أطفالنا في رمضان.. المسلسلات التلفزيونية وألعاب الكمبيوتر تسهم في زيادة معدلات البدانة!
أطفالنا في رمضان.. المسلسلات التلفزيونية وألعاب الكمبيوتر تسهم في زيادة معدلات البدانة!
إضافة للخمول وتناول السعرات الحرارية
د. خالد عبد الله المنيع
في هذا الشهر الكريم يجدها الكثير من الناس فرصة لترتيب نظامهم الغذائي وتخليص أجسامهم من الشحوم الزائدة واعادة بناء اجسامهم بشكل صحي ومتناسق ولكن قد يحدث العكس عند البعض الآخر فتحدث زيادة في السمنة وارتفاع لمعدلات الكوليسترول في الدم وذلك نتيجة للاستهلاك العالي من السعرات الحرارية فنجد الصائم ما ان يحين موعد الافطار الا وقد استعد بجميع انواع الاطعمة واكثرها دسما في اعتقاده لتعويض الفترة التي صامها وهذا اعتقاد خاطئ وغير صحي بالاضافة الى ذلك فان الضرر يتعدى الكبار الى الابناء الصغار فالوالدان يوفران لاطفالهم بتلك الاغذية ما يزيد من اوزانهم ويجعلهم حبيسي الشحوم.. هناك زيادة هامة في انتشار زيادة الوزن والسمنة رغم الجهود للتقليل منها ولمنع امراض القلب والاوعية الدموية. نتائج هذا الوباء في طب الأطفال هي حدوث أمراض البالغين عند الصغار مثل الداء السكري من النمط 2 وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول. قد يختلف تعريف السمنة اعتماداً على مصدر المعلومة لكن معظم مقدمي الرعاية الصحية يتفقون بأن الشخص السمين هو الشخص الذي يتجاوز لديه مؤشر كتلة الجسم BMI (الوزن بالكيلوغرام مقسوم على مربع الطول بالمتر، كغ/م2) الخط المئوي الخامس والتسعين المناسب للعمر والجنس. أما الأشخاص الذين يكون لديهم بين الخط المئوي ال 85 وال 95 فيعتبرون زائدي الوزن وهم معرضون لخطر الامراض المرتبطة بالسمنة. يعتبر عند البالغين الشخص الذي يتجاوز ال BMI لديه 30 كغ/م2 سميناً. ويرتبط ال BMI العالي مع زيادة شحوم الجسم في كل المجموعات العمرية عند الجنسين باستثناء الأشخاص الذين لديهم كتلة عضلية كبيرة جداً (مثل ممارسي رياضة كمال الأجسام).. تنظيم مخازن الشحوم في الجسم ومسببات السمنة عند الإنسان متعددة العوامل مما يعكس التفاعلات المعقدة بين الخلفية الوراثية والمحفزات البيئية. وقد تطورت الأنماط الوراثية لصالح تخزين الطاقة وذلك أثناء مرحلة التطور البشري التي كان لا يحصل فيها على الطعام إلا بالمشقة الشديدة وكانت فيها فترات الصيام المديدة والمجاعة من المخاطر الثابتة فتطورت الى بيئة غنية بالطعام عالي السعرات يمكن الوصول إليه بسهولة. ومن العوامل الهامة الأخرى في صيانة وزن الجسم العلاقة بين وزن الجسم واستهلاك الطاقة الإجمالي. وهناك عوامل وراثية عديدة تسيطر على ظهور السمنة ايضا.
يزداد انتشار السمنة بشكل كبير ليس عند البالغين فقط ولكن عند الشباب أيضاً. انتشار السمنة يظهر أعلى بشكل هام وأكثر وضوحاً عند الإناث البالغات. ويكون ذلك واضحاً بشكل خاص عند بداية البلوغ وعند بداية ظهور الطمث. وقد لوحظ زيادة في انتشار السمنة والذي تسارع خلال السنوات العشر الماضية. أهمية العوامل الوراثية على حجم الجسم قد أظهرتها دراسات عديدة على التوائم وقد أظهرت دراسات التوائم بشكل ثابت توافقاً أكبر في حجم الجسم بينهما.
