• ×
admin

السيلياك.. اتباع حمية خالية من الجلوتين كفيل بالتخلص من الأعراض!

السيلياك.. اتباع حمية خالية من الجلوتين كفيل بالتخلص من الأعراض!
أبحاث واعدة تبشر بالتوصل إلى علاج نهائي له

د. خالد عبد الله المنيع

يسعد الجميع بقدوم هذا الشهر الفضيل حيث يزيد جهدهم للتقرب الى الخالق جل جلاله بالطاعات ندعو الله لنا ولهم القبول .

يواكب دخول شهر رمضان تغير في نمط الحياة اليومية كما ونوعية الوجبات التي يتناولها الناس . هناك العديد من المرضى قد امتنعوا عن تناول بعض الاطعمة تبعا لطبيعة الاصابة كمرضى السكري ، الضغط ، ارتفاع الكوليسترول ، اضطراب الجهاز الهضمي بسبب اللاكتوز كل منهم التزم بحمية معينة طوال بقية شهور السنة تناسب التكيف مع حالته . مع الموائد الرمضانية يحتاج المريض الى نصائح خاصة فيما يجب عليه تجنبه من تلك الاغذية .

حديثنا اليوم عن اضطراب يصيب الجهاز الهضمي والامعاء ويؤدي إلى ضمور وتلف اهداب الامتصاص المبطنة للأمعاء الدقيقة وبالتالي ضعف او توقف امتصاص الغذاء والمعادن والفيتامينات المهمة لجسم الانسان.

حديثنا عن " السيلياك" او ماقد يدعوه البعض "حساسية القمح" حيث ينشأ بسبب الحساسية ضد مادة الجلوتين التي تحتويها بعض المواد الغذائية وهي أحد أنواع البروتينات الموجودة عادة في القمح والشعير والشوفان .وقد يسمى ايضا حساسية الامعاء ضد مادة الجلوتين مما يحدث استجابة مناعية من الجسم ضد انسجته حيث يتفاعل معها الجهاز المناعي في جسم الطفل او المريض بصفة عامة فينتج مواد مضادة تعمل على ضرر الاهداب او النتوءات الصغيرة المهمة لعملية امتصاص الغذاء فوظيفة هذه الاهداب العمل على زيادة المساحة لامتصاص كمية اكبر من العناصر الغذائية ونتيجة لتلك الاصابة يضعف او يتوقف الامتصاص فيحدث الضعف العام مع الاعراض الاخرى المرافقة لهذا الاضطراب . من ذلك نفهم ان الاعراض لاتظهر الا اذا اكل المصاب مواد غذائية تحوي مادة الجلوتين . ويظهر عادة هذا المرض عند الاطفال من سن 6اشهر وحتى سنتين كما انه يظهر ايضا لدى البالغين . وللاسف تمر بعض الحالات المصابة على عيادات الاطفال وعيادات الجهاز الهضمي دون تشخيصها بالشكل الصحيح نظرا لتشابه اعراضه مع الالتهابات المعوية الاخرى حيث يعاني المصاب من تلك الاعراض التي تعزى احيانا الى اسباب عضوية اخرى في حين ان مادة الجلوتين التي يتناولها الطفل في غذائه هي اسباب تلك الاعراض التي يعاني منها .

الأعراض

تشير العديد من الدراسات الى ان الرضاعة الطبيعة تؤدي الى تأخر ظهور الاعراض والتي تظهر بعد تعرض الامعاء المزمن لمادة الجلوتين في بعض الغذاء والتي تحوي المادة النشطة التي تدعى علميا "جيليادين" حيث تحدث التفاعل المناعي مع الغشاء المبطن للامعاء وتُحدث الضرر السابق ذكره . عادة يكون الجزء القريب من الامعاء هو الاكثر تأثرا .تظهر على المريض اعراض متفاوتة ولكن الغالبية العظمى منهم يبدأ باعراض الاسهال وضعف النمو ويمكن ان تظهر الاعراض الاخرى على الشكل التالي:

1) تأخر النمو وضمور في العضلات

2) الإسهال المزمن ونقص في الوزن

3) آلام بالبطن واستفراغ

4) انتفاخ البطن

5) زيادة الشهية للاكل او قلتها

6) القلق وعدم الارتياح

7) الشحوب

8) قد يحدث امساك واسهال متقطع

9) براز باهت وكريه الرائحة

10) تنميل ووخز في الاطراف

11) خمول وتعب عام

12) هشاشة في العظام

13) عدم انتظام الدورة الشهرية عند الإناث البالغات

تشخيص المرض

قد يكون تشخيص مرض السيلياك عائقا نوعاً ما لتشابه أعراض المرض مع أعراض مرضية أخرى مثل القولون العصبي والالتهابات المعوية الاخرى .

