لا نقص بل سوء تدبير؟!
لا نقص بل سوء تدبير؟!
محمد أحمد الحساني
يرى مسؤول صحي متقاعد ذو خبرة طويلة في مجال الإدارة الصحية أن النقص المشكو منه على نطاق واسع في مجال عدم وجود سرير شاغر في المستشفيات العامة، مما يؤدي إلى تأخر استقبال بعض الحالات وإعطاء المريض أو ذويه مواعيد تحتاج إلى صبر وانتظار لعدة شهور يظل المريض يعاني خلالها من آلامه وقد تحدث له مضاعفات أو تدهور في حالته الصحية، يرى ذلك المسؤول أنه لا يوجد نقص حقيقي في أعداد السرر الشاغرة، وإنما سوء تدبير من قبل بعض القائمين على إدارات المستشفيات من مدير ومدير طبي ومشرف خدمات طبية ونحوهم، حيث تكون إدارتهم للمستشفيات إدارة بيروقراطية، عندما يأتي الواحد منهم إلى عمله ويدخل مكتبه ويجلس على الكرسي وينشغل بالمعاملات أو يتلهى بأمور أخرى حتى ينتهي الدوام، ولكنه قلما يتفقد أحوال المرضى والأقسام والعاملين فيها من أطباء وممرضين وممرضات، ولذلك فإن أمثال هؤلاء لا يعلمون عن أحوال المستشفى إلا من خلال ما يصلهم من مساعديهم أو من خلال التقارير الورقية، مع أن مديري المستشفيات الذين عمل معهم صاحبنا المسؤول الصحي المتقاعد وعملوا معه كانوا يبدأون عملهم بزيارة مشرف المرضى والأقسام والسؤال عن الأحوال وإعطاء توجيهات وتعليمات بإخراج المرضى الذين يمكن لهم مواصلة علاجهم في منازلهم أولا بأول لتتاح فرصة التنويم لغيرهم ولذلك لم تكن هناك شكوى عامة من عدم توفر الأسرة في المستشفيات وحتى عندما يعترض مريض أو أحد ذويه على الأمر بالخروج معه فإن الأطباء يقنعونه بأنه لا ضرر من خروج مريضه وترك السرير لغيره وأنه في حالة وجود انتكاسة أو حاجة لعودة المريض نفسه فإن ذلك ممكن عن طريق قسم الطوارئ لأن الأسرة متوفرة في أي وقت من ساعات الليل والنهار، ويؤكد صاحبنا مجددا أن المسألة كلها لا تعدو عن كونها سوء تدبير لا أكثر ولا أقل ولذلك فعندما يأتي المريض المحتاج للتنويم إلى المستشفى فإن قسم الاستقبال «يصرفه» بحجة عدم وجود سرير ويطلب منه الحصول على موعد بعد شهور قد يتحقق وقد لا يتحقق، فيما الأطباء المعالجون أو بعضهم على الأقل مرتاحون لما يجري لأن هذه البيرقراطية تعني أن الحالات المنومة محدودة العدد لأن المريض «يبلط» في الغرفة ضعف المدة التي يحتاجها فعليا وهو يعلم أو لا يعلم أنه قد تسبب في حرمان مواطن آخر من العلاج فما هو رأي وزارة الصحة فيما ذكره أخونا المسؤول الصحي وشكرا؟؟
المصدر: صحيفة عكاظ
محمد أحمد الحساني
يرى مسؤول صحي متقاعد ذو خبرة طويلة في مجال الإدارة الصحية أن النقص المشكو منه على نطاق واسع في مجال عدم وجود سرير شاغر في المستشفيات العامة، مما يؤدي إلى تأخر استقبال بعض الحالات وإعطاء المريض أو ذويه مواعيد تحتاج إلى صبر وانتظار لعدة شهور يظل المريض يعاني خلالها من آلامه وقد تحدث له مضاعفات أو تدهور في حالته الصحية، يرى ذلك المسؤول أنه لا يوجد نقص حقيقي في أعداد السرر الشاغرة، وإنما سوء تدبير من قبل بعض القائمين على إدارات المستشفيات من مدير ومدير طبي ومشرف خدمات طبية ونحوهم، حيث تكون إدارتهم للمستشفيات إدارة بيروقراطية، عندما يأتي الواحد منهم إلى عمله ويدخل مكتبه ويجلس على الكرسي وينشغل بالمعاملات أو يتلهى بأمور أخرى حتى ينتهي الدوام، ولكنه قلما يتفقد أحوال المرضى والأقسام والعاملين فيها من أطباء وممرضين وممرضات، ولذلك فإن أمثال هؤلاء لا يعلمون عن أحوال المستشفى إلا من خلال ما يصلهم من مساعديهم أو من خلال التقارير الورقية، مع أن مديري المستشفيات الذين عمل معهم صاحبنا المسؤول الصحي المتقاعد وعملوا معه كانوا يبدأون عملهم بزيارة مشرف المرضى والأقسام والسؤال عن الأحوال وإعطاء توجيهات وتعليمات بإخراج المرضى الذين يمكن لهم مواصلة علاجهم في منازلهم أولا بأول لتتاح فرصة التنويم لغيرهم ولذلك لم تكن هناك شكوى عامة من عدم توفر الأسرة في المستشفيات وحتى عندما يعترض مريض أو أحد ذويه على الأمر بالخروج معه فإن الأطباء يقنعونه بأنه لا ضرر من خروج مريضه وترك السرير لغيره وأنه في حالة وجود انتكاسة أو حاجة لعودة المريض نفسه فإن ذلك ممكن عن طريق قسم الطوارئ لأن الأسرة متوفرة في أي وقت من ساعات الليل والنهار، ويؤكد صاحبنا مجددا أن المسألة كلها لا تعدو عن كونها سوء تدبير لا أكثر ولا أقل ولذلك فعندما يأتي المريض المحتاج للتنويم إلى المستشفى فإن قسم الاستقبال «يصرفه» بحجة عدم وجود سرير ويطلب منه الحصول على موعد بعد شهور قد يتحقق وقد لا يتحقق، فيما الأطباء المعالجون أو بعضهم على الأقل مرتاحون لما يجري لأن هذه البيرقراطية تعني أن الحالات المنومة محدودة العدد لأن المريض «يبلط» في الغرفة ضعف المدة التي يحتاجها فعليا وهو يعلم أو لا يعلم أنه قد تسبب في حرمان مواطن آخر من العلاج فما هو رأي وزارة الصحة فيما ذكره أخونا المسؤول الصحي وشكرا؟؟
المصدر: صحيفة عكاظ