حقنة الكرتزون في أسفل الظهر.. مفعولها مؤقت!
حقنة الكرتزون في أسفل الظهر.. مفعولها مؤقت!
عبارة عن مادة مضادة للالتهاب يتم خلطها مع مخدر موضعي
د. ياسر بن محمد البحيري
إن إبرة الكرتزون في أسفل الظهر هي إحدى الطرق التي تستخدم لعلاج بعض مشاكل العمود الفقري في مرحلة ما قبل الجراحة. وعلى الرغم من أن مفعولها جيد في كثير من الأحيان إلا أنه يجب التنبيه أن مدة التخلص من الألم تختلف من شخص إلى آخر. ولكن ماهي هذه الإبرة ؟ وماهي المادة التي يتم حقنها ؟ وماهي الآثار الجانبية المحتملة لهذه الإبرة ؟
هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الفقرات القطنية في أسفل الظهر والتي تؤدي إلى ضغط على الأعصاب وألم في أسفل الظهر وفي الفخذين والساقين نتيجة هذا الضغط على الأعصاب. من أشهر هذه الأمراض هو مرض الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية أو مرض ضيق القناة الشوكية. هذه الأمراض تسبب آلاماً مزمنة وقد تكون شديدة وتزداد مع الحركة والوقوف وقد يصاحبها شعور بتنمل وخدر في الطرفين السفليين. وعادةً ما يتم تشخيص هذه الأمراض بأشعة الرنين المغناطيسي التي تبين بوضوح وجود ضغط على الأعصاب في منطقة أسفل الظهر. وبالنسبة لعلاج هذه الأمراض فإنه يتكون من شقين الشق الأول هو العلاج التحفظي غير الجراحي الذي يتكون من الراحة واستخدام الأدوية بجميع أنواعها واستخدام جلسات العلاج الطبيعي والأحزمة الطبية. وفي كثير من المرضى يفشل العلاج التحفظي في إزالة الأعراض وهنا يكون التدخل العلاجي ضرورياً لرفع الضغط عن العصب وتحرير مجرى القنوات العصبية. ولكن في بعض الأحيان قد لاتكون الأعراض شديدة جداً بحيث تستلزم التدخل الجراحي، قد تكون هناك أمراض مزمنة لدى المريض أو المريضة تجعل التدخل الجراحي صعباً أو قد يكون هناك تخوف من المريض أو المريضة من التدخل الجراحي ويودون اللجوء إلى حلول أخرى. وهنا يأتي دور إبرة أسفل الظهر.
ماهي إبرة أسفل الظهر وكيف تعمل؟
إن إبرة أسفل الظهر هي عبارة عن إبرة يتم من خلالها حقن مادة مضادة للالتهاب من مشتقات الكرتزون يتم خلطها مع مخدر موضعي. هذه المادة يتم حقنها حول منطقة الاعصاب الملتهبة نتيجة الضغط بسبب الانزلاق الغضروفي أو بسبب ضيق القناة الشوكية. والمادة لا يتم حقنها في العصب مباشرةً بل في المنطقة المحيطة حول الأعصاب. وبعد أن يتم حقنها فإن هذه المادة تقوم بفعالية وبسرعة بتخفيف شدة الالتهاب والتهيج في الأعصاب وبالتالي فإن الآلام التي يشعر بها المريض تقل وكذلك الخدر في المنطقة الذي يغذيها العصب. الإبرة بالمادة التي تحويها تخدم غرضين فالهدف الأول هو التأكد من أن المنطقة التي يتم حقنها هي فعلاً المسؤولة عن الألم. فإذا ماخفت الآلام بعد الإبرة نتيجة المخدر الموضعي البسيط الذي يتم خلطه مع العقار فإن هذا دليل على أن آلام المريض فعلاً الناتجة عن هذه المنطقة. أما الغرض الثاني هو الذي ذكرناه سابقاً وهو الهدف العلاجي عن طريق المادة المضادة للالتهاب التي تخفف من شدة الالتهاب في المنطقة المريضة. ويجب التنبيه إلى أن هذه الإبرة والمواد التي تحتويها هي ليست حلا نهائيا وجذريا للانزلاق الغضروفي أوضيق القناة الشوكية ولكنها حل مؤقت وإحدى الأدوات الموجودة والمتاحة للتخفيف من الآلام الناتجة عن هذا الضغط. فالإبرة بحد ذاتها لا تفتح مجرى القناة العصبية ولا تزيل الانزلاق الغضروفي وإنما تساعد على تخفيف الالتهاب حول الأعصاب وبالتالي إلى تخفيف الألم. ولذلك فإنها ذات مفعول محدود من الناحية الوقتية. وتستخدم لتخفيف الآلام والتحكم في الأعراض مع بقية الخطة العلاجية غير الجراحية مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية والتأهيل وغير ذلك.
