• ×
admin

وداعـا أستاذ الطيبة

وداعـا أستاذ الطيبة

أحمد الشمراني

في خيمة حزني يسكن الألم فمن يشاركني هذا السواد الحالك؟؟
تصفعني الأيام يومـا بعد آخر بفقدان عزيز ولا أملك إلا أن أقول عفوك يا الله ورحمتك يا رحيم.
الموت حق ولا تثريب في ذلك لكن الحزن أعمق من أن تضمده أو تعالجه عبارات مواساة وعبارات محب يريد أن ينسى.
خطف الموت الأمير محمد العبد الله الفيصل وجاء الحزن هذه الوهلة أثقل من أن أحمله أو أتحمله.
مات الإنسان والأب والحبيب محمد العبد الله فماذا تريدون أن أفعل؟؟
بكيته بحرقة وحزنت عليه بألم فهل أخفي مشاعري؟؟
سيدي الحزن أنت أم أنا يشبه الآخر، صديقي التعب أيهما أكثر وفاء للآخر أنا أم أنت؟
ماااات من كنت يوما لا أناديه إلا بوالدي فيا لها من صدمة!!
مات محمد العبد الله الفيصل فضاقت بي جدة.
كنت في قمة تعبي أذكره وأتذكره وأقول عنه وله ما يقوله الابن لأبيه والتلميذ لمعلمه..
ماذا تريدون أن أكتب هل أكتب عن صدقه ووضـوحه وكرمه أم عن إنسانيته التي لو وزعت على وطن لكفتـه.
مات أستاذ الطيبة فقلت للأمير بندر بن فهد من سيعوضنا غياب أبي تركي؟؟
بكـى أحمد عيد وبكيت معه فضاعت بيننا جمل حزينة ولن نضيع صورة حبيبنا محمد العبد الله الفيصل من أعيننا وقلوبنا.
ذهبت إلى ذاك المكان الذي اعتدت ألتقيه فيه فطافت بي ذكريات بكيت غيابها وبكيت لها.
قلبي تعب هكذا قال لي ذات مساء فقلت القلوب النقية هي من تتعب يا سيد البياض.
لست هنا بصدد تعداد مـآثر ومناقب والدي محمد العبد الله بقدر ما أتحدث عن حزني.
حزن سـأتقاسمه مع أبنائه وإخوته ومحبيه بل ومع وطني.
مات أبو تركي فأشعر أن كل الطرق المؤدية إلى الطيبة أغلقت!!
مات الأمير والإنسان محمد العبد الله الفيصل فشعرت أن للحزن ليلا طووووويلا.
أيـام بل أشهر بل سنوات قضيتها معه ومع إخوته وأبنائه كان فيها الأب والأخ والصديق والإنسان الذي يجمع كل من يعرفه على أنه مدرسة في النبل والطيبة.
مااااات حبيبي محمد العبد الله فمن يواسيني؟؟.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1191