اليوم العالمي لالتهاب الكبد
اليوم العالمي لالتهاب الكبد
د. غازي عبداللطيف جمجوم
يعتبر التهاب الكبد من أهم الأمراض المعدية التي تصيب البشر والتي ينبغي على الجميع التعرف على أسبابها، حيث تشكل خمسة فيروسات هي (A، B، C، D، E) مسببات أساسية لهذا المرض رغم وجود مسببات أخرى، وتفتك العدوى التي تسببها هذه الفيروسات بنحو مليون شخص سنويا، كما يسبب فيروسا B، C نحو 75 في المائة من حالات سرطان الكبد في العالم والتي تنتج من الإصابة المزمنة بالعدوى بهذين الفيروسين. وقد حدت أهمية التهاب الكبد بمنظمة الصحة العالمية للمرة الأولى اعتبارا من العام الحالي إلى تخصيص يوم 28 يوليو (تموز) من كل عام يوما عالميا لالتهاب الكبد وذلك لتسليط الضوء على أهمية هذا المرض وطرق مواجهته. التقدم الهائل في التعرف على التهاب الكبد خلال الخمسين عاما الماضية يعتبر من أهم الإنجازات الطبية على الإطلاق. وبالإضافة إلى التعرف الوثيق على هذه الفيروسات الخمسة وتطوير فحوصات دقيقة للكشف عنها ومعرفة طرق انتقالها تم تصنيع لقاحين فاعلين لفيروسي A، B، وقد تم إدراج لقاح الفيروس B ضمن جدول التطعيم الأساسي للأطفال في أغلب دول العالم، كما بدأت عدة دول، من ضمنها بلادنا أخيرا، تطعيم جميع الأطفال ضد الفيروس A. لقاح الفيروس B يقي أيضا ضد الفيروس D الذي يعتمد على الفيروس B في تكاثره. أما لقاح الفيروس E فهو أيضا على وشك الانتهاء وسيكون متاحا لكثير من الدول النامية التي يستوطن فيها هذا الفيروس بصورة كبيرة بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي. بقي لقاح الفيروس C الذي لا يزال مستعصيا على الإنتاج بسبب قدرة هذا الفيروس على التغير باستمرار. في المقابل، تم تطوير العديد من الأدوية لعلاج العدوى المزمنة التي يسببها الفيروسان B، C والتي تشكل عاملا مهما في الإصابة بسرطان الكبد. فيروس A الذي يسبب 1.5 مليون حالة سنويا وفيروس E ينتقلان بواسطة الماء أو الطعام الملوثين بالبراز أو بالصرف الصحي، ويسببان مشكلة للمرضى وللسياحة في البلدان النامية ولكنهما لا يسببان عدوى مزمنة للمصابين، غير أن فيروس E يشكل خطرا كبيرا على النساء الحوامل. ويهدف اليوم العالمي لالتهاب الكبد إلى حث الحكومات والأفراد على توفير الماء النقي والطعام النظيف للمواطنين وكذلك توفير اللقاحات للأطفال أو للمسافرين إلى البلدان النامية. بالنسبة لفيروس B الذي يصيب 350 مليون شخص إصابة مزمنة ويقتل 600 ألف سنويا فإن تطعيم الأطفال وعلاج المصابين هما الطريقتان المطلوبتان لمواجهة المرض. كذلك فإن توفير العلاج لفيروس C الذي يصيب نحو 150 مليون نسمة إصابة مزمنة قد تؤدي إلى تليف أو سرطان الكبد الذي يقتل نحو 350 ألف سنويا هو مطلب رئيس. وتحث منظمة الصحة العالمية كافة الأفراد المعرضين على الكشف على أنفسهم لمعرفة إذا ما كانوا حاملين لفيروسي B أو C دون أن يشعروا بذلك، كما تحث الحكومات على توفير العلاج للمصابين. التعرف على فيروسات التهاب الكبد ومواجهتها موضوع يهمنا جميعا سواء في اليوم العالمي لالتهاب الكبد أو في غيره من الأيام.
