مزاج مكتئب وشعور واضح بالقلق مع التوتر وغضب مستمر أثناء الدورة الشهرية
مزاج مكتئب وشعور واضح بالقلق مع التوتر وغضب مستمر أثناء الدورة الشهرية
حبوب منع الحمل تزيد الاضطرابات النفسية المصاحبة!
أ. د. محمد حسن عدار
تواصلا للحديث الاسبوع قبل الماضي حول الدورة الشهرية والذي اشرنا فيه الى ان ملايين النساء في العالم تعاني من الأعراض النفسية المصاحبة لها. واكدنا ان تلك الأعراض فهمها معقد جداً .
واستكمالا للموضوع نوضح قبل الحديث عن التشخيص انه لا يوجد هناك أي فحص طبي أو تحليل معين يؤكد تشخيص حالات الاضطراب النفسي المصاحب للدورة ولكن تلك التحاليل تجرى للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى جسمية لها نفس الاعراض . فمثلاً إذا كانت المريضة تشكو من إرهاق وتعب فيمكن إجراء فحص الغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود كسل في تلك الغدة ، كما أن فحصا بسيطا للدم سوف يعلمنا بوجود فقر للدم أم لا . ويمكن إجراء فحص هرمون اللبن البرولاكتين (Prolactine) أو الهرمون المحفز للحويصلات (FSH) إذا كان هناك شك في وجود خلل عام في الهرمونات النسائية ، كأن تشكو المرأة من نزيف أو دم في غير أوقات الدورة الشهرية ، وتكون قاربت سن انقطاع الخصوبة . كذلك يجب أن نتعرف على العادات الغذائية للمريضة ، فتناول الكحول أو حتى القهوة له تأثير سلبي على أعراض الحالة . كما أن تناول حبوب منع الحمل يجعل المرأة أكثر عرضة لتلك الأعراض ، ومن هنا علينا تقييم مدى تأثير تلك الحبوب على المريضة .
ويعتمد تشخيص الاضطراب النفسي المرافق للدورة الشهرية على وجود أعراض مرضية تدل عليه . أي أن التشخيص هنا لا يستند على فحوصات طبية معينة وذلك لعدم وجود فحص معين يشير إلى وجود ذلك المرض بصورة قاطعة . واتفقت المصادر الطبية النفسية في كل المجتمعات تقريباً ، على اعتماد ما جاء في المصنف الأمريكي للأمراض النفسية كوسيلة للتشخيص العادي . ونحن هنا سوف نستعرض ما جاء في ذلك المصنف لأنه يثبت معظم الأعراض التي يجب توافرها حتى يتم تشخيص الحالة.
يتعين تشخيص الاضطراب المصاحب للدورة الشهرية على توافر ما يلي :
أولاً : يجب توافر خمسة أو أكثر من الأعراض التالية في معظم الدورات خلال السنة السابقة وذلك في النصف الثاني من الشهر فيما بين فترتي الحيض ، وتختفي تلك الأعراض بعد أيام من بداية الدورة الجديدة بعد الحيض التالي . ويشترط أن يكون أحد هذه الأعراض الخمسة أو أكثر واحداً من أول أربعة أعراض هي :
1- مزاج مكتئب واضح ، أو شعور باليأس ، أو تفكير بخذلان النفس .
2- شعور واضح بالقلق مع التوتر وعدم الراحة .
3- عدم استقرار في المزاج (شعور مفاجئ بالحزن أو الخوف أو الحساسية الشديدة ) .
4- شعور بالغضب المستمر أو عدم الاستقرار أو تزايد في المشكلات مع الأشخاص الآخرين .
5- تناقص في الاهتمام في النشاطات اليومية مثل العمل أو الدراسة أو الأصدقاء أو الهوايات .
6- شعور بعدم القدرة على التركيز .
7- الشعور بالتعب والإرهاق .
8- تغير واضح بالشهية من انعدام الشهية إلى ازدياد واضح في كمية الطعام المتناول .
9- تغير في طريقة النوم من الأرق إلى النوم المتزايد .
10- شعور بالاحباط أو فقدان السيطرة على النفس .
11- أعراض جسمية مثل : ألم أو انتفاخ في الثدي أو الصداع ، أو آلام في المفاصل والعضلات ، أو الشعور بتجمع السوائل في الجسم .
ثانياً : تكون تلك الأعراض المذكورة من الشدة بحيث تؤثر على سير الحياة المعتادة في العمل أو العلاقات الاجتماعية والدراسة .
ثالثاً : يجب ألا تكون تلك الأعراض ناتجة عن اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب ، أو خوف الهلع أو الاضطرابات الوجدانية أو اضطرابات الشخصية ، على الرغم من أن كل من تلك الأعراض قد تكون أعراضاً إضافية لتلك الأمراض أو الاضطرابات .
رابعاً : يجب أن تكون تلك الأعراض مؤكدة بتتبع مستمر وتقييم لشدة الأعراض لدورتين متتابعتين . ولكن من الممكن أن يكون التشخيص بمتابعة تاريخ الحالة بصورة مبدئية .