كيف يتم حقن هذه الإبر؟
يتم حقن هذه الإبر من قبل أطباء مختصين في الألم وهم عادةً إما استشاريو تخدير أو استشاريو تأهيل طبي أو استشاريو أعصاب أو جراحو عظام وعمود فقري. وعادةً ما تكون هناك وحدة خاصة في التحكم في الألم يتم من خلالها إعطاء هذه الإبر. ويمكن إعطاء هذه الإبر من ضمن جراحات اليوم بحيث يدخل المريض في الصباح ويتم إعطاؤه الإبرة ويقوم بالذهاب إلى بيته بعد الظهر. أما الخطوات التي يتم اتخاذها خلال هذه الإبرة فهي كالتالي:
1. يتم إعطاء المريض مهدئا بسيطا عن طريق الوريد ليساعده على الارتخاء.
2. يتم وضع المريض في الوضعية المراد إجراؤها وعادةً مايتم وضعه على بطنه نائماً على مخدات طبية مخصوصة لتضمن راحته. وفي بعض الحالات يتم وضع المريض نائماً على جانبه الأيمن أو الأيسر.
3. يتم إجراء تعقيم موضعي باستخدام المطهرات الطبية للمنطقة المراد إعطاء الإبرة خلالها.
4. يتم إعطاء مخدر موضعي عن طريق إبرة صغيرة تحت الجلد في المنطقة المراد إعطاء حقنة الظهر من خلالها.
5. يتم إدخال إبرة طويلة مخصصة لإعطاء هذه النوعية من الأدوية تحت مساعدة الأشعة السينية بحيث يضمن الطبيب المعالج الذي يضع هذه الإبرة في منطقة أسفل الظهر أن الإبرة تصل في المنطقة المريضة المراد إعطاء الدواء فيها بأمان وسهولة وبدقة متناهية حتى لا تؤدي إلى أي مضاعفات وحتى تساعد على إيصال الدواء.
6. يقوم الطبيب بحقن كمية صغير جداً من المادة الملونة التي تظهر تحت الأشعة أن الإبرة وصلت إلى المنطقة المرغوبة.
7. في هذه المرحلة يقوم الطبيب بحقن المادة العلاجية المضادة للالتهاب والتي يتم خلطها مع مخدر موضعي بسيط في المنطقة المرغوبة.
8. وهذه هي آخر خطوة حيث يقوم الطبيب بسحب إبرة الظهر وتنظيف المنطقة ووضع لصقة طبية مكان دخول الإبرة.
وهذه الخطوات الثمانية التي ذكرناها سابقاً عادةً ماتستغرق 15 إلى 30 دقيقة. وبعد انتهاء هذا التدخل يتم وضع المريض في غرفة الملاحظة لمدة تستغرق حوالي الساعة. بعد ذلك يمكن للمريض الخروج من المستشفى والذهاب إلى بيته. وفي اليوم الأول بعد إعطاء إبرة الظهر يتم نصح المريض بتوخي الحذر وتجنب الإجهاد وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، ويتم إعطاؤه موعد في العيادة بعد أسبوعين من إعطاء الإبرة.
