الصيام مزيل للسموم والآثام
الصيام مزيل للسموم والآثام
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
طيلة عام كامل والإنسان في حركة تغذوية يمد خلالها أمعاءه وخلاياه بصنوف متعددة من المأكولات والمشروبات، وقد تعود الكثير عدم الرفق بحاله فلا يفرق في ما يأكله ما بين ما هو صحي أو غير صحي. ولغياب التوعية التغذوية في كثير من المجتمعات فإن الجسم البشري يتلقى كناتج نهائي لبعض الأغذية ما يمكن أن يكون مواد ضارة، وبعضها عند زيادته يتحول إلى سموم تنال من الخلايا وتطيح بها وتمرضها وتجعلها أسيرة لحياة معتلة فترة طويلة من الزمن. وفي المقابل، فإن النفس البشرية تتزايد عليها ضربات موجهة من حياة بعيدة عن الله فتحمل بداخلها هموما وآثاما وذنوبا، فعندما يحل شهر رمضان فإن ذلك يمنح كلا من الجسم والنفس عودة صحيحة من خلال تخلصهما من الأضرار الغذائية وسمومها والذنوب والآثام وشرورها، فكيف يتم ذلك؟
إن السموم بقوائمها المختلفة وأنواعها المتعددة هيأ الله في أجسامنا من يكون لها بالمرصاد، وجعل للجسم منها فرجا ومخرجا بوجود عضو الكبد الذي تناط به بعد الله سبحانه وتعالى مهمة تنظيف الجسم من السموم وإبطال مفعول كثير من هذه المواد السامة، بل قد يحول بعضها إلى مواد نافعة مثل الكرياتين وأملاح الأمونيا، لكن الكبد كجهاز محدود الطاقة قد يصاب بعطب فتتوقف بعض خلاياه عن العمل أو قد يضعف أداء خلاياه بسبب تقدم السن فتترسب بعض هذه المواد السامة في أنسجة الجسم، خصوصا في المخازن الدهنية، ويأتي دور الصيام في إزالته للسموم في كونه عاملا أساسيا في تحويل كميات هائلة من الشحوم المخزنة في خلايا الجسم إلى الكبد حتى تتم أكسدتها وينتفع بها وتستخرج منها السموم الذائبة فيها وتزال سميتها ويتخلص منها الجسم.
إن الذنوب والآثام والمعاصي والظلم وما يماثلها بجميع أنواعها وتصنيفاتها ضارة على النفس البشرية تعمل عمل السموم في الجسم، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى نبه إلى ضرورة البعد عن الآثام، كما قال تعالى «وذروا ظاهر الإثم وباطنه» والإثم كما عرفه عليه الصلاة والسلام بقوله: الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس؛ وهو يشمل الشهوات والشبهات، وبالتالي فإن الحصيلة النهائية للمعاصي هي تجميع (الآثام)، وشهر رمضان هو شهر العودة إلى الله والتهيئة فيه لترك الذنوب والآثام كبيرة، بل إنه مزيل لها لأنه شهر المغفرة والتوبة، والتوبة تجب ما قبلها من ذنوب ويعود الإنسان كمن لا ذنب له، ويقول عليه الصلاة منبها إلى هذا الأمر بأن من يدرك رمضان فلا يغفر له فإنه خسران حيث جاءه جبريل فقال له: يا محمد قل آمين، فقلت آمين على من أدركه رمضان ولم يغفر له.
المصدر: صحيفة عكاظ
أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم
طيلة عام كامل والإنسان في حركة تغذوية يمد خلالها أمعاءه وخلاياه بصنوف متعددة من المأكولات والمشروبات، وقد تعود الكثير عدم الرفق بحاله فلا يفرق في ما يأكله ما بين ما هو صحي أو غير صحي. ولغياب التوعية التغذوية في كثير من المجتمعات فإن الجسم البشري يتلقى كناتج نهائي لبعض الأغذية ما يمكن أن يكون مواد ضارة، وبعضها عند زيادته يتحول إلى سموم تنال من الخلايا وتطيح بها وتمرضها وتجعلها أسيرة لحياة معتلة فترة طويلة من الزمن. وفي المقابل، فإن النفس البشرية تتزايد عليها ضربات موجهة من حياة بعيدة عن الله فتحمل بداخلها هموما وآثاما وذنوبا، فعندما يحل شهر رمضان فإن ذلك يمنح كلا من الجسم والنفس عودة صحيحة من خلال تخلصهما من الأضرار الغذائية وسمومها والذنوب والآثام وشرورها، فكيف يتم ذلك؟
إن السموم بقوائمها المختلفة وأنواعها المتعددة هيأ الله في أجسامنا من يكون لها بالمرصاد، وجعل للجسم منها فرجا ومخرجا بوجود عضو الكبد الذي تناط به بعد الله سبحانه وتعالى مهمة تنظيف الجسم من السموم وإبطال مفعول كثير من هذه المواد السامة، بل قد يحول بعضها إلى مواد نافعة مثل الكرياتين وأملاح الأمونيا، لكن الكبد كجهاز محدود الطاقة قد يصاب بعطب فتتوقف بعض خلاياه عن العمل أو قد يضعف أداء خلاياه بسبب تقدم السن فتترسب بعض هذه المواد السامة في أنسجة الجسم، خصوصا في المخازن الدهنية، ويأتي دور الصيام في إزالته للسموم في كونه عاملا أساسيا في تحويل كميات هائلة من الشحوم المخزنة في خلايا الجسم إلى الكبد حتى تتم أكسدتها وينتفع بها وتستخرج منها السموم الذائبة فيها وتزال سميتها ويتخلص منها الجسم.
إن الذنوب والآثام والمعاصي والظلم وما يماثلها بجميع أنواعها وتصنيفاتها ضارة على النفس البشرية تعمل عمل السموم في الجسم، لذلك فإن الله سبحانه وتعالى نبه إلى ضرورة البعد عن الآثام، كما قال تعالى «وذروا ظاهر الإثم وباطنه» والإثم كما عرفه عليه الصلاة والسلام بقوله: الإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس؛ وهو يشمل الشهوات والشبهات، وبالتالي فإن الحصيلة النهائية للمعاصي هي تجميع (الآثام)، وشهر رمضان هو شهر العودة إلى الله والتهيئة فيه لترك الذنوب والآثام كبيرة، بل إنه مزيل لها لأنه شهر المغفرة والتوبة، والتوبة تجب ما قبلها من ذنوب ويعود الإنسان كمن لا ذنب له، ويقول عليه الصلاة منبها إلى هذا الأمر بأن من يدرك رمضان فلا يغفر له فإنه خسران حيث جاءه جبريل فقال له: يا محمد قل آمين، فقلت آمين على من أدركه رمضان ولم يغفر له.
المصدر: صحيفة عكاظ