المصدر: صحيفة عكاظ
د. غازي عبداللطيف جمجوم
يعتبر التهاب الكبد من أهم الأمراض المعدية التي تصيب البشر والتي ينبغي على الجميع التعرف على أسبابها، حيث تشكل خمسة فيروسات هي (A، B، C، D، E) مسببات أساسية لهذا المرض رغم وجود مسببات أخرى، وتفتك العدوى التي تسببها هذه الفيروسات بنحو مليون شخص سنويا، كما يسبب فيروسا B، C نحو 75 في المائة من حالات سرطان الكبد في العالم والتي تنتج من الإصابة المزمنة بالعدوى بهذين الفيروسين. وقد حدت أهمية التهاب الكبد بمنظمة الصحة العالمية للمرة الأولى اعتبارا من العام الحالي إلى تخصيص يوم 28 يوليو (تموز) من كل عام يوما عالميا لالتهاب الكبد وذلك لتسليط الضوء على أهمية هذا المرض وطرق مواجهته. التقدم الهائل في التعرف على التهاب الكبد خلال الخمسين عاما الماضية يعتبر من أهم الإنجازات الطبية على الإطلاق. وبالإضافة إلى التعرف الوثيق على هذه الفيروسات الخمسة وتطوير فحوصات دقيقة للكشف عنها ومعرفة طرق انتقالها تم تصنيع لقاحين فاعلين لفيروسي A، B، وقد تم إدراج لقاح الفيروس B ضمن جدول التطعيم الأساسي للأطفال في أغلب دول العالم، كما بدأت عدة دول، من ضمنها بلادنا أخيرا، تطعيم جميع الأطفال ضد الفيروس A. لقاح الفيروس B يقي أيضا ضد الفيروس D الذي يعتمد على الفيروس B في تكاثره. أما لقاح الفيروس E فهو أيضا على وشك الانتهاء وسيكون متاحا لكثير من الدول النامية التي يستوطن فيها هذا الفيروس بصورة كبيرة بسبب اختلاط مياه الشرب بالصرف الصحي. بقي لقاح الفيروس C الذي لا يزال مستعصيا على الإنتاج بسبب قدرة هذا الفيروس على التغير باستمرار. في المقابل، تم تطوير العديد من الأدوية لعلاج العدوى المزمنة التي يسببها الفيروسان B، C والتي تشكل عاملا مهما في الإصابة بسرطان الكبد. فيروس A الذي يسبب 1.5 مليون حالة سنويا وفيروس E ينتقلان بواسطة الماء أو الطعام الملوثين بالبراز أو بالصرف الصحي، ويسببان مشكلة للمرضى وللسياحة في البلدان النامية ولكنهما لا يسببان عدوى مزمنة للمصابين، غير أن فيروس E يشكل خطرا كبيرا على النساء الحوامل. ويهدف اليوم العالمي لالتهاب الكبد إلى حث الحكومات والأفراد على توفير الماء النقي والطعام النظيف للمواطنين وكذلك توفير اللقاحات للأطفال أو للمسافرين إلى البلدان النامية. بالنسبة لفيروس B الذي يصيب 350 مليون شخص إصابة مزمنة ويقتل 600 ألف سنويا فإن تطعيم الأطفال وعلاج المصابين هما الطريقتان المطلوبتان لمواجهة المرض. كذلك فإن توفير العلاج لفيروس C الذي يصيب نحو 150 مليون نسمة إصابة مزمنة قد تؤدي إلى تليف أو سرطان الكبد الذي يقتل نحو 350 ألف سنويا هو مطلب رئيس. وتحث منظمة الصحة العالمية كافة الأفراد المعرضين على الكشف على أنفسهم لمعرفة إذا ما كانوا حاملين لفيروسي B أو C دون أن يشعروا بذلك، كما تحث الحكومات على توفير العلاج للمصابين. التعرف على فيروسات التهاب الكبد ومواجهتها موضوع يهمنا جميعا سواء في اليوم العالمي لالتهاب الكبد أو في غيره من الأيام.
المصدر: صحيفة عكاظ