ماذا يتوقع المريض في مرحلة ما بعد إعطاء إبرة أسفل الظهر
في المرحلة التي تلي إعطاء الإبرة قد يشعر المريض أو المريضة ببعض الخدور أو التنمل في الساقين. هذه آثار جانبية بسيطة وعابرة نتيجة استخدام المخدر الموضعي مع المادة المضادة للالتهاب وعادةً ماتختفي هذه الأعراض خلال يوم أو يومين. وفي بعض المرضى أيضاً قد يشعر بزيادة في الألم تستمر لبضعة أيام بعد أن يزول مفعول التخدير الموضعي ويبدأ المادة العلاجية في العمل. وهذه أيضاً أعراض عابرة وغير مخيفة بل إنها تعني أن المادة المضادة للالتهاب قد بدأت في عملها. ولكن إذا ما استمرت هذه الأعراض فإن من الواجب هو العودة للطبيب وشرح الأعراض له.
كم مرة يجب تكرار الإبرة وكم مرة ممكن أخذها؟
في الواقع أن هذا يعتمد على الأعراض التي يشعر بها المريض وعلى النتائج التي يحس بها بعد الإبرة الأولى. فإذا مانجحت الإبرة في إزالة الأعراض لبضعة أشهر يمكن للمريض تكرارها مرة أخرى. وفي الغالبية العظمى من المراكز ينصح الأطباء بعدم تكرار الإبرة أكثر من ثلاث مرات في السنة. وإذا ما اضطر المريض لتكرار الإبرة أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في السنة لكي يسيطر على الأعراض فإنه في هذه الحالة يجب اللجوء إلى الجراحة كحل جذري ونهائي لإنهاء المشكلة ورفع الضغط عن الأعصاب.
هل هناك أية مضاعفات أو مخاطر لإبرة أسفل الظهر؟
مثلها مثل أي إجراء طبي هناك مخاطر محتملة لهذه الإبر ومن أهم هذه المخاطر التالي:
1. حدوث نزيف أو التهاب جرثومي في مكان الإبرة.
2. آلام خلال إعطاء الإبرة.
3. حدوث صداع في المرحلة التي تلي إعطاء الإبرة .
4. احتمال حدوث حساسية من المادة التي يتم حقنها.
5. احتمال ضعيف لحدوث إصابة للأعصاب خلال إعطاء الإبرة.
6. احتمال حدوث خلل في عمل المثانة نتيجة إعطاء الإبرة.
7. احتمال حدوث احتباس للسوائل في الجسم في مرحلة ما بعد الإبرة.
8. احتمال حدوث تجمع دموي في منطقة ماحول الأعصاب.
ولكن هذه المضاعفات في الغالبية العظمى من المرضى هي مضاعفات نظرية ونادراً جداً ما تحدث نظراً للتطور الكبير في مجال الطب وللتدريب المكثف الذي يتلقاه الأطباء القائمون على إعطاء هذه الإبرة. والواقع هو أن هذه الإبر آمنة بصفة عامة وهي في كثير من الأحيان أمن بكثير من تناول الأدوية المسكنة لفترات طويلة والتي قد يكون لها تأثيرات جانبية على الكلى وعلى الكبد وعلى الجهاز الهضمي. وهناك العديد من النصائح التي يمكن للمريض القيام بها للتفادي من أية مضاعفات من هذه الإبر ومن هذه الخطوات مايلي:
1. على المريض التوقف عن تناول الأدوية المسيلة للدم مثل عقار الأسبرين أو البلافكس (blavix) أو الأدوية المسيلة للدم قبل أخذ الإبرة.
2. إذا كان المريض يعاني من أية التهابات جرثومية شديدة يجب عليه إعلام الطبيب بذلك لأن إعطاء إبرة الكرتزون قد يزيد من هذه الالتهابات.
