلي :

1) قيام بعض المرضى او مرافقيهم بزيارة جيرانهم في الغرف المجاورة لهم في الجناح المنوم به او في اجنحة اخرى دون استشارة الطبيب عن امكانية ذلك ودون ان يتأكد المريض ان زيارته لأخيه المريض الاخر ليس فيها ضرر طبي على الطرفين . فكما ذكرنا انفا قد يكون المرض المصاب به احد المريضين معديا وقد يكون احدهما لديه نقصا في المناعة فيتسبب احدهما في ضرر الاخر دون ان يشعر .

2 ) مخالفة تعليمات المستشفى واجتماع بعض المرضى او مرافقيهم في بعض ممرات المستشفى بعد نهاية الدوام الرسمي ... فأقل الضرر من هذا التصرف انتقال الامراض بين المنومين .

3) تحايل القلة من الزوار على رجال الامن في المستشفيات على ادخال بعض الاطعمة الى مرضاهم اعتقادا منهم ان تصرفهم هذا يخدم المريض . والى هذه الفئة وهم كما ذكرنا قلة ولله الحمد أوجه لهم هذه الرسالة " المستشفى كفل لمرضاه كل ماهم بحاجته فالطبيب ، اخصائي التغذية ، الطاقم التمريضي كلهم في خدمة المريض.

والطاقم الطبي هم اكثر الناس دراية بالغذاء المفيد للمريض والغذاء الذي يضر بصحته وأي تحايل او تجاهل لذلك قد يوقع المريض في دائرة الخطورة "

في المقابل نجد الغالبية لديهم الوعي الكافي فهم يحرصون كل الحرص على معرفة الغذاء الذي يجب ان يتناوله مريضهم .

4) من حق المريض معرفة طبيعة مرضه ، الخطة العلاجية كاملة من طبيبه ومعرفة كل مايخص حالته من فحوصات وأدوية ... في هذا الجانب قد يكون هناك رأي للمريض مخالف لرأي الطبيب فنجد الاول يعارض مثلا عمل فحص معين اعتقادا منه بضرره مستندا بذلك اما الى اقوال العامة من الناس او الى حالة يعتقد انها مشابهة لحالته .. دور الطبيب ايضاح الامر للمريض باسلوب يفهمه ودور المريض التوكل على الله وعدم معارضة اهل الخبرة خاصة اذا أجمع الاطباء على ذلك

5) استقبال المريض بوجه بشوش وشرح الحالة الطبية للمريض حق من حقوقه على الطبيب وهو أدعى ان يكون القبول اكبر لنصح الطبيب وتوجيهاته الطبية ، قد يغفل الطبيب عن ذلك لأي سبب من الاسباب . ولكن تبقى الابتسامة في وجه المريض من اخلاق الطبيب المسلم قبل ان يكون حقا مكفولا لكل المرضى .

6) بعض الاطباء قد يتجه الى العلاج الطبي البحت ويغفل الجانب النفسي فالاخير مدخل مهم للشفاء باذن الله فلا يكفي ان تصف الدواء للمريض وتملي عليه تعليمات استعمال العلاج وعدد مرات تناوله بل من المفضل ان يعرف المريض تفسيرا لتلك التعليمات مع التركيز على الجوانب الايجابية والمتفائلة في نجاح العلاج وسرعة الشفاء بمشيئة الله.

7 ) يراجع الطبيب مرضى من معظم شرائح المجتمع ففيهم الكبير والطفل ، المتعلم وغير المتعلم فعلى الطبيب التعامل معهم كل على قدراته في الفهم وعدم ترك المريض يغادر غرفة الكشف حتى يتأكد الطبيب ان مريضه قد استوعب التعليمات العلاجية التي ارشده اليها .

8) لا شك أن غرف الاسعاف من أهم الاقسام في المستشفى ففيها يتلقى المريض اولى خطوات العلاج ومنها يقرر الطبيب احتياج المريض للتنويم من عدمه . في بعض الحالات قد يضطر الطبيب الى الرضوخ الى طلب واصرار المريض لدخول المريض اقسام التنويم رغم عدم حاجة المريض لذلك .

وفي تلك الحالة يجب أن يؤخذ في الاعتبار ان تنويم الحالات غير المستحقة للتنويم خطأ مشترك من الطبيب والمريض نظرا لانه قد يحجز سريرا لمريض يستحق هذا السرير ولما فيه من اشغال للطاقم الطبي والتمريضي داخل المستشفى من غير داع طبي فضلا على اضطراب الاستقرار الاجتماعي العائلي في حالة دخول احد افراد الاسرة الى المستشفى.

رغم أن تلك الملاحظات ولله الحمد قليلة ان لم تكن نادرة وخاصة في مجتمعنا والذي يتخلق باداب الاسلام قبل ان يتبع مارسمه له أهل الخبرة والدراية الا اننا نسعى الى الافضل لاسيما ونحن نحظى بامكانات طبية كبيرة وفرت لخدمة الجميع .

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1700