يعتمد توقع خطر السمنة عند البالغين أثناء الطفولة على عوامل عديدة. يستمر ضغط الدم ومستويات الكوليستول في الدم والسمنة في الطفولة إلى البلوغ وما بعده، ولهذا فإن السمنة في الطفولة بحد ذاتها عامل قد يشير الى حدوث السمنة عن البالغين، كما أنها تشير الى حدوث الامراض عند البالغين التي تكون أعلى مما هو متوقع بصرف النظر عن وجود زيادة الوزن فيما بعد البلوغ. وترتبط زيادة الداء السكري النمط 2 عند الأطفال والمراهقين بشكل مباشر مع وباء السمنة. السمنة عند الوالدين خاصة عند الأم منبئة بحدوث السمنة في الطفولة كذلك فإن وزن الولادة المرتفع يتنبأ أيضاً بحدوث السمنة لاحقاً. وأهم عامل يساهم في ارتفاع وزن الولادة هو الداء السكري عند الأم وإلى درجة أقل السمنة عند الأم. الخطر النسبي لتطور السمنة لاحقاً في مرحلة الشباب يكون غالباً عند الأطفال الصغار إذا كان أحد الوالدين سميناً. ويكون أعلى بالنسبة للأطفال الأكبر
يرتبط غياب النشاط البدني مباشرة مع مشاهدة التلفاز او الجلوس طويلا عند العاب الكمبيوتر وغيرها خاصة في هذه الايام التي اعتاد فيها اطفالنا على السهر ليلا والنوم نهارا. ويرتبط عدد ساعات المشاهدة بشكل هام مع ازدياد الوزن خلال سنوات النمو. وفي احدى الدراسات وجد أن تقليل مشاهدة التلفاز قد أدى إلى إنقاص معدل كسب الوزن عند دراسة بعض الطلاب مقارنة مع طلاب اخرين لم يتم تقليل ساعات المشاهدة لديهم. وعند الأطفال بين عمر 8 16 سنة كان انتشار السمنة مرتبطاً بشكل إيجابي مع عدد ساعات مشاهدة التلفاز حتى عندما يتم ضبط ذلك بالنسبة للعمر واستهلاك السعرات الحرارية والنشاط البدني .
الوقاية
يجب توجيه جهود واسعة في المجتمع باتجاه زيادة النشاط الرياضي وتغيير العادات الغذائية وقد يكون من الضروري في بعض الأماكن زيادة السلامة في الشوارع والملاعب. لكن المصادر من أجل ذلك غائبة غالباً. المسؤولية عن تشجيع وتنظيم فرص التثقيف الغذائي وزيادة النشاط البدني يجب أن تتشارك بها المدرسة والمجتمع والمنظمات الصحية. ويجب أن يكون هناك دور لتعزيز برامج التثقيف الأولية في المدارس. أما آلات بيع المشروبات والوجبات في المدارس فيجب ألا تزود بالمشروبات والوجبات الخفيفة عالية السعرات. ويجب على مقدمي الرعاية الصحية للأطفال تقديم النصيحة للوالدين المصابين بالسمنة حول خطر السمنة في الطفولة. الاطفال على الرضاعة الطبيعية أقل احتمالاً لأن تحدث لديهم السمنة في الكبر مقارنة مع اطفال الرضاعة الصناعية وهذا الأمر يجب إيصاله إلى الوالدين اللذين يتوقعان مولوداً.
المعالجة
يوصى بتقليل السعرات الحرارية والزيوت وزيادة الألياف. وقد تكون الأطعمة قليلة الكربوهيدرات مفيدة عند بعض الأشخاص لكن الهدف الرئيس يجب أن يكون تقليل السعرات الحرارية وزيادة استهلاكها. زيادة النشاط الرياضي أمر جيد على أن يكون الهدف هو الوصول إلى التمارين الرياضية المنتظمة ويجب أن يترافق ذلك مع تقليل مشاهدة التلفاز وألعاب الحاسوب.
الأدوية
إن خيارات المعالجة الطبية للسمنة ليست واعدة جداً حيث يجب أن تكون المعالجة مستمرة وطويلة الأمد كما هو الحال في معالجة زيادة ضغط الدم والسكري.
الجراحة:
قد تكون وسيلة تجميلية مفيدة عند المرضى الذين تطبق لديهم الحمية والتمارين بشكل ناجح مع أو دون رأب المعدة الجراحي.
أهداف المعالجة:
كما هو الحال عند البالغين من النادر الحصول على وزن مثالي للجسم نسبة للطول عند الشباب المصابين بالسمنة. يجب أن يكون الهدف الأولي هو إنقاص 10% من الوزن عند الأطفال الكبار، وهذه الدرجة المعتدلة من فقد الوزن تترافق عند البالغين مع نقص الكوليسترول وضغط الدم والأنسولين.
وبالنسبة للأطفال الأصغر قد يؤدي تقليل استهلاك السعرات الحرارية الشديد إلى تناقص غير مقبول في سرعة النمو. وعند العديد من الأطفال الصغار يؤدي منع المزيد من كسب الوزن لفترة من الزمن إلى تحقيق نفس الأهداف. ومن الضروري في كل المجموعات العمرية إجراء تغييرات دائمة على نمط الحياة.