3. إذا كان المريض يعرف بأنه يعاني من حساسية لأية أدوية بما في ذلك عقار الكرتزون ومشتقاته فيجب عليه إخبار الطبيب قبل أخذ الإبرة.
4. إذا كان المريض يعاني من أية أمراض مزمنة تؤثر على المناعة أو تؤثر على مستوى السكر في الدم أو على مقاومة الجسم مثل مرض السكري أو مرض الفشل الكلوي المزمن أو مرض ارتفاع الضغط الدم فإنه يجب عليه إعلام الطبيب بذلك.
5. إذا كانت المريضة حاملاً فيجب إعلام الطبيب بذلك لأن الأشعة المستخدمة خلال إعطاء الإبرة مثلها مثل أي أشعة أخرى قد تؤثر في الجنين.
النصائح والتوصيات
إن إبرة أسفل الظهر هي أداة مفيدة في التحكم في الأعراض والآلام الناتجة من الانزلاق الغضروفي المزمن أو ضيق القناة الشوكية المزمن. ولكن هذه الإبرة مثلها مثل الحبوب المسكنة هي ذات مفعول مؤقت وليست حلاً جذرياً ونهائياً للمشكلة. وهي تعتبر حلاً وسطاً بين العملية الجراحية وبين الأدوية. وفائدتها تكمن في أن مفعولها عند الناس الذين يستجيبون لها يكون طويلاً لبضعة أشهر وأنها ليست لها آثار جانبية على كبد أو على الكلى أو على الجهاز الهضمي. أما في حال فشل هذه الإبر في التحكم في الأعراض لفترات طويلة وإذا ما اضطر المريض لتكرارها فإنه يجب اللجوء إلى الحل النهائي والجذري عن طريق التدخل الجراحي لرفع الضغط على الأعصاب وتحرير القنوات العصبية وبالتالي تخليص المريض من الأعراض للأبد بإذن الله تعالى.
المصدر: صحيفة الرياض
عبارة عن مادة مضادة للالتهاب يتم خلطها مع مخدر موضعي
د. ياسر بن محمد البحيري
إن إبرة الكرتزون في أسفل الظهر هي إحدى الطرق التي تستخدم لعلاج بعض مشاكل العمود الفقري في مرحلة ما قبل الجراحة. وعلى الرغم من أن مفعولها جيد في كثير من الأحيان إلا أنه يجب التنبيه أن مدة التخلص من الألم تختلف من شخص إلى آخر. ولكن ماهي هذه الإبرة ؟ وماهي المادة التي يتم حقنها ؟ وماهي الآثار الجانبية المحتملة لهذه الإبرة ؟
هناك الكثير من الأمراض التي تصيب الفقرات القطنية في أسفل الظهر والتي تؤدي إلى ضغط على الأعصاب وألم في أسفل الظهر وفي الفخذين والساقين نتيجة هذا الضغط على الأعصاب. من أشهر هذه الأمراض هو مرض الانزلاق الغضروفي في الفقرات القطنية أو مرض ضيق القناة الشوكية. هذه الأمراض تسبب آلاماً مزمنة وقد تكون شديدة وتزداد مع الحركة والوقوف وقد يصاحبها شعور بتنمل وخدر في الطرفين السفليين. وعادةً ما يتم تشخيص هذه الأمراض بأشعة الرنين المغناطيسي التي تبين بوضوح وجود ضغط على الأعصاب في منطقة أسفل الظهر. وبالنسبة لعلاج هذه الأمراض فإنه يتكون من شقين الشق الأول هو العلاج التحفظي غير الجراحي الذي يتكون من الراحة واستخدام الأدوية بجميع أنواعها واستخدام جلسات العلاج الطبيعي والأحزمة الطبية. وفي كثير من المرضى يفشل العلاج التحفظي في إزالة الأعراض وهنا يكون التدخل العلاجي ضرورياً لرفع الضغط عن العصب وتحرير مجرى القنوات العصبية. ولكن في بعض الأحيان قد لاتكون الأعراض شديدة جداً بحيث تستلزم التدخل الجراحي، قد تكون هناك أمراض مزمنة لدى المريض أو المريضة تجعل التدخل الجراحي صعباً أو قد يكون هناك تخوف من المريض أو المريضة من التدخل الجراحي ويودون اللجوء إلى حلول أخرى. وهنا يأتي دور إبرة أسفل الظهر.