يظهر فقر في الدم مع بعض المرضى مع هبوط في مستوى البروتينات . واول فحص للكشف عن وجود المرض هو البحث عن الاجسام المضادة لمادة الجليادين في الدم الا ان ذلك الفحص لا يعتبر فحصا تأكيديا وعندها يلزم عمل فحص اكثر حساسية وهو الكشف عن اجسام مضادة خاصة Endomysial-antibodies و Tissue transglutaminase ، ولتأكيد التشخيص يعمل عادة منظار للجهاز الهضمي العلوي حيث تؤخذ عينة من الجدار المبطن للامعاء والتي قد تظهر ضمورا في اهداب ونتوءات الامتصاص .عادة تعود النتوءات والاهداب الى طبيعتها بعد الامتناع عن الاغذية الحاوية لمادة الجلوتين .

يوجد الجلوتين في القمح والشعير والشوفان والحنطة وبعض انواع المكرونة والخبز ، والوجبة الخالية من البروتين تعني الامتناع عن تناول هذه الأغذية لذا من المهم الابتعاد عن تلك المنتجات والاستعاضة عنها بمنتجات خالية من الجلوتين مثل دقيق الذرة والبطاطا والأرز والصويا لعمل بعض المعجنات المناسبة للمريض وتوجد تلك المنتجات في بعض " السوبرماركت" الخاصة الا ان الكثير من المرضى يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول عليها وذلك لندرتها وغلاء ثمنها .كما يحتاج المرضى الى عقد دورات ارشادية وتثقيفية لتلك الفئة من المرضى واسداء النصح لهم فيما يتعلق بنظامهم الغذائي والعلاجي الجديد وكيفية التكيف معه . من المهم جدا عدم تناول أي غذاء او منتج لايعرف محتواه بصورة دقيقة كما انه يجب الحذر عند تناول أي مأكولات خارج المنزل مالم يكن المريض متأكدا انها لاتحوي مادة الجلوتين ضمن المقادير المكونة لها او المضافة اليها . ولا ننسى التأكد من محتويات بعض الادوية او معاجين الاسنان او الحلويات .

العلاج

اتباع حمية خالية من الجلوتين Gluten Free Diet كفيل بإذن الله للتخلص من اعراض ذلك المرض حيث يلحظ التحسن في بعض الاعراض خلال فترة قصيرة من البدء في الحمية قد تصل تلك الفترة الى اسبوع وقد تمتد الى اكثر من ذلك تتوقف أعراض المرض ويشفى التلف الذي أصاب الأمعاء الدقيقة ويتحسن امتصاص العناصر الغذائية ، يجب ان يمتنع المريض عن جميع الاغذية التي تحتوي على

الجلوتين وفي حال تناول ذلك ولو بكميات قليلة فان التحسن الحاصل سوف يعود الى نقطة البداية لذا يجب ان تكون الحمية عن الاغذية التي تحتوي الجلوتين بصفة قطعية ودائمة . لايوجد أي مضاعفات من الاستمرار على تلك الحمية أوتناول المواد الغذئية الخالية من الجلوتين على المدى الطويل.

الاطعمة الخالية من الجلوتين:.

1) دقيق الذرة والأرز .

2) اللحوم

يمكن تناول جميع أنواع اللحوم والدواجن والأسماك ويجب الحذر من أي نكهات او اضافات غير معروفة ويجب دائما معاينة محتويات المنتج.

3) الخضروات

يمكن تناول جميع أنواع الخضروات الطبيعية الطازجة

4) الفواكه

يمكن تناول جميع الفواكه الطازجة وعصيراتها دون أي اضافات غير معروفة ..ويبقى لاخصائيي التغذية دور كبير في مساعدة مرضى السيلياك للاغذية المناسبة لهم.

هناك العديد من الدراسات وطرق المعالجة التجريبية والتي تبشر مرضى السيلياك بامكانية التخلص من هذا المرض واعراضه حتى مع تناول الاغذية المحتوية على الجلوتين حيث ان تلك المادة توجد في العديد من الاطعمة والتي يحتاج اليها ويتناولها الطفل السليم بشكل يومي.

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1985