ورم بطانة الرحم.. عدم القدرة على الحمل السبيل إلى اكتشاف المرض!
ورم بطانة الرحم.. عدم القدرة على الحمل السبيل إلى اكتشاف المرض!
المجمد الحراري طريقة حديثة وآمنة في المعالجة
أ.د. محمد بن حسن عدار
الرحم هو كيس عضلي قابل للتكيف موجود في وسط الجهاز التناسلي ولكي يمنح الرحم الدعم الحيوي اللازم للجنين لا بد ان يكون في صحة جيدة رغم انه عرضة للكثير من المشاكل. يقع الرحم وراء المثانة و له شكل الكمثرى المقلوبة لدى المرأة غير الحامل ويبلغ طوله 7.5 سم وعرضه الاقصى 5 سم ويطلق على الجزء العلوي العريض من الرحم اسم الجسم فيما يعرف الجزء السفلي والضيق باسم عنق الرحم الذي يؤدي الى المهبل وقبل الحمل يكون تجويف الرحم صغيراً وضيقاً فيما جدرانه العضلية مزودة بطبقة خارجية اسمها ظهارة الرحم وطبقة متوسطة سميكة اسمها عضل الرحم وبطانة داخلية اسمها بطانة الرحم. تزداد سماكة بطانة الرحم كل شهر تحت تأثير الهرمونات استعداداً لزرع البويضة الملقحة لكن في حال عدم حدوث الحمل تتلف خلايا بطانة الرحم و يتخلص منها الرحم من خلال دم الطمث (الدورة الشهرية).
وسنتطرق لبعض المشاكل الصحية التي تحدث في الرحم:
ورم بطانة الرحم (بطانة الرحم الهاجرة):
في هذا المرض يصبح خارج الرحم مكسواً بخلايا شبيهة بتلك الموجودة عادة في بطانته وقد تنتقل هذه الخلايا الى اي مكان في تجويف البطن او الحوض كما الى احد المبيضيين او كليهما او قناتي فالوب او المثانة او الامعاء او ما حول الاوتار والاربطة الداعمة للرحم او على جدار الحوض وهذه الخلايا تستجيب الى التغيرات الهرمونية الحاصلة خلال دورة الطمث فهي تزداد في مرحلة من الشهر وحين يبدأ الرحم بالتخلص من بطانته فإن ورم بطانة الرحم او البطانة الهاجرة تتلف بنفس الطريقة ايضاً وبما ان هذه الخلايا عالقة في مساحة الحوض فانها تصبح دبقة وتنتشر بكثرة لتجمع الاعضاء ببعضها او بجدران الحوض ويطلق على هذا الانحاء النسيج اسم الالتصاقات وقد تتحول هذه الاخيرة الى اورام مليئة بالدم الاسود ويطلق عليها الاطباء اسم اكياس الشوكولا. والواقع ان ورم بطانة الرحم هو صعب ومعقد حيث يؤدي الى عوارض مزعجة مثل ألم في البطن وصداع وتشنجات واحياناً غثيان ودوار ويبقى هذا المرض في الغالب غير مكشوف لان النساء واحياناً الاطباء يعزون العوارض ببساطة الى الدورات الشهرية المؤلمة واللافت الى ان هذا المرض ليس شائعاً فقط وانما هو سبب رئيسي ايضاً للعقم فقد وجد الاطباء ان امرأة واحدة من اصل عشرين في سن الخصوبة تكون مصابة بهذا المرض فقد تشهد هذه المراة اباضة او لا وتعاني من خلل في التوازن الهرموني او من الرحم المقلوب الى الخلف او من ارتفاع من مستويات البروستقلاندين التي تؤدي الى انقباضات الرحم وتحفيز الامعاء. لا يزال سبب بطانة الرحم الهاجرة مجهولاً حتى الآن و تقول احدى النظريات انه مرتبط بخلل في عمل جهاز المناعة كما تتحدث نظرية آخرى عن دورة الطمث المقلوبة وهو توجه كمية صغيرة من الدفق الحيضي الى قناة فالوب بدل النزول الى الاسفل وهكذا يدخل الدم الى التجويف الحوضي ثم يصل الى كل تجويف البطن حيث تتاصل الخلايا و تنتشر وفي بعض الحالات النادرة قد يصل الدم الى الرئتين والدماغ والساقيين. وهناك نظرية آخرى تشير الى حدث تغير نسيجي في خلايا الحوض حيث تصبح تشبه خلايا بطانة الرحم او قد تكون هذه الخلايا ساكنة منذ التكوين الجنيني ما ان تلبث و ان تصبح نشطة تحت تاثير الهرمونات ولسبب غير معروف لهذا التحول. لا يوجد طريقة معروفة للحؤول دون حدوث البطانة الهاجرة ورغم ان الدراسات تشير الى ان الحمل و حبوب منع الحمل يساعدان على الحماية من هذه المشكلة.