ماهي إبرة أسفل الظهر وكيف تعمل؟
إن إبرة أسفل الظهر هي عبارة عن إبرة يتم من خلالها حقن مادة مضادة للالتهاب من مشتقات الكرتزون يتم خلطها مع مخدر موضعي. هذه المادة يتم حقنها حول منطقة الاعصاب الملتهبة نتيجة الضغط بسبب الانزلاق الغضروفي أو بسبب ضيق القناة الشوكية. والمادة لا يتم حقنها في العصب مباشرةً بل في المنطقة المحيطة حول الأعصاب. وبعد أن يتم حقنها فإن هذه المادة تقوم بفعالية وبسرعة بتخفيف شدة الالتهاب والتهيج في الأعصاب وبالتالي فإن الآلام التي يشعر بها المريض تقل وكذلك الخدر في المنطقة الذي يغذيها العصب. الإبرة بالمادة التي تحويها تخدم غرضين فالهدف الأول هو التأكد من أن المنطقة التي يتم حقنها هي فعلاً المسؤولة عن الألم. فإذا ماخفت الآلام بعد الإبرة نتيجة المخدر الموضعي البسيط الذي يتم خلطه مع العقار فإن هذا دليل على أن آلام المريض فعلاً الناتجة عن هذه المنطقة. أما الغرض الثاني هو الذي ذكرناه سابقاً وهو الهدف العلاجي عن طريق المادة المضادة للالتهاب التي تخفف من شدة الالتهاب في المنطقة المريضة. ويجب التنبيه إلى أن هذه الإبرة والمواد التي تحتويها هي ليست حلا نهائيا وجذريا للانزلاق الغضروفي أوضيق القناة الشوكية ولكنها حل مؤقت وإحدى الأدوات الموجودة والمتاحة للتخفيف من الآلام الناتجة عن هذا الضغط. فالإبرة بحد ذاتها لا تفتح مجرى القناة العصبية ولا تزيل الانزلاق الغضروفي وإنما تساعد على تخفيف الالتهاب حول الأعصاب وبالتالي إلى تخفيف الألم. ولذلك فإنها ذات مفعول محدود من الناحية الوقتية. وتستخدم لتخفيف الآلام والتحكم في الأعراض مع بقية الخطة العلاجية غير الجراحية مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية والتأهيل وغير ذلك.
كيف يتم حقن هذه الإبر؟
يتم حقن هذه الإبر من قبل أطباء مختصين في الألم وهم عادةً إما استشاريو تخدير أو استشاريو تأهيل طبي أو استشاريو أعصاب أو جراحو عظام وعمود فقري. وعادةً ما تكون هناك وحدة خاصة في التحكم في الألم يتم من خلالها إعطاء هذه الإبر. ويمكن إعطاء هذه الإبر من ضمن جراحات اليوم بحيث يدخل المريض في الصباح ويتم إعطاؤه الإبرة ويقوم بالذهاب إلى بيته بعد الظهر. أما الخطوات التي يتم اتخاذها خلال هذه الإبرة فهي كالتالي:
1. يتم إعطاء المريض مهدئا بسيطا عن طريق الوريد ليساعده على الارتخاء.
2. يتم وضع المريض في الوضعية المراد إجراؤها وعادةً مايتم وضعه على بطنه نائماً على مخدات طبية مخصوصة لتضمن راحته. وفي بعض الحالات يتم وضع المريض نائماً على جانبه الأيمن أو الأيسر.
