حرب عالمية على السكري
حرب عالمية على «السكري»
د. عبدالعزيز معتوق حسنين
في الأمس كان «اليوم العالمي للسكري» 14 نوفمبر.. يوم شن العالم حربا عالمية على مرض السكري، ويسعى إلى إذكاء الوعي العالمي بداء السكري بمعدلات وقوعه التي ما فتئت تزداد في شتى أنحاء العالم وبكيفية تقي المرض في معظم الحالات.
وتشن حرب عالمية في هذا اليوم من كل عام، حيث حدده كل من الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية، وتشير بيانات سنة 2005م الصادرة عن منظمة الصحة العالمية إلى أن السكري عدو يصيب أكثر من 180 مليون نسمة في جميع أنحاء العالم.
أما اليوم وحسب آخر إحصاء، فهناك 285 مليون مريض بالسكري حول العالم، ونسبة الوفيات منهم تزيد عن أربعة ملايين شخص سنويا، كما أن نحو 80 في المائة من وفيات السكري تحدث في البلدان الواقعة في أفريقيا وآسيا ومنها المملكة التي تعد ثاني أعلى دول العالم التي يعاني أهلها من هذا المرض بعد قبيلة هنود البيمة في ولاية أريزونا الأمريكية.
يجب علينا إعلان الحرب على مرض السكري بتأسيس برنامج وطني في المملكة وهي الخطوة الأولى لتكريس مكافحة هذا المرض، بحيث يمكننا هذا البرنامج من أن نربط بين المراكز الصحية والأقسام الطبية، وقد ثبتت فعالية مردود البرنامج الوطني في الحفاظ على جودة الرعاية الصحية لمرضى السكري عبر نظام الرعاية الصحية.
توصياتي إلى وزير الصحة هي تفعيل الاستراتيجية للخطة الوطنية في إعلان الحرب على السكري وتتلخص في: صياغة أهداف يمكن قياسها لمكافحة السكري، وتحديد حجم وطيف مشكلة السكري، والتقييم الواقعي لوضع السكري، والتعاون مع العاملين في الرعاية الصحية الأولية في مجال السكري بما في ذلك رفع الوعي العام حول محاربة السكري ولا سيما من خلال التثقيف العام، إضافة إلى تحديد أولويات الاحتياجات الوطنية، وأخيرا إعداد ونشر بروتوكول توافقي للإدارة العلاجية للسكري وبدء نظام بحثي حول السكري.
والبرامج الوطنية للحرب العالمية على السكري تتضمن الاعتبارات الاقتصادية المترتبة على المرض في استمرار الزيادة في انتشار السكري في العالم بسبب تقدم عمر السكان والتغيرات الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية. تصل تكاليف الإنفاق على رعاية مرضى السكري من ضعفين إلى أربعة أضعاف التكاليف التي تنفق على غير المصابين بالسكري في أكثر أنظمة الرعاية الصحية في العالم.
لقد اكتشفنا نحن جنود الحرب أن أكبر مكونات التكاليف المباشرة التي تتخطى نسبة 80 في المائة هي التكاليف الخاصة بالمعالجة والإدخال في المستشفيات وبخاصة لمعالجة المضاعفات المزمنة للسكري، لذلك تعد الوقاية من المضاعفات هي أكبر الاهتمامات في رعاية السكري. وأقترح تشكيل لجنة حربية من جنود أقوياء مسلحين بالعلم والخبرة والمعرفة من استشاريين وطنيين للسكري لتقديم النصح حول القضايا المتعلقة بالتخطيط، وتحديد الأولويات، وتخصيص الموارد، وتنفيذ البرامج وتقييمها.
يشار إلى أن الدول العربية التي شاركت في الحرب العالمية على مرض السكري أمس، كانت فقط المملكة وشقيقتاها الكويت والإمارات العربية، فهنيئا لنا وللكويتيين والإماراتيين.. والحمد لله رب العالمين.
المصدر: صحيفة عكاظ