ان العوارض الأكثر شيوعاً لورم بطانة الرحم هي الألم الحاد اثناء الدورات الشهرية والاباضة وعند تفريغ الامعاء واثناء الممارسة الجنسية كما ان عدم القدرة على الحمل قد يكون عارضاً شائعاً وتكون تحاليل العقم السبيل الى كشف هذا المرض ولكن يصعب احياناً تمييز عوارض بطانة الرحم الهاجرة عن عوارض التهاب الحوض الحادة والمزمنة. تساعد الاشعة الصوتية للحوض والبطن على اكتشاف المرض احياناً ولكن التشخيص الدقيق يتم عادة بواسطة تنظير جوف البطن والحوض وهي عملية جراحية صغيرة يتم من خلالها إدخال انبوب مزود بكاميرا صغيرة في طرفه الى مساحة الحوض مباشرة من تحت السرة وتجرى هذه العملية تحت التخدير العام للجسم.
العلاجات المحتملة: كما ذكرنا سالفاً ان هذه المشكلة صعبة ومعقدة وتناولها طبياً يحتاج الكثير من الصبر والدقة من المريضة والطبيب المعالج وتحتاج للكثير من المناقشة والمتابعة المستمرة فعادة ما يبدأ بالعلاجات التحفضية اي باستخدام العقاقير العلاجية وفي بعض الحالات قد يكون التدخل الجراحي ضروريأ خصوصاً اذا كونت التجمعات الدموية اوراك كبيرة الحجم يستوجب ازالتها جراحياً. ومن المعروف ان حبوب منع الحمل تكون مفيدة احياناً ولكن الشكلين الاساسين للعلاج هما علاج العقاقيرالهرموني والجراحة. وعلاج العقاقير يهدف الى ايقاف عملية التبويض الذي بدوره يقلل من افراز هرمون الاستروجين الذي يعتبر المحفز الرئيسي و الاساسي لنمو البطانه الهاجرة وعند ايقاف هذا الهرمون يتقلص حجم البطانة الهاجرة وقد يختفي تدريجياً ولكن للاسف عند عودة نشاط المبيض بعد ايقاف العلاج قد ترجع البطانة في النشاط وتتكون مرة أخرى. والعلاج الهرموني لا يمكن استخدامه لفترات طويلة لانه يصاحبه العديد من الاثار الجانبية خصوصأ اذا تم استخدامه لفترة اكثر من ستة اشهر واهم العوارض الجانبية الهبات الساخنة حيث يحدث العلاج الهرموني صورة شبيهة لاعراض سن اليأس تتوقف هذه الاعراض عند ايقاف العلاج والمضاعفات الاخرى التي قد تحدث من العلاج هي هشاشة العظام. اما العلاج الجراحي يتضمن استئصال الالتصاقات باستعمال الليزر او الكي بواسطة التنظير وفي الحالات المتفاقمة من ورم بطانة الرحم قد يلجأ الطبيب الى استئصال الرحم بكاملة في السيدات المتقدمات في السن واللواتي لا يرغبن في الانجابز وهنالك ثمة علاج جديد هو المجمد الحراري حيث يستخدم غاز الهليوم المؤين بتيار كهربائي لتجفيف خلايا ورم بطانة الرحم وتعتبر هذه الطريقة آمنة و دقيقة و سريعة و لكن لم تنتشر بعد على نطاق و اسع.
