عيد بلا متاعب
عيد بلا متاعب
د. هيثم محمود شاولي
تفصلنا ساعات عن حلول العيد، بعد أن من الله علينا بصيام رمضان وقيامه، وبالطبع مع حلول العيد تعود الساعة البيولوجية إلى برمجتها القديمة، ولا اقصد تلك الساعة التي تنظم مواعيد النوم والعمل والاستيقاظ عند كل منا، بل اقصد الساعة البيولوجية للقيم والمبادئ والدروس المستفادة من رمضان الفضيل، والتي يتناساها ويتجاهلها الكثير من الأفراد بمجرد انتهاء الشهر الكريم.
فللأسف تعود الكثير من الملامح والصور والممارسات الخاطئة من جديد، فالشباب يبدأ في ممارسة نشاطه في السرعة والتفحيط ومضايقة الآخرين، والمدخن يعود لسيجارته بعد أن عزم بإرادة قوية أن يتوقف عن التدخين، والأهم من كل ذلك تتغير شخصية الإنسان من جديد في تعامله مع الآخرين، ولا سيما إذا كان هذا الشخص موظفا في إدارة خدمية، فيتعامل مع المراجعين بحدة وجلافة وابتسامة غائبة عن محياه، عكس تعامله في رمضان، لأن الصيام كرس في دواخله أجواء روحانية نفسية انعكست على أدائه وتعامله.
ومن السلوكيات التي تنتشر في العيد هي استغلال أصحاب الملاهي والبسطات وبعض البقالات والمطاعم، والعربات التي تجوب الكورنيش الجنوبي والشمالي برفع الأسعار بحجة أن المناسبة «عيد» دون مخافة الله أو وجه حق، ويضطر رب الأسرة مجبرا إلى دفع مافي جيبه لإسعاد أبنائه وعدم قتل الفرحة. وفي سياق الصحة فإن شهية الأكل تعود من جديد عند الكثير من الأفراد الذين يجدون أيام العيد فرصة في تناول كل ما لذ وطاب وخصوصا في المناسبات التي تحتوي على موائد المفطحات التي تشكل أعباء جديدة على الوزن لاحتوائها على دهون وسعرات وكولسترول، وبالتالي يزداد الوزن أكثر مما كان عليه في رمضان. أما المشهد الخطير الذي يتكرر في طوارئ المستشفيات في أيام العيد هو وصول إصابات أطفال ناتجة عن الألعاب النارية التي تعرف بـ«الطراطيع»، حيث يتعامل الأطفال مع هذه الألعاب بكل براءة وشجاعة معرضين أنفسهم لخطورة لا يحمد عقباها، مع التنويه إلى أن أكثر الإصابات تكون في منطقة العين بجانب حروق اليدين، وهنا يأتي دور الوالدين في توعية أبنائهم، بالإضافة إلى دور الأمانات في مكافحة هذه الألعاب الخطرة.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. هيثم محمود شاولي
تفصلنا ساعات عن حلول العيد، بعد أن من الله علينا بصيام رمضان وقيامه، وبالطبع مع حلول العيد تعود الساعة البيولوجية إلى برمجتها القديمة، ولا اقصد تلك الساعة التي تنظم مواعيد النوم والعمل والاستيقاظ عند كل منا، بل اقصد الساعة البيولوجية للقيم والمبادئ والدروس المستفادة من رمضان الفضيل، والتي يتناساها ويتجاهلها الكثير من الأفراد بمجرد انتهاء الشهر الكريم.
فللأسف تعود الكثير من الملامح والصور والممارسات الخاطئة من جديد، فالشباب يبدأ في ممارسة نشاطه في السرعة والتفحيط ومضايقة الآخرين، والمدخن يعود لسيجارته بعد أن عزم بإرادة قوية أن يتوقف عن التدخين، والأهم من كل ذلك تتغير شخصية الإنسان من جديد في تعامله مع الآخرين، ولا سيما إذا كان هذا الشخص موظفا في إدارة خدمية، فيتعامل مع المراجعين بحدة وجلافة وابتسامة غائبة عن محياه، عكس تعامله في رمضان، لأن الصيام كرس في دواخله أجواء روحانية نفسية انعكست على أدائه وتعامله.
ومن السلوكيات التي تنتشر في العيد هي استغلال أصحاب الملاهي والبسطات وبعض البقالات والمطاعم، والعربات التي تجوب الكورنيش الجنوبي والشمالي برفع الأسعار بحجة أن المناسبة «عيد» دون مخافة الله أو وجه حق، ويضطر رب الأسرة مجبرا إلى دفع مافي جيبه لإسعاد أبنائه وعدم قتل الفرحة. وفي سياق الصحة فإن شهية الأكل تعود من جديد عند الكثير من الأفراد الذين يجدون أيام العيد فرصة في تناول كل ما لذ وطاب وخصوصا في المناسبات التي تحتوي على موائد المفطحات التي تشكل أعباء جديدة على الوزن لاحتوائها على دهون وسعرات وكولسترول، وبالتالي يزداد الوزن أكثر مما كان عليه في رمضان. أما المشهد الخطير الذي يتكرر في طوارئ المستشفيات في أيام العيد هو وصول إصابات أطفال ناتجة عن الألعاب النارية التي تعرف بـ«الطراطيع»، حيث يتعامل الأطفال مع هذه الألعاب بكل براءة وشجاعة معرضين أنفسهم لخطورة لا يحمد عقباها، مع التنويه إلى أن أكثر الإصابات تكون في منطقة العين بجانب حروق اليدين، وهنا يأتي دور الوالدين في توعية أبنائهم، بالإضافة إلى دور الأمانات في مكافحة هذه الألعاب الخطرة.
المصدر: صحيفة عكاظ