العلاج :
يتكون علاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بالعادة الشهرية من نوعين :
النوع الأول : هو العلاج غير الدوائي ، أي الذي لا يستدعي استعمال أي عقار أو دواء .
النوع الثاني : فهو النوع الدوائي الذي تستعمل فيه الأدوية لعلاج الأعراض المذكورة أعلاه . أما العلاج غير الدوائي فيشتمل في الدرجة الأولى على طمأنة المريضة على أن تلك الحالة غير مرضية ولا تؤدي إلى اختلاطات غير محمودة . ويحسن أن نعطي المريضة العلاج النفسي المساند ليساعدها على تحمل التوتر والضغوط النفسية المصاحبة لتلك الحالة . كما أن الثقافة الصحية مهمة جداً حتى تعرف المريضة طبيعة الدورة الشهرية وكيفية حدوث الأعراض التي تشكو منها المريضة . وسوف يساعد ذلك على التخفيف من حدة الشعور بالذنب والخجل واليأس . وإذا طلب من المريضة أن تسجل كل يوم ما تشعر به من أحاسيس وأعراض جسمية ونفسية كما هي الحال عند تشخيص الحالة ، فسوف يساعدها ذلك على تكوين نوع من الشعور بالاستقرار وتوقع ما سوف يحدث مستقبلاً وبذلك قد تستطيع المرأة أن تخطط لحياتها اليومية ، وبذلك تخف عليها ضغوط الحياة . كما يحسن أن تنصح المريضة بأن تأخذ القدر الكافي من النوم وتقلل من تناول القهوة والتدخين والملح الكثير في الطعام والمهم عدم تناول الكحول . وفي بعض الحالات يمكن أن نستعمل العلاج المعرفي الذي يستخدمه الأخصائيون النفسيون ، وأحياناً قد يفيد علاج الاسترخاء . وفي معظم الحالات الخفيفة يكون العلاج المساند من غير أي دواء كافياً ولا تحتاج المريضة إلى أكثر من ذلك ، ولهذا فيحسن محاولة العلاج من غير الأدوية لمدة دورتين متتابعتين أي لمدة شهرين على الأقل قبل القرار باستخدام أي دواء . ويحسن ألا ننسى أن بعض الأعراض في هذه الحالة تأتي من تناول نوع من حبوب منع الحمل لا تتفق مع طبيعة المرأة التي تتناول تلك الحبوب ، وعند ذلك يجب أن نغير نوع تلك الحبوب أو نوقف استخدامها نهائياً ويستعاض عنها باستخدام طرق أخرى لمنع الحمل .
المصدر: صحيفة الرياض
حبوب منع الحمل تزيد الاضطرابات النفسية المصاحبة!
أ. د. محمد حسن عدار
تواصلا للحديث الاسبوع قبل الماضي حول الدورة الشهرية والذي اشرنا فيه الى ان ملايين النساء في العالم تعاني من الأعراض النفسية المصاحبة لها. واكدنا ان تلك الأعراض فهمها معقد جداً .
واستكمالا للموضوع نوضح قبل الحديث عن التشخيص انه لا يوجد هناك أي فحص طبي أو تحليل معين يؤكد تشخيص حالات الاضطراب النفسي المصاحب للدورة ولكن تلك التحاليل تجرى للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى جسمية لها نفس الاعراض . فمثلاً إذا كانت المريضة تشكو من إرهاق وتعب فيمكن إجراء فحص الغدة الدرقية للتأكد من عدم وجود كسل في تلك الغدة ، كما أن فحصا بسيطا للدم سوف يعلمنا بوجود فقر للدم أم لا . ويمكن إجراء فحص هرمون اللبن البرولاكتين (Prolactine) أو الهرمون المحفز للحويصلات (FSH) إذا كان هناك شك في وجود خلل عام في الهرمونات النسائية ، كأن تشكو المرأة من نزيف أو دم في غير أوقات الدورة الشهرية ، وتكون قاربت سن انقطاع الخصوبة . كذلك يجب أن نتعرف على العادات الغذائية للمريضة ، فتناول الكحول أو حتى القهوة له تأثير سلبي على أعراض الحالة . كما أن تناول حبوب منع الحمل يجعل المرأة أكثر عرضة لتلك الأعراض ، ومن هنا علينا تقييم مدى تأثير تلك الحبوب على المريضة .
ويعتمد تشخيص الاضطراب النفسي المرافق للدورة الشهرية على وجود أعراض مرضية تدل عليه . أي أن التشخيص هنا لا يستند على فحوصات طبية معينة وذلك لعدم وجود فحص معين يشير إلى وجود ذلك المرض بصورة قاطعة . واتفقت المصادر الطبية النفسية في كل المجتمعات تقريباً ، على اعتماد ما جاء في المصنف الأمريكي للأمراض النفسية كوسيلة للتشخيص العادي . ونحن هنا سوف نستعرض ما جاء في ذلك المصنف لأنه يثبت معظم الأعراض التي يجب توافرها حتى يتم تشخيص الحالة.