3. يتم إجراء تعقيم موضعي باستخدام المطهرات الطبية للمنطقة المراد إعطاء الإبرة خلالها.
4. يتم إعطاء مخدر موضعي عن طريق إبرة صغيرة تحت الجلد في المنطقة المراد إعطاء حقنة الظهر من خلالها.
5. يتم إدخال إبرة طويلة مخصصة لإعطاء هذه النوعية من الأدوية تحت مساعدة الأشعة السينية بحيث يضمن الطبيب المعالج الذي يضع هذه الإبرة في منطقة أسفل الظهر أن الإبرة تصل في المنطقة المريضة المراد إعطاء الدواء فيها بأمان وسهولة وبدقة متناهية حتى لا تؤدي إلى أي مضاعفات وحتى تساعد على إيصال الدواء.
6. يقوم الطبيب بحقن كمية صغير جداً من المادة الملونة التي تظهر تحت الأشعة أن الإبرة وصلت إلى المنطقة المرغوبة.
7. في هذه المرحلة يقوم الطبيب بحقن المادة العلاجية المضادة للالتهاب والتي يتم خلطها مع مخدر موضعي بسيط في المنطقة المرغوبة.
8. وهذه هي آخر خطوة حيث يقوم الطبيب بسحب إبرة الظهر وتنظيف المنطقة ووضع لصقة طبية مكان دخول الإبرة.
وهذه الخطوات الثمانية التي ذكرناها سابقاً عادةً ماتستغرق 15 إلى 30 دقيقة. وبعد انتهاء هذا التدخل يتم وضع المريض في غرفة الملاحظة لمدة تستغرق حوالي الساعة. بعد ذلك يمكن للمريض الخروج من المستشفى والذهاب إلى بيته. وفي اليوم الأول بعد إعطاء إبرة الظهر يتم نصح المريض بتوخي الحذر وتجنب الإجهاد وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، ويتم إعطاؤه موعد في العيادة بعد أسبوعين من إعطاء الإبرة.
ماذا يتوقع المريض في مرحلة ما بعد إعطاء إبرة أسفل الظهر
في المرحلة التي تلي إعطاء الإبرة قد يشعر المريض أو المريضة ببعض الخدور أو التنمل في الساقين. هذه آثار جانبية بسيطة وعابرة نتيجة استخدام المخدر الموضعي مع المادة المضادة للالتهاب وعادةً ماتختفي هذه الأعراض خلال يوم أو يومين. وفي بعض المرضى أيضاً قد يشعر بزيادة في الألم تستمر لبضعة أيام بعد أن يزول مفعول التخدير الموضعي ويبدأ المادة العلاجية في العمل. وهذه أيضاً أعراض عابرة وغير مخيفة بل إنها تعني أن المادة المضادة للالتهاب قد بدأت في عملها. ولكن إذا ما استمرت هذه الأعراض فإن من الواجب هو العودة للطبيب وشرح الأعراض له.
كم مرة يجب تكرار الإبرة وكم مرة ممكن أخذها؟
في الواقع أن هذا يعتمد على الأعراض التي يشعر بها المريض وعلى النتائج التي يحس بها بعد الإبرة الأولى. فإذا مانجحت الإبرة في إزالة الأعراض لبضعة أشهر يمكن للمريض تكرارها مرة أخرى. وفي الغالبية العظمى من المراكز ينصح الأطباء بعدم تكرار الإبرة أكثر من ثلاث مرات في السنة. وإذا ما اضطر المريض لتكرار الإبرة أكثر من مرتين أو ثلاث مرات في السنة لكي يسيطر على الأعراض فإنه في هذه الحالة يجب اللجوء إلى الجراحة كحل جذري ونهائي لإنهاء المشكلة ورفع الضغط عن الأعصاب.
