التعزيز النفسي بالخطوات الإيجابية!
التعزيز النفسي بالخطوات الإيجابية!
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
كتبت مقالا بعنوان: «الأفكار السلبية والإدارة الذاتية»، حددنا كيف يمكن إقصاء الأفكار السلبية التي تؤثر على الناحية النفسية من خلال الإنسان نفسه وإدارته لأمور حياته ونفسيته من خلال ذاته هو ولا شك أنه مع ذلك تحتاج النفس البشرية إلى تعزيز ودعم لكي تمضي في حياتها سليمة ومعافاة، لأن طبيعة النفس البشرية وهي تسير في هذه الحياة تتعرض لأدواء وعوارض حياتية تصيبها وكما أن هناك مواسم لانتشار بعض الأمراض الجسمية هناك مواسم لظهور بعض الأمراض النفسية، مثلاً تزداد حالات الكآبة في المجتمع الغربي في الشتاء نظراً لغياب بعض الهرمونات التي لها علاقة بالشمس والضوء، والعكس بالعكس، طول النهار في الصيف والحرارة الشديدة لها انعكاسات على سلوك الأفراد وإصابتهم بالغضب السريع وفي بعض الحالات يحصل التردي النفسي وعدم الاستقرار خاصة إذا كان هناك تراكمات لمشاكل اجتماعية وظروف صعبة إما مالية أو أسرية، وتزداد الحالات النفسية سوءا عند فقد ابن أو بنت أو قريب أو عند حلول بعض الأمراض في الإنسان نفسه أو في أحد من يعز عليه وهو يقوم بخدمته، كل هؤلاء وأولئك بحاجة إلى تعزيز ودعم نفسي من خلال خطوات إيجابية يمارسها الإنسان نفسه؛ إن من أهم تلك الخطوات ما يلي:
** الممارسة العملية للحياة: إن إحدى إشكاليات النفس البشرية الفراغ وترك النفس تتهاوى صريعة لأنياب الفراغ ينهشها من كل ناحية، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى وجه في ذلك بقوله (فإذا فرغت فانصب)، وقوله عليه السلام «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، والممارسة العملية للحياة هي الانشغال بالعمل الوظيفي والأعمال الإضافية وعمل برنامج يملأ اليوم والليلة يشمل فيما يشمل وصل الأقارب والقيام بالأعباء المنزلية والسعي في أعمال البر.
** تحريك المؤثرات الإيجابية: إن النفس البشرية لها عناصرها التي تحيا بها وتزداد حيوية بوجودها وبعضها قد يكون موجودا لكن لا يتم تحريكه حيث يكون في وضع من السكون، ومن تلك المؤثرات عناصر الحب والتعاون والروحانية والتوكل، ومساعدة الآخرين.
** التزكية المالية: إن تمحور الإنسان حول ماله طبيعة بشرية وفي نفس الوقت فإن البخل والحرص يخنقان النفس البشرية لذلك فإن التزكية المالية تطيب النفس البشرية وتجعلها تشعر بالسعادة وتنشر في داخلها الراحة النفسية وقد وردت أحاديث كثيرة تدعو للتصدق والصدقة.
** الذكر: تتلمس الدراسات الحديثة هذا المعنى من خلال التوجيه إلى ضرورة أن تنال النفس البشرية قسطاً من الروحانية لذلك يلجأون إلى الرياضيات الروحية مثل اليوجا وغيرها، لكن المسلمين يملكون نهراً جارياً من الروحانية من خلال ذكر الله والتقرب إليه وقراءة القرآن الكريم.
** استخدام الحواس وإشراكها: إن الجسم البشري مركب من حواس تستطيع أن تشركها لمساعدة النفس البشرية وذلك بتفقدها بعد الظلم للآخرين أو أن تظلم هي نفسها فاليد يجب أن تقف عن البطش والرجل يجب ألا تمشي في محرم والعين كذلك وكذلك القلب أن يتخلى عن الأحقاد والآثام وهكذا سائر الحواس الجسمية.
** الدعاء والقوة المعضدة: إن إشعار النفس البشرية بوجود تعزيز ودعم من جهة أكبر يجعلها ترتاح نفسياً وليس لمثل ذلك من الله سبحانه وتعالى الذي له ملك السماوات والأرض وإليه ترجع الأمور وأنه على كل شيء قدير فدعاؤه يمنح فسحة للعافية كبيرة وهو سبحانه قوة معضدة للنفس البشرية.
** خدمة الآخرين والمجتمع: إن مما يجعل النفس البشرية تزداد تعزيزاً وعافية هو القيام على شؤون الحياة للآخرين فالأرامل والأيتام والمساكين وكبار السن وكذلك الخدمات العامة والحاجات الإنسانية كلها من الخطوات الإيجابية التي تزيد القلب راحة والنفس ارتياحا.
