ليلة القدر
ليلة القدر
د. مسعود بن بشير المحمدي
فضلها الله سبحانه على سائر الليالي فأنزل فيها القرآن ووصفها بأنها مباركة، قال سبحانه ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقد أخبر سبحانه في الآية السابقة أنه يفرق فيها كل أمر حكيم فيقدر الله فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره التي كلها حكيمة، وقيل لأن المقادير تكتب وتقدر فيها وأرشد عباده إلى شرف قدرها فأنزل سورة تبين فضلها وتأمل ما ينبئك به الاستفهام في قوله ( وما أدراك ما ليلة القدر) إنها ليلة كلها خيرات وبركات فإحياؤها بالتعبد خير من تعبد في غيرها ألف شهر. قال سبحانه ( ليلة القدر خير من ألف شهر) أي ما يزيد على ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر.
أخي الحبيب تصور تنزل الملائكة والروح فيها بإذنه سبحانه من كل أمر، فإنهم عباد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم يتنزلون في ليلة القدر إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة. وقف مع قوله سبحانه (سلام هي حتى مطلع الفجر ) كم في هذه من بشائر. قال الشيخ ابن عثيمين: أي أن ليلة القدر سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يعتق من النار ويسلم من عذابها. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن قيامها سبب لمغفرة ذنوب العبد. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان..
وكما قدمت في مقالي في الأسبوع الماضي أن هذه الليلة جزما ويقينا في العشر الأواخر من رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)، رواه الشيخان وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع وتكون آكد في السبع الأواخر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما (إن رجالا من أصحاب النبي صلى عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال النبي صلى الله عليه أرى رؤياكم قد تواطأت يعني اتفقت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر)، رواه الشيخان. ويرجح جمع من العلماء أنها آكد في ليلة سبع وعشرين مستدلين بما رواه مسلم في صحيحه عن أبي رضي الله عنه قال ( والله إني لأعلم أي ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين). لكن قال ابن حجر وغيره إن ليلة القدر تنتقل كل سنة في ليلة من الوتر في العشر الأواخر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى )، رواه البخاري في صحيحه . وأخفى الله معرفة في أي ليلة هي من العشر رحمة بالعباد ليجتهدوا في طلبها فتكثر أعمالهم الصالحة من دعاء وصلاة وذكر في الليالي العشر فينعموا بروح القرب منه سبحانه. وكنت أريد الحديث عن بعض علاماتها لكن لا يتسع المقال غير أني أذكر نفسي وأحبابي بأن نحيي ليالي الخير بالدعاء والذكر والصلاة.. كتب الله لنا ولكم قيام ليلة القدر.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. مسعود بن بشير المحمدي
فضلها الله سبحانه على سائر الليالي فأنزل فيها القرآن ووصفها بأنها مباركة، قال سبحانه ( إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين . فيها يفرق كل أمر حكيم ) وقد أخبر سبحانه في الآية السابقة أنه يفرق فيها كل أمر حكيم فيقدر الله فيها ما يكون في السنة ويقضيه من أموره التي كلها حكيمة، وقيل لأن المقادير تكتب وتقدر فيها وأرشد عباده إلى شرف قدرها فأنزل سورة تبين فضلها وتأمل ما ينبئك به الاستفهام في قوله ( وما أدراك ما ليلة القدر) إنها ليلة كلها خيرات وبركات فإحياؤها بالتعبد خير من تعبد في غيرها ألف شهر. قال سبحانه ( ليلة القدر خير من ألف شهر) أي ما يزيد على ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر.
أخي الحبيب تصور تنزل الملائكة والروح فيها بإذنه سبحانه من كل أمر، فإنهم عباد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون وهم يتنزلون في ليلة القدر إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة. وقف مع قوله سبحانه (سلام هي حتى مطلع الفجر ) كم في هذه من بشائر. قال الشيخ ابن عثيمين: أي أن ليلة القدر سلام للمؤمنين من كل مخوف لكثرة من يعتق من النار ويسلم من عذابها. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن قيامها سبب لمغفرة ذنوب العبد. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان..
وكما قدمت في مقالي في الأسبوع الماضي أن هذه الليلة جزما ويقينا في العشر الأواخر من رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)، رواه الشيخان وهي في الأوتار أقرب من الأشفاع وتكون آكد في السبع الأواخر لحديث ابن عمر رضي الله عنهما (إن رجالا من أصحاب النبي صلى عليه وسلم رأوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال النبي صلى الله عليه أرى رؤياكم قد تواطأت يعني اتفقت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحراها في السبع الأواخر)، رواه الشيخان. ويرجح جمع من العلماء أنها آكد في ليلة سبع وعشرين مستدلين بما رواه مسلم في صحيحه عن أبي رضي الله عنه قال ( والله إني لأعلم أي ليلة هي؟ هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها هي ليلة سبع وعشرين). لكن قال ابن حجر وغيره إن ليلة القدر تنتقل كل سنة في ليلة من الوتر في العشر الأواخر وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر في تاسعة تبقى في سابعة تبقى في خامسة تبقى )، رواه البخاري في صحيحه . وأخفى الله معرفة في أي ليلة هي من العشر رحمة بالعباد ليجتهدوا في طلبها فتكثر أعمالهم الصالحة من دعاء وصلاة وذكر في الليالي العشر فينعموا بروح القرب منه سبحانه. وكنت أريد الحديث عن بعض علاماتها لكن لا يتسع المقال غير أني أذكر نفسي وأحبابي بأن نحيي ليالي الخير بالدعاء والذكر والصلاة.. كتب الله لنا ولكم قيام ليلة القدر.
المصدر: صحيفة عكاظ