• ×
admin

الفقر

الفقر


أ. د. طلال علي زارع

تفاقم الفقر وانتشر في كل مكان حتى في الدول الغنية هناك من يعاني منه.. ووفقاً لتعريف البنك الدولي للدول الفقيرة، فهي الدول التي ينخفض فيها دخل الفرد عن 600 دولار، وعددها 45 دولة معظمها في أفريقيا،. كما أن برنامج الإنماء للأمم المتحدة يضيف معايير أخرى تعبر مباشرة عن مستوي رفاهية الإنسان و نوعية الحياة مما وسع دائرة الفقر بمفهوم نوعية الحياة لتضم داخلها 70 دولة من دول العالم، أي هناك فقراء في بلاد الأغنياء..
وخلال السنوات الأخيرة اجتاحت العالم نكبات عدة مثل الأزمة الاقتصادية وارتفاع أسعار الغذاء والنزاعات وتفشي الأمراض والتغيرات المناخية أدت إلى زيادة أعداد الفقراء والجياع في العالم.. ‏فكان عدد جياع العالم ‏في ‏2006 حوالي ‏854‏ مليونا‏,‏ أما في ‏2009‏ فقد صرحت الأمم المتحدة في اليوم العالمي للقضاء على الفقر في يوم السبت 17 أكتوبر، أن المعونات الغذائية قد تناقصت إلى أدنى مستوى لها منذ عقدين تحت وطأة الأزمة الغذائية والاقتصادية الراهنة، فيما أزداد عدد الجياع في العالم إلى رقم قياسي بلغ أكثر من مليار شخص! أي ما يمثل سدس سكان العالم.. ويعيش غالبيتهم في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأفريقيا..
ولم تحدث الأزمة الغذائية بين يوم وليلة بل جاءت تدريجيا وعرفها معظم الناس‏,‏ فالمشكلة إذن معروفة والجوع معروف قدومه لكن السياسات العالمية غالبا سلحفاة الخطى لعلاج المرض في الوقت المناسب.. ودعا أمين عام الأمم المتحدة إلى وجوب الاستجابة لاحتياجات الجياع أولا بضمان الدعم السياسي والمالي المناسب للمساعدات الغذائية الطارئة.. وأشار إلى أن التغيرات المناخية أدت إلى زيادة هذه المشكلة سوءاً.
وقضية الفقر في العالم مشكلة معقدة وتتداخل فيها مختلف العوامل البيئية والبشرية، وتحتاج إلى تضافر جهود الشعوب جميعا. ومن الضروري أن يسود التعاون والتعاضد والتكافل بين الدول لحل هذه المشكلة.. وأن يكون الاستثمار في المجال الزراعي فعالاً مع دعم صغار المزارعين.. وقال مدير عام منظمة الفاو: \"إن تصاعد عدد الجياع لم يعد مقبولاً، فنحن نملك الوسائل الاقتصادية والتقنية لمحو الجوع، أما العنصر المفقود فهو الإرادة السياسية الأقوى للقضاء على الجوع إلى الأبد.. والاستثمار في الزراعة بالبلدان النامية يتيح الحل، لأن قطاعاً زراعياً معافى لا غنى عنه، ليس للتغلب على الجوع والفقر فحسب، بل وأيضاً لضمان النمو الاقتصادي والسلام والاستقرار في العالم.\"
وللفقر أسباب متعددة، أهمها الكوارث وتفشي الأمية والبطالة والفساد والأمراض والانفجار السكاني وضعف التنمية والتطوير.. ويختلف مجتمع عن آخر في درجة الفقر ونوعيته ونسبة الفقراء فيه، فهناك أسباب داخلية وأخرى خارجية. ومن أهم الأسباب الداخلية طبيعة المجتمع والنظام السياسي والاقتصادي والحروب الأهلية والاضطرابات وانعدام الأمن.. ومن أهم الأسباب الخارجية الحروب والنزاعات والصراعات الدولية والتدخل في شؤون الدول الفقيرة ونهب ثرواتها ونقص المساعدات الدولية أو سوء توزيعها..
ومن المهم على جميع الدول أن تهتم بنشر العلم والقضاء على البطالة والفساد ودعم التنمية المستدامة والتكافل فيما بينها.. وفي ديننا الحنيف فإن الزكاة والصدقات والتعاون من أفضل الطرق لمواجهة الفقر..

المصدر: صحيفة ضوء
بواسطة : admin
 0  0  14709