المصدر: صحيفة الرياض
إضافة للخمول وتناول السعرات الحرارية
د. خالد عبد الله المنيع
في هذا الشهر الكريم يجدها الكثير من الناس فرصة لترتيب نظامهم الغذائي وتخليص أجسامهم من الشحوم الزائدة واعادة بناء اجسامهم بشكل صحي ومتناسق ولكن قد يحدث العكس عند البعض الآخر فتحدث زيادة في السمنة وارتفاع لمعدلات الكوليسترول في الدم وذلك نتيجة للاستهلاك العالي من السعرات الحرارية فنجد الصائم ما ان يحين موعد الافطار الا وقد استعد بجميع انواع الاطعمة واكثرها دسما في اعتقاده لتعويض الفترة التي صامها وهذا اعتقاد خاطئ وغير صحي بالاضافة الى ذلك فان الضرر يتعدى الكبار الى الابناء الصغار فالوالدان يوفران لاطفالهم بتلك الاغذية ما يزيد من اوزانهم ويجعلهم حبيسي الشحوم.. هناك زيادة هامة في انتشار زيادة الوزن والسمنة رغم الجهود للتقليل منها ولمنع امراض القلب والاوعية الدموية. نتائج هذا الوباء في طب الأطفال هي حدوث أمراض البالغين عند الصغار مثل الداء السكري من النمط 2 وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول. قد يختلف تعريف السمنة اعتماداً على مصدر المعلومة لكن معظم مقدمي الرعاية الصحية يتفقون بأن الشخص السمين هو الشخص الذي يتجاوز لديه مؤشر كتلة الجسم BMI (الوزن بالكيلوغرام مقسوم على مربع الطول بالمتر، كغ/م2) الخط المئوي الخامس والتسعين المناسب للعمر والجنس. أما الأشخاص الذين يكون لديهم بين الخط المئوي ال 85 وال 95 فيعتبرون زائدي الوزن وهم معرضون لخطر الامراض المرتبطة بالسمنة. يعتبر عند البالغين الشخص الذي يتجاوز ال BMI لديه 30 كغ/م2 سميناً. ويرتبط ال BMI العالي مع زيادة شحوم الجسم في كل المجموعات العمرية عند الجنسين باستثناء الأشخاص الذين لديهم كتلة عضلية كبيرة جداً (مثل ممارسي رياضة كمال الأجسام).. تنظيم مخازن الشحوم في الجسم ومسببات السمنة عند الإنسان متعددة العوامل مما يعكس التفاعلات المعقدة بين الخلفية الوراثية والمحفزات البيئية. وقد تطورت الأنماط الوراثية لصالح تخزين الطاقة وذلك أثناء مرحلة التطور البشري التي كان لا يحصل فيها على الطعام إلا بالمشقة الشديدة وكانت فيها فترات الصيام المديدة والمجاعة من المخاطر الثابتة فتطورت الى بيئة غنية بالطعام عالي السعرات يمكن الوصول إليه بسهولة. ومن العوامل الهامة الأخرى في صيانة وزن الجسم العلاقة بين وزن الجسم واستهلاك الطاقة الإجمالي. وهناك عوامل وراثية عديدة تسيطر على ظهور السمنة ايضا.
يزداد انتشار السمنة بشكل كبير ليس عند البالغين فقط ولكن عند الشباب أيضاً. انتشار السمنة يظهر أعلى بشكل هام وأكثر وضوحاً عند الإناث البالغات. ويكون ذلك واضحاً بشكل خاص عند بداية البلوغ وعند بداية ظهور الطمث. وقد لوحظ زيادة في انتشار السمنة والذي تسارع خلال السنوات العشر الماضية. أهمية العوامل الوراثية على حجم الجسم قد أظهرتها دراسات عديدة على التوائم وقد أظهرت دراسات التوائم بشكل ثابت توافقاً أكبر في حجم الجسم بينهما.