هل هناك أية مضاعفات أو مخاطر لإبرة أسفل الظهر؟
مثلها مثل أي إجراء طبي هناك مخاطر محتملة لهذه الإبر ومن أهم هذه المخاطر التالي:
1. حدوث نزيف أو التهاب جرثومي في مكان الإبرة.
2. آلام خلال إعطاء الإبرة.
3. حدوث صداع في المرحلة التي تلي إعطاء الإبرة .
4. احتمال حدوث حساسية من المادة التي يتم حقنها.
5. احتمال ضعيف لحدوث إصابة للأعصاب خلال إعطاء الإبرة.
6. احتمال حدوث خلل في عمل المثانة نتيجة إعطاء الإبرة.
7. احتمال حدوث احتباس للسوائل في الجسم في مرحلة ما بعد الإبرة.
8. احتمال حدوث تجمع دموي في منطقة ماحول الأعصاب.
ولكن هذه المضاعفات في الغالبية العظمى من المرضى هي مضاعفات نظرية ونادراً جداً ما تحدث نظراً للتطور الكبير في مجال الطب وللتدريب المكثف الذي يتلقاه الأطباء القائمون على إعطاء هذه الإبرة. والواقع هو أن هذه الإبر آمنة بصفة عامة وهي في كثير من الأحيان أمن بكثير من تناول الأدوية المسكنة لفترات طويلة والتي قد يكون لها تأثيرات جانبية على الكلى وعلى الكبد وعلى الجهاز الهضمي. وهناك العديد من النصائح التي يمكن للمريض القيام بها للتفادي من أية مضاعفات من هذه الإبر ومن هذه الخطوات مايلي:
1. على المريض التوقف عن تناول الأدوية المسيلة للدم مثل عقار الأسبرين أو البلافكس (blavix) أو الأدوية المسيلة للدم قبل أخذ الإبرة.
2. إذا كان المريض يعاني من أية التهابات جرثومية شديدة يجب عليه إعلام الطبيب بذلك لأن إعطاء إبرة الكرتزون قد يزيد من هذه الالتهابات.
3. إذا كان المريض يعرف بأنه يعاني من حساسية لأية أدوية بما في ذلك عقار الكرتزون ومشتقاته فيجب عليه إخبار الطبيب قبل أخذ الإبرة.
4. إذا كان المريض يعاني من أية أمراض مزمنة تؤثر على المناعة أو تؤثر على مستوى السكر في الدم أو على مقاومة الجسم مثل مرض السكري أو مرض الفشل الكلوي المزمن أو مرض ارتفاع الضغط الدم فإنه يجب عليه إعلام الطبيب بذلك.
5. إذا كانت المريضة حاملاً فيجب إعلام الطبيب بذلك لأن الأشعة المستخدمة خلال إعطاء الإبرة مثلها مثل أي أشعة أخرى قد تؤثر في الجنين.
النصائح والتوصيات
إن إبرة أسفل الظهر هي أداة مفيدة في التحكم في الأعراض والآلام الناتجة من الانزلاق الغضروفي المزمن أو ضيق القناة الشوكية المزمن. ولكن هذه الإبرة مثلها مثل الحبوب المسكنة هي ذات مفعول مؤقت وليست حلاً جذرياً ونهائياً للمشكلة. وهي تعتبر حلاً وسطاً بين العملية الجراحية وبين الأدوية. وفائدتها تكمن في أن مفعولها عند الناس الذين يستجيبون لها يكون طويلاً لبضعة أشهر وأنها ليست لها آثار جانبية على كبد أو على الكلى أو على الجهاز الهضمي. أما في حال فشل هذه الإبر في التحكم في الأعراض لفترات طويلة وإذا ما اضطر المريض لتكرارها فإنه يجب اللجوء إلى الحل النهائي والجذري عن طريق التدخل الجراحي لرفع الضغط على الأعصاب وتحرير القنوات العصبية وبالتالي تخليص المريض من الأعراض للأبد بإذن الله تعالى.
المصدر: صحيفة الرياض