المصدر: صحيفة الرياض
المجمد الحراري طريقة حديثة وآمنة في المعالجة
أ.د. محمد بن حسن عدار
الرحم هو كيس عضلي قابل للتكيف موجود في وسط الجهاز التناسلي ولكي يمنح الرحم الدعم الحيوي اللازم للجنين لا بد ان يكون في صحة جيدة رغم انه عرضة للكثير من المشاكل. يقع الرحم وراء المثانة و له شكل الكمثرى المقلوبة لدى المرأة غير الحامل ويبلغ طوله 7.5 سم وعرضه الاقصى 5 سم ويطلق على الجزء العلوي العريض من الرحم اسم الجسم فيما يعرف الجزء السفلي والضيق باسم عنق الرحم الذي يؤدي الى المهبل وقبل الحمل يكون تجويف الرحم صغيراً وضيقاً فيما جدرانه العضلية مزودة بطبقة خارجية اسمها ظهارة الرحم وطبقة متوسطة سميكة اسمها عضل الرحم وبطانة داخلية اسمها بطانة الرحم. تزداد سماكة بطانة الرحم كل شهر تحت تأثير الهرمونات استعداداً لزرع البويضة الملقحة لكن في حال عدم حدوث الحمل تتلف خلايا بطانة الرحم و يتخلص منها الرحم من خلال دم الطمث (الدورة الشهرية).
وسنتطرق لبعض المشاكل الصحية التي تحدث في الرحم:
ورم بطانة الرحم (بطانة الرحم الهاجرة):
في هذا المرض يصبح خارج الرحم مكسواً بخلايا شبيهة بتلك الموجودة عادة في بطانته وقد تنتقل هذه الخلايا الى اي مكان في تجويف البطن او الحوض كما الى احد المبيضيين او كليهما او قناتي فالوب او المثانة او الامعاء او ما حول الاوتار والاربطة الداعمة للرحم او على جدار الحوض وهذه الخلايا تستجيب الى التغيرات الهرمونية الحاصلة خلال دورة الطمث فهي تزداد في مرحلة من الشهر وحين يبدأ الرحم بالتخلص من بطانته فإن ورم بطانة الرحم او البطانة الهاجرة تتلف بنفس الطريقة ايضاً وبما ان هذه الخلايا عالقة في مساحة الحوض فانها تصبح دبقة وتنتشر بكثرة لتجمع الاعضاء ببعضها او بجدران الحوض ويطلق على هذا الانحاء النسيج اسم الالتصاقات وقد تتحول هذه الاخيرة الى اورام مليئة بالدم الاسود ويطلق عليها الاطباء اسم اكياس الشوكولا. والواقع ان ورم بطانة الرحم هو صعب ومعقد حيث يؤدي الى عوارض مزعجة مثل ألم في البطن وصداع وتشنجات واحياناً غثيان ودوار ويبقى هذا المرض في الغالب غير مكشوف لان النساء واحياناً الاطباء يعزون العوارض ببساطة الى الدورات الشهرية المؤلمة واللافت الى ان هذا المرض ليس شائعاً فقط وانما هو سبب رئيسي ايضاً للعقم فقد وجد الاطباء ان امرأة واحدة من اصل عشرين في سن الخصوبة تكون مصابة بهذا المرض فقد تشهد هذه المراة اباضة او لا وتعاني من خلل في التوازن الهرموني او من الرحم المقلوب الى الخلف او من ارتفاع من مستويات البروستقلاندين التي تؤدي الى انقباضات الرحم وتحفيز الامعاء. لا يزال سبب بطانة الرحم الهاجرة مجهولاً حتى الآن و تقول احدى النظريات انه مرتبط بخلل في عمل جهاز المناعة كما تتحدث نظرية آخرى عن دورة الطمث المقلوبة وهو توجه كمية صغيرة من الدفق الحيضي الى قناة فالوب بدل النزول الى الاسفل وهكذا يدخل الدم الى التجويف الحوضي ثم يصل الى كل تجويف البطن حيث تتاصل الخلايا و تنتشر وفي بعض الحالات النادرة قد يصل الدم الى الرئتين والدماغ والساقيين. وهناك نظرية آخرى تشير الى حدث تغير نسيجي في خلايا الحوض حيث تصبح تشبه خلايا بطانة الرحم او قد تكون هذه الخلايا ساكنة منذ التكوين الجنيني ما ان تلبث و ان تصبح نشطة تحت تاثير الهرمونات ولسبب غير معروف لهذا التحول. لا يوجد طريقة معروفة للحؤول دون حدوث البطانة الهاجرة ورغم ان الدراسات تشير الى ان الحمل و حبوب منع الحمل يساعدان على الحماية من هذه المشكلة.