يعتمد توقع خطر السمنة عند البالغين أثناء الطفولة على عوامل عديدة. يستمر ضغط الدم ومستويات الكوليستول في الدم والسمنة في الطفولة إلى البلوغ وما بعده، ولهذا فإن السمنة في الطفولة بحد ذاتها عامل قد يشير الى حدوث السمنة عن البالغين، كما أنها تشير الى حدوث الامراض عند البالغين التي تكون أعلى مما هو متوقع بصرف النظر عن وجود زيادة الوزن فيما بعد البلوغ. وترتبط زيادة الداء السكري النمط 2 عند الأطفال والمراهقين بشكل مباشر مع وباء السمنة. السمنة عند الوالدين خاصة عند الأم منبئة بحدوث السمنة في الطفولة كذلك فإن وزن الولادة المرتفع يتنبأ أيضاً بحدوث السمنة لاحقاً. وأهم عامل يساهم في ارتفاع وزن الولادة هو الداء السكري عند الأم وإلى درجة أقل السمنة عند الأم. الخطر النسبي لتطور السمنة لاحقاً في مرحلة الشباب يكون غالباً عند الأطفال الصغار إذا كان أحد الوالدين سميناً. ويكون أعلى بالنسبة للأطفال الأكبر
يرتبط غياب النشاط البدني مباشرة مع مشاهدة التلفاز او الجلوس طويلا عند العاب الكمبيوتر وغيرها خاصة في هذه الايام التي اعتاد فيها اطفالنا على السهر ليلا والنوم نهارا. ويرتبط عدد ساعات المشاهدة بشكل هام مع ازدياد الوزن خلال سنوات النمو. وفي احدى الدراسات وجد أن تقليل مشاهدة التلفاز قد أدى إلى إنقاص معدل كسب الوزن عند دراسة بعض الطلاب مقارنة مع طلاب اخرين لم يتم تقليل ساعات المشاهدة لديهم. وعند الأطفال بين عمر 8 16 سنة كان انتشار السمنة مرتبطاً بشكل إيجابي مع عدد ساعات مشاهدة التلفاز حتى عندما يتم ضبط ذلك بالنسبة للعمر واستهلاك السعرات الحرارية والنشاط البدني .
الوقاية
يجب توجيه جهود واسعة في المجتمع باتجاه زيادة النشاط الرياضي وتغيير العادات الغذائية وقد يكون من الضروري في بعض الأماكن زيادة السلامة في الشوارع والملاعب. لكن المصادر من أجل ذلك غائبة غالباً. المسؤولية عن تشجيع وتنظيم فرص التثقيف الغذائي وزيادة النشاط البدني يجب أن تتشارك بها المدرسة والمجتمع والمنظمات الصحية. ويجب أن يكون هناك دور لتعزيز برامج التثقيف الأولية في المدارس. أما آلات بيع المشروبات والوجبات في المدارس فيجب ألا تزود بالمشروبات والوجبات الخفيفة عالية السعرات. ويجب على مقدمي الرعاية الصحية للأطفال تقديم النصيحة للوالدين المصابين بالسمنة حول خطر السمنة في الطفولة. الاطفال على الرضاعة الطبيعية أقل احتمالاً لأن تحدث لديهم السمنة في الكبر مقارنة مع اطفال الرضاعة الصناعية وهذا الأمر يجب إيصاله إلى الوالدين اللذين يتوقعان مولوداً.
المعالجة
يوصى بتقليل السعرات الحرارية والزيوت وزيادة الألياف. وقد تكون الأطعمة قليلة الكربوهيدرات مفيدة عند بعض الأشخاص لكن الهدف الرئيس يجب أن يكون تقليل السعرات الحرارية وزيادة استهلاكها. زيادة النشاط الرياضي أمر جيد على أن يكون الهدف هو الوصول إلى التمارين الرياضية المنتظمة ويجب أن يترافق ذلك مع تقليل مشاهدة التلفاز وألعاب الحاسوب.
الأدوية
إن خيارات المعالجة الطبية للسمنة ليست واعدة جداً حيث يجب أن تكون المعالجة مستمرة وطويلة الأمد كما هو الحال في معالجة زيادة ضغط الدم والسكري.
الجراحة:
قد تكون وسيلة تجميلية مفيدة عند المرضى الذين تطبق لديهم الحمية والتمارين بشكل ناجح مع أو دون رأب المعدة الجراحي.
أهداف المعالجة:
كما هو الحال عند البالغين من النادر الحصول على وزن مثالي للجسم نسبة للطول عند الشباب المصابين بالسمنة. يجب أن يكون الهدف الأولي هو إنقاص 10% من الوزن عند الأطفال الكبار، وهذه الدرجة المعتدلة من فقد الوزن تترافق عند البالغين مع نقص الكوليسترول وضغط الدم والأنسولين.
وبالنسبة للأطفال الأصغر قد يؤدي تقليل استهلاك السعرات الحرارية الشديد إلى تناقص غير مقبول في سرعة النمو. وعند العديد من الأطفال الصغار يؤدي منع المزيد من كسب الوزن لفترة من الزمن إلى تحقيق نفس الأهداف. ومن الضروري في كل المجموعات العمرية إجراء تغييرات دائمة على نمط الحياة.
المصدر: صحيفة الرياض