المصدر: صحيفة عكاظ
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
كتبت مقالا بعنوان: «الأفكار السلبية والإدارة الذاتية»، حددنا كيف يمكن إقصاء الأفكار السلبية التي تؤثر على الناحية النفسية من خلال الإنسان نفسه وإدارته لأمور حياته ونفسيته من خلال ذاته هو ولا شك أنه مع ذلك تحتاج النفس البشرية إلى تعزيز ودعم لكي تمضي في حياتها سليمة ومعافاة، لأن طبيعة النفس البشرية وهي تسير في هذه الحياة تتعرض لأدواء وعوارض حياتية تصيبها وكما أن هناك مواسم لانتشار بعض الأمراض الجسمية هناك مواسم لظهور بعض الأمراض النفسية، مثلاً تزداد حالات الكآبة في المجتمع الغربي في الشتاء نظراً لغياب بعض الهرمونات التي لها علاقة بالشمس والضوء، والعكس بالعكس، طول النهار في الصيف والحرارة الشديدة لها انعكاسات على سلوك الأفراد وإصابتهم بالغضب السريع وفي بعض الحالات يحصل التردي النفسي وعدم الاستقرار خاصة إذا كان هناك تراكمات لمشاكل اجتماعية وظروف صعبة إما مالية أو أسرية، وتزداد الحالات النفسية سوءا عند فقد ابن أو بنت أو قريب أو عند حلول بعض الأمراض في الإنسان نفسه أو في أحد من يعز عليه وهو يقوم بخدمته، كل هؤلاء وأولئك بحاجة إلى تعزيز ودعم نفسي من خلال خطوات إيجابية يمارسها الإنسان نفسه؛ إن من أهم تلك الخطوات ما يلي:
** الممارسة العملية للحياة: إن إحدى إشكاليات النفس البشرية الفراغ وترك النفس تتهاوى صريعة لأنياب الفراغ ينهشها من كل ناحية، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى وجه في ذلك بقوله (فإذا فرغت فانصب)، وقوله عليه السلام «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ»، والممارسة العملية للحياة هي الانشغال بالعمل الوظيفي والأعمال الإضافية وعمل برنامج يملأ اليوم والليلة يشمل فيما يشمل وصل الأقارب والقيام بالأعباء المنزلية والسعي في أعمال البر.
** تحريك المؤثرات الإيجابية: إن النفس البشرية لها عناصرها التي تحيا بها وتزداد حيوية بوجودها وبعضها قد يكون موجودا لكن لا يتم تحريكه حيث يكون في وضع من السكون، ومن تلك المؤثرات عناصر الحب والتعاون والروحانية والتوكل، ومساعدة الآخرين.
** التزكية المالية: إن تمحور الإنسان حول ماله طبيعة بشرية وفي نفس الوقت فإن البخل والحرص يخنقان النفس البشرية لذلك فإن التزكية المالية تطيب النفس البشرية وتجعلها تشعر بالسعادة وتنشر في داخلها الراحة النفسية وقد وردت أحاديث كثيرة تدعو للتصدق والصدقة.
** الذكر: تتلمس الدراسات الحديثة هذا المعنى من خلال التوجيه إلى ضرورة أن تنال النفس البشرية قسطاً من الروحانية لذلك يلجأون إلى الرياضيات الروحية مثل اليوجا وغيرها، لكن المسلمين يملكون نهراً جارياً من الروحانية من خلال ذكر الله والتقرب إليه وقراءة القرآن الكريم.
** استخدام الحواس وإشراكها: إن الجسم البشري مركب من حواس تستطيع أن تشركها لمساعدة النفس البشرية وذلك بتفقدها بعد الظلم للآخرين أو أن تظلم هي نفسها فاليد يجب أن تقف عن البطش والرجل يجب ألا تمشي في محرم والعين كذلك وكذلك القلب أن يتخلى عن الأحقاد والآثام وهكذا سائر الحواس الجسمية.
** الدعاء والقوة المعضدة: إن إشعار النفس البشرية بوجود تعزيز ودعم من جهة أكبر يجعلها ترتاح نفسياً وليس لمثل ذلك من الله سبحانه وتعالى الذي له ملك السماوات والأرض وإليه ترجع الأمور وأنه على كل شيء قدير فدعاؤه يمنح فسحة للعافية كبيرة وهو سبحانه قوة معضدة للنفس البشرية.
** خدمة الآخرين والمجتمع: إن مما يجعل النفس البشرية تزداد تعزيزاً وعافية هو القيام على شؤون الحياة للآخرين فالأرامل والأيتام والمساكين وكبار السن وكذلك الخدمات العامة والحاجات الإنسانية كلها من الخطوات الإيجابية التي تزيد القلب راحة والنفس ارتياحا.
المصدر: صحيفة عكاظ