يتعين تشخيص الاضطراب المصاحب للدورة الشهرية على توافر ما يلي :
أولاً : يجب توافر خمسة أو أكثر من الأعراض التالية في معظم الدورات خلال السنة السابقة وذلك في النصف الثاني من الشهر فيما بين فترتي الحيض ، وتختفي تلك الأعراض بعد أيام من بداية الدورة الجديدة بعد الحيض التالي . ويشترط أن يكون أحد هذه الأعراض الخمسة أو أكثر واحداً من أول أربعة أعراض هي :
1- مزاج مكتئب واضح ، أو شعور باليأس ، أو تفكير بخذلان النفس .
2- شعور واضح بالقلق مع التوتر وعدم الراحة .
3- عدم استقرار في المزاج (شعور مفاجئ بالحزن أو الخوف أو الحساسية الشديدة ) .
4- شعور بالغضب المستمر أو عدم الاستقرار أو تزايد في المشكلات مع الأشخاص الآخرين .
5- تناقص في الاهتمام في النشاطات اليومية مثل العمل أو الدراسة أو الأصدقاء أو الهوايات .
6- شعور بعدم القدرة على التركيز .
7- الشعور بالتعب والإرهاق .
8- تغير واضح بالشهية من انعدام الشهية إلى ازدياد واضح في كمية الطعام المتناول .
9- تغير في طريقة النوم من الأرق إلى النوم المتزايد .
10- شعور بالاحباط أو فقدان السيطرة على النفس .
11- أعراض جسمية مثل : ألم أو انتفاخ في الثدي أو الصداع ، أو آلام في المفاصل والعضلات ، أو الشعور بتجمع السوائل في الجسم .
ثانياً : تكون تلك الأعراض المذكورة من الشدة بحيث تؤثر على سير الحياة المعتادة في العمل أو العلاقات الاجتماعية والدراسة .
ثالثاً : يجب ألا تكون تلك الأعراض ناتجة عن اضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب ، أو خوف الهلع أو الاضطرابات الوجدانية أو اضطرابات الشخصية ، على الرغم من أن كل من تلك الأعراض قد تكون أعراضاً إضافية لتلك الأمراض أو الاضطرابات .
رابعاً : يجب أن تكون تلك الأعراض مؤكدة بتتبع مستمر وتقييم لشدة الأعراض لدورتين متتابعتين . ولكن من الممكن أن يكون التشخيص بمتابعة تاريخ الحالة بصورة مبدئية .
العلاج :
يتكون علاج الاضطرابات النفسية المرتبطة بالعادة الشهرية من نوعين :
النوع الأول : هو العلاج غير الدوائي ، أي الذي لا يستدعي استعمال أي عقار أو دواء .
النوع الثاني : فهو النوع الدوائي الذي تستعمل فيه الأدوية لعلاج الأعراض المذكورة أعلاه . أما العلاج غير الدوائي فيشتمل في الدرجة الأولى على طمأنة المريضة على أن تلك الحالة غير مرضية ولا تؤدي إلى اختلاطات غير محمودة . ويحسن أن نعطي المريضة العلاج النفسي المساند ليساعدها على تحمل التوتر والضغوط النفسية المصاحبة لتلك الحالة . كما أن الثقافة الصحية مهمة جداً حتى تعرف المريضة طبيعة الدورة الشهرية وكيفية حدوث الأعراض التي تشكو منها المريضة . وسوف يساعد ذلك على التخفيف من حدة الشعور بالذنب والخجل واليأس . وإذا طلب من المريضة أن تسجل كل يوم ما تشعر به من أحاسيس وأعراض جسمية ونفسية كما هي الحال عند تشخيص الحالة ، فسوف يساعدها ذلك على تكوين نوع من الشعور بالاستقرار وتوقع ما سوف يحدث مستقبلاً وبذلك قد تستطيع المرأة أن تخطط لحياتها اليومية ، وبذلك تخف عليها ضغوط الحياة . كما يحسن أن تنصح المريضة بأن تأخذ القدر الكافي من النوم وتقلل من تناول القهوة والتدخين والملح الكثير في الطعام والمهم عدم تناول الكحول . وفي بعض الحالات يمكن أن نستعمل العلاج المعرفي الذي يستخدمه الأخصائيون النفسيون ، وأحياناً قد يفيد علاج الاسترخاء . وفي معظم الحالات الخفيفة يكون العلاج المساند من غير أي دواء كافياً ولا تحتاج المريضة إلى أكثر من ذلك ، ولهذا فيحسن محاولة العلاج من غير الأدوية لمدة دورتين متتابعتين أي لمدة شهرين على الأقل قبل القرار باستخدام أي دواء . ويحسن ألا ننسى أن بعض الأعراض في هذه الحالة تأتي من تناول نوع من حبوب منع الحمل لا تتفق مع طبيعة المرأة التي تتناول تلك الحبوب ، وعند ذلك يجب أن نغير نوع تلك الحبوب أو نوقف استخدامها نهائياً ويستعاض عنها باستخدام طرق أخرى لمنع الحمل .
المصدر: صحيفة الرياض