ان العوارض الأكثر شيوعاً لورم بطانة الرحم هي الألم الحاد اثناء الدورات الشهرية والاباضة وعند تفريغ الامعاء واثناء الممارسة الجنسية كما ان عدم القدرة على الحمل قد يكون عارضاً شائعاً وتكون تحاليل العقم السبيل الى كشف هذا المرض ولكن يصعب احياناً تمييز عوارض بطانة الرحم الهاجرة عن عوارض التهاب الحوض الحادة والمزمنة. تساعد الاشعة الصوتية للحوض والبطن على اكتشاف المرض احياناً ولكن التشخيص الدقيق يتم عادة بواسطة تنظير جوف البطن والحوض وهي عملية جراحية صغيرة يتم من خلالها إدخال انبوب مزود بكاميرا صغيرة في طرفه الى مساحة الحوض مباشرة من تحت السرة وتجرى هذه العملية تحت التخدير العام للجسم.
العلاجات المحتملة: كما ذكرنا سالفاً ان هذه المشكلة صعبة ومعقدة وتناولها طبياً يحتاج الكثير من الصبر والدقة من المريضة والطبيب المعالج وتحتاج للكثير من المناقشة والمتابعة المستمرة فعادة ما يبدأ بالعلاجات التحفضية اي باستخدام العقاقير العلاجية وفي بعض الحالات قد يكون التدخل الجراحي ضروريأ خصوصاً اذا كونت التجمعات الدموية اوراك كبيرة الحجم يستوجب ازالتها جراحياً. ومن المعروف ان حبوب منع الحمل تكون مفيدة احياناً ولكن الشكلين الاساسين للعلاج هما علاج العقاقيرالهرموني والجراحة. وعلاج العقاقير يهدف الى ايقاف عملية التبويض الذي بدوره يقلل من افراز هرمون الاستروجين الذي يعتبر المحفز الرئيسي و الاساسي لنمو البطانه الهاجرة وعند ايقاف هذا الهرمون يتقلص حجم البطانة الهاجرة وقد يختفي تدريجياً ولكن للاسف عند عودة نشاط المبيض بعد ايقاف العلاج قد ترجع البطانة في النشاط وتتكون مرة أخرى. والعلاج الهرموني لا يمكن استخدامه لفترات طويلة لانه يصاحبه العديد من الاثار الجانبية خصوصأ اذا تم استخدامه لفترة اكثر من ستة اشهر واهم العوارض الجانبية الهبات الساخنة حيث يحدث العلاج الهرموني صورة شبيهة لاعراض سن اليأس تتوقف هذه الاعراض عند ايقاف العلاج والمضاعفات الاخرى التي قد تحدث من العلاج هي هشاشة العظام. اما العلاج الجراحي يتضمن استئصال الالتصاقات باستعمال الليزر او الكي بواسطة التنظير وفي الحالات المتفاقمة من ورم بطانة الرحم قد يلجأ الطبيب الى استئصال الرحم بكاملة في السيدات المتقدمات في السن واللواتي لا يرغبن في الانجابز وهنالك ثمة علاج جديد هو المجمد الحراري حيث يستخدم غاز الهليوم المؤين بتيار كهربائي لتجفيف خلايا ورم بطانة الرحم وتعتبر هذه الطريقة آمنة و دقيقة و سريعة و لكن لم تنتشر بعد على نطاق و اسع.
المصدر: صحيفة الرياض